في "الدفاتر العتيقة والحديثة" من كواليس التعيينات؟!

الدار البيضاء اليوم  -

في الدفاتر العتيقة والحديثة من كواليس التعيينات

بقلم : جورج شاهين

يروي مرجع اداري يتابع عن كثب المشاورات الجارية بشأن التعيينات في المراكز الشاغرة من الفئة الأولى. فيعترف أن لكل منها قصة على حدة، وهو ما لم تشهده البلاد من قبل في ظل اكثر من تصنيف تخضع له مواقع كالتي واكبت عملية توزيع الحقائب الوزارية. وما كان ينقصها ان تأتي أحداث الجبل امس الاول إلّا لتزيد الطين بلة. فما الذي يمكن قوله؟
يقول المرجع الإداري العتيق إنّ في لبنان 157 وظيفة ادارية من الفئة الأولى تتوزع بشبه مناصفة طائفية ومذهبية اجريت منذ عقود بدقة متناهية، وفيها 81 موقعاً للمسلمين و72 للمسيحيين ولم تخضع منذ سنوات عدة لأيّ تعديل رغم الحديث من وقت لآخر عن عملية تبادل محدودة لا تطال الموازين المرسومة.

من هذه المعادلة، ينطلق المرجع ليقول إنّ التعيينات والمناقلات لم تلامس اقل من 50 مركزاً شاغراً او مشغول بالإنابة او بالوكالة، وهو أمر تنوي الحكومة مقاربته في الفترة المقبلة وسط تصنيف يتحدث عن مواقع مدهنة واخرى خدماتية وثالثة عادية كتلك التي رافقت توزيع الحقائب عند تشكيل الحكومة العتيدة.

ويضيف المرجع انّ المشاورات الجارية في الكواليس ليست جديدة، فالمساعي بدأت منذ فترةٍ سبقت تشكيل الحكومة الحالية. فالجميع يعرف انّ أفكاراً جرى التداول بشأنها ومنها انّ رئيس "التيار الوطني الحر" الوزير جبران باسيل واثناء البحث بالتعيينات برزت مشكلة حقيقية في "الميدل ايست". وكان طرحه يقول بالفصل بين موقعي رئيس مجلس الإدارة والمدير العام اللذان يشغلهما محمد الحوت منذ اعادة النهوض بالشركة. وتحضيرا للخطوة كلف وزير الدولة لمكافحة الفساد نقولا التويني بشن حملة اعلامية تحت شعار فتح ملفات الفساد فيها. فشُنّت الحملة المنظمة على الشركة وشاركه فيها مستشارون له. وقيل يومها في الكواليس إنه لا يمكن وقف الحملة او وضع حدّ لها قبل إقرار الجميع بالفصل بين الموقعين وتعيين مسيحي في المديرية العامة للشركة كما كان الوضع من قبل.

ويضيف المرجع انّ الحريري رفض الطرح بطريقة ذكية وبالتورية. فتحدث عن تعميم التجربة على باقي المؤسسات التي على صلة ما بمصرف لبنان ومنها شركتا انترا وكازينو لبنان، واوحى بضرورة مراجعة الرئيس نبيه بري. وكانت النتيجة انّ الرئيس بري وافق على الطرح الباسيلي بعدما طلب تطبيق الصيغة في كازينو لبنان فيعين المدير العام من الطائفة الشيعية وترك رئاسة مجلس الإدارة للماروني. وبعدها طوي البحث بالموضوع.

وفي رواية ثانية - يضيف المرجع - إنّ تأجيل البحث بتعيين الأعضاء الخمسة من المجلس الدستوري مرده الى اكثر من سيناريو يسبق تعيين النصف الثاني من اعضاء المجلس الدستوري بعد انتخاب الخمسة الأول في المجلس النيابي. فهناك مَن يقول بالتريّث ولو لأسبوعين وربما اقل الى حين أن يُصدر المجلس قراره في الطعن المقدم من يحيى مولوي ضد النائب ديما جمالي نتيجة انتخابات طرابلس الفرعية. ويقول اصحاب هذا الرأي إن التحقيقات جارية في القضية بسرية تامة، واستمع المقرّر الى الطرفين، ولا يمكن تأجيل البتّ بالملف وتسليمه الى مجلس جديد بغية احترام المهل الدستورية.

وفي مقابل هذا الرأي هناك مَن يقول إنّ هذا السيناريو ليس قانونياً ودستورياً، فالمواقع في المجلس الدستوري هي كما في القضاء. فإن اجريت التعيينات او المناقلات في القضاء فهل ينتظر القاضي المعين استكمال سلفه البتّ بالقضايا المرفوعة امامه او أنه ينطلق من حيث وصلت.

والى هذين المثلين هناك رواية تتصل بموقع ثالث هو النيابة العامة التمييزية بعد شغور المنصب بإحالة القاضي سمير حمود الى التقاعد. ويقال في الكواليس انه ربما يجري ذلك في اطار سلة واحدة تتناول هذا المركز ومعه التغييرات المقترحة في المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي لتعيين بديل من اللواء عماد عثمان ومفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية بيتر جرمانوس، بناءً لطب من الوزير باسيل في ظل رفض قاطع من الرئيس الحريري ووزيرة الداخلية اللذين يرفضان مجرد البحث بالفكرة.

والى أن تتّضح الصورة التي يمكن ان تؤول اليها المساعي لولوج مرحلة التعيينات تبقى الإشارة مهمة الى أنه وتوازياً مع البحث عن اكثر من شبيه للوزير "جميل جبق" ليدخل الإدارة اللبنانية في مواقع خصصت لـ "حزب الله" الذي يسعى الى المناصفة ادارياً مع حركة "أمل" فإنّ ما جرى في عاليه والشحار قبل يومين سيؤدي الى وقف البحث في جزء من سلة التعيينات. فقد كان البتّ بجزء منها ينتظر اللقاء الموعود بين الحريري وجنبلاط في وقت لم ينجح فيه الحريري بعد بمعالجة عقدة حصة "القوات اللبنانية" في المجلس الدستوري وغيره من المواقع ممّن ستشملهم سلة التعيينات الجديدة. وطالما انّ الحدثين ينتظران محطات لم تكتمل بعد، فإنّ تأجيل البت بعدد من المراكز محتوم والى اجل غير مسمى.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

في الدفاتر العتيقة والحديثة من كواليس التعيينات في الدفاتر العتيقة والحديثة من كواليس التعيينات



GMT 11:31 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

كتب جديدة للقارئ في معرض الشارقة الدولي

GMT 11:26 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

كتب أخرى للقارئ العربي

GMT 05:03 2019 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

دسائس البلاط

GMT 05:01 2019 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

اللبنانيون يأملون.. لكن بخوف وحذر!

GMT 05:00 2019 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

ثورة في لبنان في عهد "حزب الله"

GMT 18:10 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 17:54 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

تستفيد ماديّاً واجتماعيّاً من بعض التطوّرات

GMT 08:43 2018 الثلاثاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

عدد جديد من المجلة الكويتية الفكرية المحكمة «عالم الفكر»

GMT 06:30 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

نهاية بادي تغوص داخل أعماق النفس البشرية في "حمامة سلا"

GMT 04:52 2013 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الحجاب يزيد من جمال المرأة

GMT 19:32 2015 الجمعة ,04 كانون الأول / ديسمبر

مكب قديم للنفايات يكشف عن خاتم الملك اليهودي حزقيا

GMT 09:53 2019 الثلاثاء ,29 كانون الثاني / يناير

"الكهرباء المصرية" 12 ألفًا و500 ميغاوات زيادة متاحة عن الحمل

GMT 20:11 2019 الإثنين ,21 كانون الثاني / يناير

"طائرة بدون طيار" تُحدِث هلعًا في أشهر فنادق المغرب

GMT 11:37 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

"زيت الجرجير" يمتلك فوائد مُدهشة لجميع أنواع الشعر

GMT 06:18 2018 الجمعة ,12 تشرين الأول / أكتوبر

استمتع بالمناظر الطبيعية الرائعة في دول البلطيق

GMT 08:49 2018 الخميس ,06 أيلول / سبتمبر

سقوط أمطار على محافظة تيماء
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca