التفاؤل والمبادرة سر محمد بن راشد

الدار البيضاء اليوم  -

التفاؤل والمبادرة سر محمد بن راشد

بقلم - منى بوسمرة

دائماً ما تحمل رؤية الشيخ محمد بن راشد آفاقاً متفائلة في نظرته إلى التعامل مع الواقع والتحديات وفرص المستقبل، فهو لم يتوقف يوماً عن بث الروح الإيجابية في سياساته، باعتبارها إحدى آليات مواجهة التحديات، بعد أن أثبت نجاحها في الابتكار وإيجاد الحلول.

أحدث تلك الموجات الإيجابية أطلقها، أمس، في المنتدى الاستراتيجي العربي في دبي، حين أعرب عن تفاؤله بعام 2019 سياسياً واقتصادياً وإنسانياً، على الرغم مما يحمله من تحديات أجمع عليها المتحدثون أمام المنتدى، وأوجز سموه، وهو يكشف سر ذلك التفاؤل، بالمبادرة وعدم التعامل مع التحديات بردود الأفعال، كما هي الإمارات منذ نشأتها تبادر لصناعة واقعها ومستقبلها والتفكير دوماً في الخيارات المفتوحة كافة، ما منحها القدرة على استشراف المستقبل، والتكيّف مع متغيراته، والاستفادة من مقدّراته.

ففي ظل التحولات الجيوسياسية العالمية وتعدّد الأقطاب وانتقال مركز التجارة العالمية من الأطلسي إلى أوراسيا، تنبّهت الإمارات إلى المستقبل وضرورة امتلاك الأدوات التي تمكّنها من التكيّف مع المتغيرات وحركة الاقتصاد العالمي.

فتمكّنت بروح المبادرة والتفاؤل من بناء أحدث شبكات الإنترنت والبنية التحتية المتطورة وطرق التجارة، باعتبارها روابط جديدة بين أجزاء العالم، من دون أن تُغفل التبادل المعرفي وسهولة انتقال رأس المال، باعتبارهما أدوات للتعاملات الدولية، كما يقول الكاتب والخبير الجيوسياسي باراغ خانا، الذي تحدّث عن صعود الإمارات، وكيف تحوّلت إلى وجهة آمنة وقبلة للسلام والاستقرار، وكيف شكّلت نموذجاً من النجاح على الدول الأخرى السير على خطاه.

من المهم أن تأتي مثل هذه الشهادة من خبير مثل خانا المتخصص بالعلاقات الأميركية الآسيوية، الذي لم يتوقف عند تجربة الإمارات بعموميتها فحسب، بل تعرّض أيضاً إلى قدرة دبي على التحول في فترة قياسية إلى معبر عالمي للأفكار والتكنولوجيا والبيانات والأموال، لتصبح من بين أهم 6 مدن في العالم، ونجحت في ربط نفسها باقتصادات المنطقة وبالاقتصاد العالمي شرقه وغربه، واستطاعت باقتدار التعامل بمرونة مع كل التحديات، سواء الجيوسياسية والاقتصادية الإقليمية والعالمية.

هذا لم يأتِ من فراغ، لولا التفاؤل والمبادرة اللذان تحدّث عنهما الشيخ محمد بن راشد، وهو في ذلك يعلن عن تفاؤلٍ مشروعٍ في عام 2019، مستنداً إلى تجربة الماضي التي اختارت فيها الإمارات التنمية والحوار والتقدم بمعنى العمل والفعل والمبادرة، فقلبت التحديات إلى فرص ثمينة، لأنها قادرة على استشراف المستقبل، وتمكنت من التكيف مع متغيراته، فصاغت مستقبلها.

خلاصة القول أن الشيخ محمد بن راشد بعد أن استمع إلى تقييم عدد من المتحدثين لتجربة دبي، واحتمالات نجاح أو فشل استنساخها عربياً، قدّم الوصفة المثالية للنجاح، بتحديد جناحيها، وهما: المبادرة إلى العمل، وروح التفاؤل، فهما الجناحان اللذان حلّقت بهما دبي إلى نادي المدن العالمية الكبرى، وما زال في جعبتها المزيد، فانتظروها وتعلّموا منها، فهي نموذج يُستنسخ، وتجربة تُدرس.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التفاؤل والمبادرة سر محمد بن راشد التفاؤل والمبادرة سر محمد بن راشد



GMT 11:31 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

كتب جديدة للقارئ في معرض الشارقة الدولي

GMT 11:26 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

كتب أخرى للقارئ العربي

GMT 05:03 2019 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

دسائس البلاط

GMT 05:01 2019 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

اللبنانيون يأملون.. لكن بخوف وحذر!

GMT 05:00 2019 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

ثورة في لبنان في عهد "حزب الله"

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 12:41 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تبدو مرهف الحس فتتأثر بمشاعر المحيطين بك

GMT 09:52 2018 الإثنين ,13 آب / أغسطس

أمطار صيفية تعزل دواوير ضواحي تارودانت

GMT 07:59 2018 الأحد ,15 تموز / يوليو

"بورش" تحتفل بالذكرى الـ70 لسيارتها الأولى

GMT 16:15 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

سامح حسين يكشف عن الأفيش الأول لـ"الرجل الأخطر"

GMT 08:36 2018 الأربعاء ,20 حزيران / يونيو

النفط ينخفض مع تهديد الصين برسوم جمركية على الخام

GMT 05:34 2018 الإثنين ,11 حزيران / يونيو

تعرف على أبرز علامات ظهور "ليلة القدر"

GMT 23:49 2018 الأحد ,03 حزيران / يونيو

الليمون الحل النهائي للقضاء على "قشرة الشعر"

GMT 15:13 2018 الأحد ,03 حزيران / يونيو

تغلبي على الخوف من عيوب جسدك مع ارتداء الحجاب
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca