هل أفشل بومبيو مساعي ترامب حول اتفاق سد النهضة؟!

الدار البيضاء اليوم  -

هل أفشل بومبيو مساعي ترامب حول اتفاق سد النهضة

هاني حبيب
بقلم : هاني حبيب

تولت الولايات المتحدة رعاية المفاوضات بين أطراف سد النهضة الثلاثة، إثيوبيا ومصر والسودان، بعد تعثّر هذه المفاوضات نتيجة لتصلب الموقف الإثيوبي إزاء احتياجات كل من مصر والسودان إزاء سد النهضة، وبعد استجابة إدارة ترامب للطلب المصري برعاية هذه المفاوضات، تم عقد جولات عديدة بين الأطراف الثلاثة من ناحية، ووزارة الخزانة الأميركية والبنك الدولي من ناحية ثانية، وعقد أكثر من اجتماع بين الرئيس الأميركي ووزراء خارجية وري كل من مصر والسودان وإثيوبيا بهدف إزالة الاستعصاءات من أمام هذه المباحثات، ورغم التفاؤل الأميركي بقرب التوصل إلى اتفاق عقب كل جولة من جولات المفاوضات، إلاّ أن تصلب الموقف الإثيوبي أدى إلى عدم التوصل الى اتفاق خلال أربعة أشهر متواصلة.

 ومن المعروف أن وزير الخزانة الأميركي هو الذي أدار ولا يزال هذه الجولات المتكررة من المفاوضات، وهو الأمر الملفت والمثير للتساؤل، إذ إن وزير الخزانة ستيفن منوشين ليس من أهل الاختصاص بهذا الشأن، وأنه كان من الأجدر تكليف وزير الخارجية بومبيو إدارة هذه المفاوضات، إلاّ أن هذا الأخير، كان قد أعلن قبل رعاية الولايات المتحدة للمفاوضات بشأن سد النهضة، أن الأمر يتعلق بالأطراف الثلاثة وليس للولايات المتحدة أي دور بهذا الشأن، لذلك لم يتم إسناد إدارة المفاوضات له، حسب وسائل إعلام أميركية، التي بدورها أشارت إلى «سبب مدهش» أدى إلى تكليف ترامب وزير الخزانة لإدارة هذه المفاوضات التي ليست من اختصاصه، فقد طلب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي من الرئيس ترامب أثناء اجتماعهما على هامش قمة الدول الصناعية السبع في بياريتز الفرنسية بالتدخل في هذا الملف، فالتفت ترامب إلى يساره حيث كان يجلس ستيفن منوشين مع الوفد الأميركي المرافق، فسأله الرئيس الأميركي إن كان يستطيع إدارة هذا الملف، فوافق وهكذا كان!

ولم تعد مواقف اثيوبيا المتصلبة التي أدت إلى عدم التوصل الى اتفاق، مجرد شكوك تم تداولها خلال وبعد الجولات السابقة، بعدما رفضت اديس ابابا التوقيع على اتفاق نهائي تم التوصل اليه مؤخراً، وذلك عندما طلبت تأجيل التوقيع الذي كان مقرراً أن يجري في المفاوضات النهائية في 27 و28 من شباط الماضي، وذلك التزاماً بما ورد في اتفاق المبادئ المبرم بين مصر والسودان وإثيوبيا في آذار 2015، وبينما وقعت مصر بالأحرف الأولى على هذا الاتفاق، وغابت إثيوبيا عن الحضور، فإن السودان أعلن أنه سلم ملاحظاته على الاتفاق أثناء مباحثات ثنائية مع الجانب الأميركي دون أن يحذو حذو مصر بالتوقيع على الاتفاق.

لماذا ترفض إثيوبيا التوقيع على مسوّدة الاتفاق المشار اليه؟ هنا تطرح أسئلة أكثر من إجابات، إلا ان بالإمكان ملاحظة أبداها مايك بومبيو أثناء زيارته لأديس أبابا الأسبوع الماضي من خلال تصريح مربك عندما أشار الى ان اتفاقاً حول سد النهضة بحاجة لمزيد من الوقت لتصفية الخلافات، في خلاف واضح حول التفاؤل المعلن من قبل ترامب حول التوصل الى مسوّدة اتفاق نهائي، وهنا تلقفت أديس أبابا هذا التصريح لتشير إلى أن اي اتفاق حول مياه النيل الازرق دون عرضه على باقي دول حوض النيل، أمر يفتقر الى العدالة ويسمح باحتكار دولتي المصب، مصر والسودان للمياه، وكان هذا التصريح قبيل الجولة الأخيرة التي كانت متوقعة أواخر الشهر الماضي، إشارة أكثر وضوحاً الى انقلاب اديس ابابا على الاتفاق وربما بإسناد من وزير الخارجية الأميركي بومبيو.

الا ان هناك أسباباً ربما أكثر وجاهة للانقلاب الإثيوبي، وتتعلق هذه المرة بأن هناك انتخابات تشريعية هي الأولى التي ستجري في عهد رئيس الوزراء آبي أحمد والسادسة منذ إقرار الدستور الوطني عام 1994، والتي تم تأجيلها من أيار إلى آب هذا العام، وسط جملة من الشائعات المتعلقة بهذه الانتخابات، ذلك أن الأحزاب المعارضة لآبي احمد، تدّعي ان رئيس الحكومة المنتمي لقومية الأورومو يقدم مصالح مصر وأميركا على مصالح البلاد بالاتفاق حول سد النهضة، ورداً على هذه الاتهامات، كان الموقف الإثيوبي المشار إليه، خاصة أن آبي احمد سبق وأن صرح دعماً لموقفه بأن اي اتفاق يجب ان يحظى بمصادقة البرلمان، ولهذا فإنه لن يوقع على أي اتفاق إلاّ بعد انتخابات تؤدي إلى برلمان جديد يأخذ مسؤوليته بالمصادقة على مثل هذا الاتفاق، ومعظم وسائل الإعلام الإثيوبية تذهب إلى هذا السبب، الانتخابات، مبرراً لتراجع إثيوبيا عن الحضور والتوقيع على مسوّدة الاتفاق!

قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ : 

هل تؤدي صفقة ترامب ـــ نتنياهو إلى "الدولة الواحدة"؟

إسرائيل: الانتخابات والحرب على قطاع غزة!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل أفشل بومبيو مساعي ترامب حول اتفاق سد النهضة هل أفشل بومبيو مساعي ترامب حول اتفاق سد النهضة



GMT 19:04 2022 الخميس ,14 إبريل / نيسان

الكتابات القديمة في المملكة العربية السعودية

GMT 18:58 2022 الخميس ,14 إبريل / نيسان

كيف غيّر «كوفيد» ثقافة العمل؟

GMT 18:52 2022 الخميس ,14 إبريل / نيسان

ليس بينها وبين النار إلاّ (ذراع)

GMT 18:21 2022 الخميس ,14 إبريل / نيسان

لا تقودوا البوسطة مرّةً أخرى

GMT 08:13 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العقرب الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 12:22 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تعاني من ظروف مخيّبة للآمال

GMT 17:59 2019 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء محبطة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 02:12 2018 السبت ,07 تموز / يوليو

قطار ينهي حياة شيخ ثمانيني في سيدي العايدي

GMT 10:19 2018 الثلاثاء ,17 إبريل / نيسان

"خلطات فيتامين سي" لشعر جذاب بلا مشاكل

GMT 13:54 2018 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

نصائح مهمة لتجنب الأخطاء عند غسل الشعر

GMT 13:08 2017 السبت ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

اختتام فعاليات "ملتقى الشبحة الشبابي الأول " في أملج

GMT 16:52 2015 الثلاثاء ,14 تموز / يوليو

كمبوديا تستخدم الجرذان في البحث عن الألغام

GMT 04:44 2017 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

تصميم مجمع مباني "سيوون سانغا" في عاصمة كوريا الجنوبية

GMT 06:28 2017 الثلاثاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

خبير إتيكيت يقدم نصائحه لرحله ممتعة إلى عالم ديزني

GMT 12:22 2016 الأربعاء ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مقتل 7 على الأقل في قصف جوي ومدفعي على حي الفردوس في حلب

GMT 04:48 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمير الوليد بن طلال يؤكد بيع أسهمه في "فوكس 21"

GMT 22:13 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

منتخب غانا يهزم نظيره المصري في بطولة الهوكي للسيدات
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca