ومضات

الدار البيضاء اليوم  -

ومضات

وليد بطراوي
بقلم : وليد بطراوي

مصطلح "السكان الأصليون" المعروف بالإنجليزية indigenous people يشير الى الجماعات العرقية الاصلية او الاولى في المنطقة، على عكس الجماعات التي استقرت أو احتلت أو استعمرت المنطقة مؤخراً. في بلدان كثيرة، ومنها أميركا، يتم تنظيم زيارات سياحية الى تجمعات السكان الأصليين، وينبهر السياح بالعادات والتقاليد واللباس والطعام والشراب. مختصر مفيد "بيعملوا منهم فرجة"، وعادة ما يكونوا في اقفاص كبيرة تشكل حدود مناطقهم. وهذا ما يحصل معنا عندما يأتي الإسرائيليون الذين يحتلون ارضنا "لزيارتنا" او بالأحرى "يتفرجوا علينا" بحجة "ان يعرفوا اكثر". للاسف اننا صنعنا من انفسنا "فرجة"، ويعود "الزوار" الى حيث يسكنون ليحدثوا اصدقاءهم عن الحمص والكنافة وما شاهدوا داخل الاقفاص التي صنعوها لنا وحاصرونا داخلها. الفرق الوحيد انهم لا ينظرون لنا كسكان اصليين، بل كعبيد لهم، حتى "معسكر السلام" كما يحلو لنا وصفه، يتخذ منّا جسراً للوصول الى مبتغاه!

الطريق الى تل ابيب
زرت تل ابيب الأسبوع الماضي، ليس رغبة مني ولا بدعوة من احد، ولكن لحاجة "دبلوماسية" اضطرتني الى ذلك. في الطريق اليها، مررت بالطبع بالاراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 والتي أصبحت وراء الجدار، مثل اللطرون وعمواس ومستوطنة "مودعين"، وباراضي العام 1948. خارطة "ترامب" كانت عالقة في رأسي، ولم أستطع الا ان أفكر بالحال الذي وصلنا اليه. في تل ابيب الحياة طبيعية، ولا أحد يكترث بنا، بنايات شاهقة وناطحات سحاب ومراكز تسوق، لا تختلف البتة عن المدن الاميركية والأوروبية. في طريق العودة، قررت ان آخذ القطار الى القدس، لنقلي من هناك الى محطة اطلقوا عليها "يتسحاق نافون" في نهاية "شارع يافا". لماذا هذا الشرح؟ لأن الطريق الى تل ابيب ومنها لا تمنح الامل بالسلام، بل هي تكريس للاحتلال!

تهريج
يوم بعد يوم، أشعر بأننا نصنع من أنفسنا "مهرجين"، نسعى لاضحاك الناس علينا. الأربعاء الماضي، قرأت في الصحيفة خبراً بعنوان "غزة: خلافات بين الفصائل على تغيير مسمى هيئة مسيرات العودة دون توافق"، اما متن الخبر فيقول في جزء منه "إن خلافاً نشأ بين القوى والفصائل المشاركة في لجنة المتابعة للقوى الوطنية والاسلامية حول تغيير مسمى الهيئة الوطنية لمسيرات العودة وكسر الحصار ليصبح الهيئة الوطنية لمسيرات العودة وإسقاط الصفقة". تزامن هذا الخبر مع خبر على الصفحة الأولى "الاحتلال يخطط لتنفيذ مشروع استيطاني ضخم على أراضي مطار قلنديا لتعزيز فصل القدس"!

شهر واحد
أثارت ومضة الأسبوع الماضي "إجازة امومة يا خلق الله" ردود فعل عديدة، كلها من مواطنين عبروا عن تضامنهم مع العاملة، ومطالبتهم إياها بتقديم شكوى، وضرورة فضح مشغّلها وكشف اسم المصنع. اما المسؤولون، فعلى ما يبدو هناك ما يشغلهم عن قضايا وهموم الناس! زوج العاملة، شكرني من خلال القارئ الذي ارسل لي المعلومات، وابلغني انه تم منح العاملة إجازة لمدة شهر من 9/2 حتى 9/3/2020، وذكر لي اسم المصنع الذي يقع في منطقة لا تسيطر عليها السلطة الفلسطينية، وطلب مني عدم البوح بالاسم لأن هذا يشكل خطراً على زوجته، منوهاً الى انه لا يعرف أساساً ما طبيعة الاجازة التي منحها المشغّل لزوجته، هل هي مدفوعة ام بدون راتب!

لو كنت مسؤولاً
في وزارة الاعلام و/او وزارة العدل، لأصدرت قراراً بمنع وقوف المركبات على الرصيف المحاذي للوزارتين، فلا يجوز لوزارة مثل وزارة العدل التي من المفترض ان تراقب على قطاع العدالة وتطبيق القانون، ووزارة مثل وزارة الاعلام عليها مخاطبة الرأي العام، الاعتداء على حق المواطنين بسير آمن على الرصيف، معرضين حياتهم للخطر لاضطرارهم للنزول الى الشارع الذي يشهد حركة مركبات كثيفة.

الشاطر أنا
قررت وبعد إعداد دراسة جدوى، وبحث وتمحيص، واجراء حسابات كثيرة، إني لما أروح أجيب بنتي من المدرسة، مش ضروري أحاول أوصل غرفة الصف بالسيارة مثل ما بيعملوا الأهالي، بالعكس اصف بعيد منها بَتيح المجال للأهالي اللي بناتهم وولادهم لسا صغار ما بيقدروا يمشوا مسافة، وأصلاً غير محبذ يمشوا حفاظاً على سلامتهم، ومن جهة أخرى اعزز الثقة بالنفس عند بنتي وأخلّيها تمشي لحالها باتجاه وين بَكون صافف، وبتيح المجال إلها كمان ممارسة المشي، وأنا كمان لأنه مرات بضطر اروح انا أمشيلها، وغير هيك كله، بقلل من ازمة المرور اللي بتصير ع بواب المدرسة، وخاصة من الأهالي اللي بتصرفوا كقدوة حسنة قدام ولادهم وبنتهم وبسكّروا الطريق وبيعملوا أزمة لأنهم بكل بساطة أنانيين!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ومضات ومضات



GMT 19:04 2022 الخميس ,14 إبريل / نيسان

الكتابات القديمة في المملكة العربية السعودية

GMT 18:58 2022 الخميس ,14 إبريل / نيسان

كيف غيّر «كوفيد» ثقافة العمل؟

GMT 18:52 2022 الخميس ,14 إبريل / نيسان

ليس بينها وبين النار إلاّ (ذراع)

GMT 18:21 2022 الخميس ,14 إبريل / نيسان

لا تقودوا البوسطة مرّةً أخرى

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 12:41 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تبدو مرهف الحس فتتأثر بمشاعر المحيطين بك

GMT 09:52 2018 الإثنين ,13 آب / أغسطس

أمطار صيفية تعزل دواوير ضواحي تارودانت

GMT 07:59 2018 الأحد ,15 تموز / يوليو

"بورش" تحتفل بالذكرى الـ70 لسيارتها الأولى

GMT 16:15 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

سامح حسين يكشف عن الأفيش الأول لـ"الرجل الأخطر"

GMT 08:36 2018 الأربعاء ,20 حزيران / يونيو

النفط ينخفض مع تهديد الصين برسوم جمركية على الخام

GMT 05:34 2018 الإثنين ,11 حزيران / يونيو

تعرف على أبرز علامات ظهور "ليلة القدر"

GMT 23:49 2018 الأحد ,03 حزيران / يونيو

الليمون الحل النهائي للقضاء على "قشرة الشعر"

GMT 15:13 2018 الأحد ,03 حزيران / يونيو

تغلبي على الخوف من عيوب جسدك مع ارتداء الحجاب
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca