قذائف الطاعون والكورونا !

الدار البيضاء اليوم  -

قذائف الطاعون والكورونا

توفيق أبو شومر
بقلم : توفيق أبو شومر

إن حالة الهلع من وباء الكورونا، أعادتني إلى عصور الانغلاق الفكري والثقافي، قبل عصر التنوير.«في عام 1564م أعدمَ مجلسُ الكنيسة (الكرادلة) في جنيف أربع عشرة امرأة، بسبب نشرهن مرض الطاعون بالتعازيم السحرية، وفي عام 1609م اجتاح فرنسا ذُعرٌ، بسبب شائعة؛ الشياطين احتلت المكان، وحولت البشر إلى كلابٍ ينبحون، شرع الناس ينبحون في الشوارع، ما اقتضى أن تُعيَّن في برلمان (بوردو) لجنةٌ لبحث هذا الموضوع» (كتاب تاريخ الحضارة، لول ديورانت صفحة 226 جزء 28)

إن أعراض وباء (الطاعون) حين اجتاح أوروبا عام 1347م هي أعراض مرض الكورونا بالضبط، كلاهما يشتركان في ارتفاع درجة حرارة الجسم، السعال، ضيق التنفس، والإنهاك، والقيء، وإصابة الرئتين والكليتين، ينتقل مرضُ الطاعون بواسطة بكتيريا تُصيب الفئران، ثم تنقلها البراغيث والحشرات اللاسعة للإنسان. ثم ينقلها الإنسان للإنسان بالملامسة، والعطس، والسعال!طورت دولٌ عديدةٌ، خلال الحرب العالمية الثانية، مخزونات هائلة من بكتيريا الطاعون، لاستعمالها في الحروب، أسس اليابانيون الوحدة (731) المختصة بالأسلحة الجرثومية. أصاب هذا الوباءُ الصينيين والكوريين في الحرب العالمية الثانية.

خلال الحرب العالمية الثانية أيضا عمل الاتحاد السوفيتي، وأميركا على امتلاك مخزونات هائلة من بكتيريا الطاعون، وهو التهديد الأخطر في العالم، لأن هذه البكتيريا يمكن إطلاقها عن بعد، من أسلحة خاصة، في الغابات الشاسعة، في صورة معلبات من الفئران والبراغيث، دون أن تلفت الانتباه.في عام 2017، أي قبل ثلاثة أعوام جرى اكتشاف وباء الطاعون في الكونغو، مدغشقر، البيرو،إن توحيد العالم، وإسعاده، والنهوض به، كما يدَّعي أباطرةُ الألفية الثالثة، هي شعاراتُ برَّاقة للتغرير فقط بجماهير الألفية المضلَّلينَ، إن حالة الهلع ليست من قبيل الحرص على حياة البشر بقدر الحرص على تطويع الجماهير في العالم واحتلالها بلا تكلفة بطريقة جديدة، تختلف عن طريقة الاحتلال التقليدي بالجيوش، لكي تُحقق أرباحا تجارية عالمية.

ما يجري اليوم هو حربٌ عالمية كبيرة، أكثر خطورة من كل الحروب السابقة!هذه الحرب الجديدة لم تؤثر على الحواس الخارجية فقط، بل أصابت مراكز الإحساس عند البشر، صار الأصحاءُ يَشكّون في صحتهم، ويعتقدون بأنهم مرضى، حتى يستشيروا الأطباءَ، ويستهلكوا منتجات الألفية!
 إن الغاية من حالة الهلع هي استهلاك منتجات الألفية المصابة بالكساد، منذ عقود طويلة، مثل كمامات الوقاية، وأجهزة فحص الحمى، ومنتجات شركات الدواء!
حالة الهلع الراهنة ضرورية كذلك لإخضاع الدول المتمردة على النظام العولمي التجاري، المُصمَّم في (منظمة التجارة العالمية)، وذراعها الباطش، شركات الإعلام الرقمية الكبرى!
حالة الهلع مطلوبة لإزالة آثار مخلفات القضايا الوطنية، وهي معوقات صياغة (القطيع) ليحل مكانها أهم ركن، وهو الرعب من المرض، فلا شيء يَنْظِم قُطعان الجماهير المُضلَّلة سوى الخوف من الموت!!
أخيراً، إن أخطر الأسئلة في خضم حالة الهلع السائدة هو :
هل خرج هذا السلاح المصنوع في المختبرات العسكرية عن مشيئة صانعيه، وتمرَّد عليهم، ودخل حدود بلادهم، وصار خطيراً على صانعيه؟
أم أنه لا يزال تحت السيطرة، سينتهي عندما يُحقِّق مسيّرو العالم الاقتصاديون أهدافَ صانعيه وناشريه؟!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قذائف الطاعون والكورونا قذائف الطاعون والكورونا



GMT 19:04 2022 الخميس ,14 إبريل / نيسان

الكتابات القديمة في المملكة العربية السعودية

GMT 18:58 2022 الخميس ,14 إبريل / نيسان

كيف غيّر «كوفيد» ثقافة العمل؟

GMT 18:52 2022 الخميس ,14 إبريل / نيسان

ليس بينها وبين النار إلاّ (ذراع)

GMT 18:21 2022 الخميس ,14 إبريل / نيسان

لا تقودوا البوسطة مرّةً أخرى

GMT 11:56 2019 الأحد ,13 كانون الثاني / يناير

المغرب الفاسي يتعادل وديًا أمام اتحاد الزموري الخميسات

GMT 03:10 2018 الأربعاء ,20 حزيران / يونيو

أيتن عامر تستعد لعرض فيلم "بيكيا" مع محمد رجب

GMT 20:53 2017 السبت ,23 كانون الأول / ديسمبر

تتويج سيدات الأهلي للسلة بذهبية دوري المرتبط

GMT 13:03 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

عمرو الليثي يستضيف علي وأحمد الحجار في "بوضوح" الخميس

GMT 00:09 2017 السبت ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الأهلي المصري يصعد على حساب الداخلية بثنائية حاسمة

GMT 17:06 2017 الجمعة ,07 إبريل / نيسان

حورية فرغلي تفضل العمل مع أحمد عز ومحمود حميدة

GMT 18:50 2016 السبت ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

"شنبو" الفضائيّة تعرض فيلم "إبن حلال" على مدى أسبوع

GMT 19:12 2019 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

مروض طبي ينقذ حياة لاعب اتحاد طنجة

GMT 07:11 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

استمتع بشهر عسل رومانسي وهادئ في جزر المالديف

GMT 07:52 2018 الثلاثاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

عبد العاطي يؤكد أن العالم الإسلامي يواجه التحديات

GMT 09:18 2018 الأربعاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف علي التشكيلة المحتملة لفريق الوداد أمام اتحاد طنجة

GMT 11:35 2018 الخميس ,27 أيلول / سبتمبر

الجزائر تطلق بوابة إلكترونية للترويج للسياحة

GMT 17:36 2018 الثلاثاء ,04 أيلول / سبتمبر

إليكِ طرق بسيطة لتجديد الأثاث القديم في منزلك

GMT 23:17 2018 الخميس ,12 تموز / يوليو

أزارو يستعيد نغمة التهديف مع النادي الأهلي
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca