أستراليا والأستراليون !

الدار البيضاء اليوم  -

أستراليا والأستراليون

بقلم - حسن البطل

لأن سفّاح مسجدي نيوزيلندا من التابعية الأسترالية، فسوف يُحاكم فيها. لا أعرف إن كانت هناك اتفاقية تبادل المجرمين بين البلدين، أو أن السفّاح تارنت سيقضي عقوبته في بلده الأصلي، أو حيث ارتكب فعلته.
أستراليا هي أشبه بجزيرة ـ قارة، وتشكل مع جارتها نيوزيلندا، ومجموعة جزر أخرى، قارة أوقيانوسيا، خامس قارات الكرة الأرضية.
ربما كانت قراءاتي عن أصداء مذبحة المسجدين الصغيرين غير وافية، لكن لا تتوفر لديّ، حتى الآن معلومات أن أستراليا الرسمية أدانت أو شجبت فعلة شنعاء لأحد تابعيتها، لكن أحد مواطنيها، مايكل روهانا، الذي أحرق منبر صلاح الدين في المسجد الأقصى العام 1969، حوكم في إسرائيل كـ «مختلّْ عقلياً» ويعيش الآن في بلاده مطلق السراح. المختلُّون يحكمون إسرائيل الآن.
أستراليا، جغرافيا هي كبرى قارة أوقيانوسيا وهي سياسيا خاضعة بروتوكولياً لـ «التاج البريطاني» مع نيوزيلندا وكندا، ولديها تاريخياً صفحة سوداء عنصرية مع سكانها الأبورجينيز الأصليين، كما للولايات المتحدة صفحة سوداء عنصرية مع سكانها الأصليين من «الهنود الحمر»، وأخرى مع العبيد السود.. وتعرفون تاريخ الإمبريالية الأميركية وحروبها.
ماذا عن الجيولوجيا؟ يقول تشكُّل القارات وانزياحاتها شيئاً طريفاً: في زمن سحيق، كانت أستراليا جزءاً من القارة القطبية الجنوبية، وانفصلت عنها في حركة انزياح القارات إلى الشمال، حيث «تنطح» مجموعة جزر أندونيسيا، التي تتحرك غرباً.. وفي المحصّلة، فإن زلازل هذه الجزر، وبراكينها، ومخرجات مدّ «التسونامي» البحري التي تضربها هي نتيجة لهذه «النطحة» الجيولوجية!
المجرم الأسترالي، برينتون تارنت، يقول إنه بدأ التفكير والتدبير قبل عامين، أي قرابة انتخاب ترامب، الذي أشاد به المجرم بوصفه مدافعاً عن «الحضارة البيضاء»، التي يراها تتعرض لتهديد وجودي ـ عنصري ـ ديني من المسلمين والسود والملوّنين.. والصفر الآسيويين، منذ «الحروب الصليبية» والخلافة العربية ـ الإسلامية في الأندلس، وتمدّد الإمبراطورية العثمانية حتى أوقفت أوروبا تمدّدها على أسوار فيينا.
إذا كان مايكل روهانا الأسترالي اعتبر «مخبولاً»، فإن السفّاح برينتون زخرف بندقية القتل بحشد من العبارات الدينية والسياسية والتاريخية قريبة من الخطاب العنصري النازي، واليمين الأوروبي الجديد، ومن سياسة الجمهوريين الجدد الأميركيين، وحتى من الخطاب العنصري ـ الديني السائد حالياً في إسرائيل.
تقول تصويتات الدول في الجمعية العامة ومنظماتها، إن أستراليا كانت في صفّ الولايات المتحدة وإسرائيل دائماً في الموضوع الفلسطيني ـ الإسرائيلي، ومن قبل في النزاع العربي ـ الإسرائيلي، وحتى في عدائها السياسي للقومية العربية الناهضة في الحقبة الناصرية، فقد كانت مؤيدة للعدوان الثلاثي العام 1956 على مصر، بعد تأميم ناصر لقناة السويس، كما في انحياز رئيس وزراء أستراليا آنذاك، روبرت مانزيس إلى دول العدوان الثلاثي، حيث وصفه ناصر بأنه «الحمار الأسترالي».
صحيح، أن المُجرِمَين روهانا وتارنت أستراليان، لكن لا يجوز اعتبار فعلتهما تعبيراً عن شعبهما، علماً أن جريمة روهانا في العام 1969 سبقت الموجة الإسلامية العالمية، وبالطبع ما يُدعى «الإرهاب الإسلامي»، لكن تعاطف نيوزيلندا الرسمية والشعبية مع مسلمي البلاد، لا يجد انعكاساً له في تعاطف أستراليا الرسمية، واستحق سناتور أسترالي عنصري ويميني قذفه ببيضة من شاب أسترالي.

إلهان عمر
امرأتان مسلمتان صارتا سيناتورين. الأميركية الفلسطينية الأصل، رشيدة طليب، والأميركية الصومالية الأصل إلهان عمر. رشيدة ترتدي ثوباً مطرزاً، وجدّتها تعيش في الضفة. أما إلهان فهي أوّل سيناتور يرتدي حجاباً ملوّنا.
أرى أن السيناتور عمر، ذات الحجاب الجميل، هي الأكثر راديكالية من رشيدة، والأعمق ثقافة ليبرالية والأقوى حُجّة، والأكثر إثارة للجدل في نقد سياسة الولايات المتحدة وإسرائيل، وصاحبة الإبتسامة الجميلة، أيضاً.
إلهان عمر عضو لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس، وأعلى صوت في اللجنة في انتقاده لسياسة إسرائيل والولايات المتحدة إزاء حقوق الفلسطينيين، ولأنها مسلمة ومحجّبة ومثقفة، وقوية الحُجّة، تتعرض للهجوم حتى من الجناح اليميني في الحزب الديمقراطي، بينما لا يتعرض الزعيم الليبرالي في الحزب بيرني ساندرز إلى مثل هذا الهجوم، ربما لأنه يهودي الديانة!

موازنة !
أرى كل موازنة حالية بين سلطتي فتح وحماس.. موازنة عرجاء!
حسن البطل

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أستراليا والأستراليون أستراليا والأستراليون



GMT 11:31 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

كتب جديدة للقارئ في معرض الشارقة الدولي

GMT 11:26 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

كتب أخرى للقارئ العربي

GMT 05:03 2019 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

دسائس البلاط

GMT 05:01 2019 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

اللبنانيون يأملون.. لكن بخوف وحذر!

GMT 05:00 2019 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

ثورة في لبنان في عهد "حزب الله"

GMT 19:53 2019 الجمعة ,03 أيار / مايو

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 08:23 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجدي الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 18:03 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

تتخلص هذا اليوم من بعض القلق

GMT 18:00 2019 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

تشعر بالانسجام مع نفسك ومع محيطك المهني

GMT 15:27 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

توقيف فتاة كانت بصحبة شاب على متن سيارة في أغادير

GMT 03:00 2017 الإثنين ,02 كانون الثاني / يناير

أنطوان واتو يجسّد قيم السعادة في لوحاته الفنيّة

GMT 18:55 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

تمرّ بيوم من الأحداث المهمة التي تضطرك إلى الصبر

GMT 20:15 2018 الجمعة ,12 تشرين الأول / أكتوبر

افتتاح المهرجان الدولي لمسرح الطفل في رومانيا

GMT 12:01 2018 الثلاثاء ,13 آذار/ مارس

وجهات منازل رائعة استوحي منها ما يناسبك

GMT 09:29 2018 الثلاثاء ,13 شباط / فبراير

أفكار مختلفة لترتيب حقيبة سفركِ لشهر العسل

GMT 08:44 2018 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

منظمة "ميس أميركا" ترفع الحد الأقصى لسنّ المتسابقات

GMT 09:08 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

أفضل الطرق لتنسيق تنورة الميدي مع ملابسك في الشتاء

GMT 14:11 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

جمعية خيرية تنظيم حملة للتبرع بالدم في تاوريرت

GMT 09:22 2017 الأربعاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

إيقاف وسيط في تجارة الممنوعات بالقصر الكبير

GMT 04:03 2015 السبت ,12 كانون الأول / ديسمبر

صدور كتاب تربوي جديد للدكتور جميل حمداوي

GMT 13:41 2016 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

ليلى أحمد زاهر تهنئ هبة مجدي بخطوبتها
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca