أخر الأخبار

البديل عن خطة ترامب

الدار البيضاء اليوم  -

البديل عن خطة ترامب

حمادة فراعنة
بقلم : حمادة فراعنة

تُعالج خطة ترامب عناوين المكونات الفلسطينية الثلاثة، وهي خطة لم يسبق اليها أحد من حيث تعددية المعالجة المثلثة لفلسطينيي مناطق 48 و67 واللاجئين، وحتى منظمة التحرير لم يسبق لبرامجها المتعددة أن وضعت خطة معالجة تنسجم مع المصالح الوطنية للمكونات الفلسطينية الثلاثة منذ أن رفعت شعار تحرير فلسطين عام 1964، ومن ثم دعت إلى الدولة الديمقراطية الواحدة بعد سيطرة «فتح» وفصائل المقاومة على مؤسسات منظمة التحرير وقيادتها مع بداية عام 1969، وتحولت إلى البرنامج المرحلي عام 1974، وقبلت بدولة فلسطينية عام 1988، ورضخت لشروط أوسلو المجحفة عام 1993، مقابل تحقيق إنجاز على الأرض ولو كان دولة فلسطينية في حدود 4 حزيران 1967، ووافقت على أقل من ذلك وفق مبادرة السلام العربية عبر ما يُسمى التبادلية في الأراضي وهو إخلال بقرار مجلس الأمن 242، وتسوية مشروطة متفق عليها لحل قضية اللاجئين وهو إخلال بمضمون القرار 194، وهذا يعني الاذعان لعدم عودة كل اللاجئين إلى مناطق 48 واستعادة ممتلكاتهم منها وفيها وعليها.

من ضمن رؤيتها للمعالجة تعمل خطة ترامب على فصل قرى المثلث العشر من خارطة عام 1948 وإلحاقها بخارطة الأراضي المحتلة عام 1967، بدواعي أنهم من الفلسطينيين، وهذا يدفعنا لليقظة طالما أن ترامب يعترف أن سكان المثلث هم جزء من الشعب الفلسطيني، فماذا بشأن أهالي الجليل والنقب ومدن الساحل المختلطة؟؟ أليسوا فلسطينيين ويعتزون ويتباهون أنهم أيضاً من الفلسطينيين؟؟ فهل يتم إلحاقهم إلى مناطق 67 أسوة بأهل المثلث؟؟ هل نطالب أن تكون الناصرة ومدن سخنين والطيبة وباقة الغربية وجلجولية وراهط وقلنسوة وشفا عمر وأم الفحم وكفر قاسم أن تكون من ضمن خارطة الدولة الفلسطينية لأن أهلها وسكانها هم من الفلسطينيين فقط؟ وكذلك هل نطالب أن تكون اجزاء من المدن المختلطة عكا وحيفا ويافا واللد والرملة جزءاً من الدولة المنشودة؟؟.

أهل المثلث يتباهون أنهم جزء لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني، ويناضلون مع باقي مكونات شعبهم في مناطق 48 لتحقيق المساواة لهم أسوة بما يملكه الإسرائيلي اليهودي في مناطق 48، دون أن يتخلوا عن هويتهم الفلسطينية وقوميتهم العربية ودياناتهم الإسلامية والمسيحية والدرزية، وهم في نفس الوقت يرفضون الانتقال والضم إلى مناطق 67، ليس تمسكاً بمواطنتهم الإسرائيلية، بل لأنهم كانوا ولا زالوا شركاء فيما أُنجز في مناطق 48، فالتطور والتقدم والتنمية البائنة هم طرف فيها وشركاء في صناعتها، ولم يقتصر ما تم تحقيقه من إنجازات للمواطنين الإسرائيليين العبرانيين اليهود فقط، بل تم إنجازه على يد الشراكة والتعاون وتبادل العمل وتقاسم الجهد كل وفق ظروفه ومهنيته، بين الفلسطيني والإسرائيلي، بين العربي والعبري، بين المسلم والمسيحي واليهودي والدرزي، وإن كانت النتائج مجحفة لصالح الطرف الإسرائيلي العبري اليهودي بسبب التمييز، على حساب الطرف الفلسطيني العربي المسلم المسيحي الدرزي المظلوم، لذلك يرفض أهل المثلث مثلهم مثل أهل الجليل والنقب ومدن الساحل المختلطة النقل والإلحاق.الانتقال سيكون لفلسطينيي الشتات واللجوء بعودتهم إلى المدن والقرى التي طردوا منها عام 1948، والذي لا تعجبه هذه النتيجة فليشرب ماء البحر، أو يرحل إلى حيث أتى.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

البديل عن خطة ترامب البديل عن خطة ترامب



GMT 19:04 2022 الخميس ,14 إبريل / نيسان

الكتابات القديمة في المملكة العربية السعودية

GMT 18:58 2022 الخميس ,14 إبريل / نيسان

كيف غيّر «كوفيد» ثقافة العمل؟

GMT 18:52 2022 الخميس ,14 إبريل / نيسان

ليس بينها وبين النار إلاّ (ذراع)

GMT 18:21 2022 الخميس ,14 إبريل / نيسان

لا تقودوا البوسطة مرّةً أخرى

GMT 22:38 2017 الخميس ,21 أيلول / سبتمبر

حادث بشع يودي بحياة تلميذة في سوق السبت

GMT 23:56 2019 الجمعة ,12 إبريل / نيسان

مقتل شخص وإصابة أخر جراء حادث سير في فاس

GMT 15:18 2019 الثلاثاء ,29 كانون الثاني / يناير

"إنيرجي" تعتزم بدأ حفر 12 بئرًا للغاز الطبيعي في المغرب

GMT 07:03 2018 الأربعاء ,19 أيلول / سبتمبر

أبرز المعالم السياحية الأكثر شهرة لمحبي المغامرة

GMT 15:54 2012 الثلاثاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

النحل الطنان يقطع مسافات طويلة من أجل الزهور كثيرة الألوان

GMT 08:40 2017 الأربعاء ,04 كانون الثاني / يناير

إحدى ضحايا هجوم إسطنبول تتوقع وفاتها عبر "فيسبوك"

GMT 06:39 2017 الخميس ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

الإعلان عن 3 منازل جديدة مرشحة للفوز بجائزة RIBA 2017

GMT 17:20 2017 الإثنين ,11 أيلول / سبتمبر

بدر كادارين خارج حسابات عموتة لأسباب غامضة

GMT 19:11 2014 الجمعة ,26 أيلول / سبتمبر

الإتحاد المغربي يقرر إصلاح ملعب محمد الخامس

GMT 07:44 2017 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

محمد رياض يكتشف خبث يوسف الشريف في "كفر دلهاب"

GMT 09:21 2017 الجمعة ,23 حزيران / يونيو

خطوات مهمة تساعد على تخفيف أعراض مرض البواسير

GMT 07:52 2017 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف على ما وراء كواليس عرض أزياء "فيتون" في اليابان
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca