القرمزي «يكابش» الأحمر !

الدار البيضاء اليوم  -

القرمزي «يكابش» الأحمر

بقلم - حسن البطل

عادة، أول ثلاثاء من تشرين الثاني تجري الانتخابات الرئاسية الأميركية. هل وقّت نتنياهو يوم ثلاثاء لإجراء الانتخابات البرلمانية، أم كان التوقيت مصادفة.
سيان، كان الأمر مصادفة أو عمداً، فإن زعيم الليكود يخوض الانتخابات، كما فعل في انتخابات سبقت، وكأنها تجري بين يمين ويسار، لكنها في الواقع تجري بين فقاعة كبيرة هي "حزب الجنرالات" وبين الليكود، أو بين الأحمر القرمزي والأحمر القاني.
في استطلاعات ما قبل يوم الثلاثاء، أي مرحلة "المهارشة"، التي هي وصف قتال الكلاب، جرى التعامل معها وكأنها ستدور بين "الحزب الأكبر" للجنرالات، و"الكتلة الأكبر" لتحالفات الليكود مع "فقاعات" أحزاب أقصى اليمين القومي والديني.
لأول مرة في الانتخابات يشكل ثلاثة جنرالات ائتلافاً رابعاً مع رئيس حزب "يوجد مستقبل". 
سبق أن شكل جنرال أو اثنان حزباً ـ فقاعة تبدّدت يوم الاقتراع، لكن حزب الجنرالات اتخذ له شعار "أزرق ـ أبيض" المشتق من ألوان العلم الإسرائيلي، ربما بتأثير انضمام لابيد له، الذي يرفع شعار "الإسرائيلية" صنو الصهيونية، ومقابل اليهودية.
من اليوم التالي ليوم الثلاثاء، ستبدأ مرحلة "المكابشة" طيلة أسابيع، وفيها ستوصي الأحزاب التي تجتاز نسبة الحسم، من بين 40 قائمة حزبية، رئيس الدولة، رؤوبين ريفلين إما بتكليف الحزب الأكبر في عدد المقاعد، أي حزب الجنرالات، أو تكليف القائمة الأكبر لائتلاف الليكود مع فقاعات وأحزاب أقصى اليمين.
في انتخابات سبقت، فاز حزب "كاديما" بمقاعد أكثر، لكن ريفلين اختار الكتلة الأكبر التي شكلها الليكود. 
آنذاك، لم تكن الملفات الثلاثة 1000 ـ 2000 ـ 4000 لفساد نتنياهو مطروحة للنقاش، لكن أضيف لها الملف 3000 الأخطر، وهو قضية الغواصات الألمانية بشقيها: إلى إسرائيل وإلى مصر. 
في الملف 3000 أخفى نتنياهو المعلومات عن جنرالات "الأمن" أي رئيس الأركان ووزير الدفاع. 
هذه مسألة أخطر من "قضية لافون" في خمسينيات القرن المنصرم، التي تسببت في استقالة بن ـ غوريون، وهو الزعيم التاريخي المؤسس لدولة إسرائيل، الذي ترأس حكومتها طيلة 14 عاماً.
نتنياهو ترأس الحكومة طيلة 13 عاماً على فترتين، فإذا شكل حكومته اليمينية المتطرفة الخامسة، سيتفوق على رئيس الوزراء المؤسس للدولة. 
المفارقة في استطلاعات الرأي قبل الانتخابات هي أن شعبية الجيش والأمن هي الأولى، قبل المحكمة العليا والكنيست والأحزاب، لكن شعبية نتنياهو لتشكيل الحكومة تتفوق على شعبية رئيس حزب الجنرالات الأكبر.
كانت إسرائيل تروّج لنفسها باعتبارها "الديمقراطية الوحيدة" في الشرق الأوسط، فهي تجري انتخابات دورية يتم فيها تداول الحكم، حتى لو كان الحزب الفائز يحرز ثلث مقاعد الكنيست، ويشكل حكومة ائتلافية يمينية أو يسارية.
لكن، منذ سنوات تجري انتخابات ديمقراطية تعددية في تركيا، وإلى حد ما في إيران الإسلامية، وبعد "الربيع العربي" في مهده التونسي صارت تجري انتخابات ديمقراطية تعددية، ويبدو أن الجزائر على هذا الطريق.
الفارق بين "ديمقراطية وحيدة" وأخرى "ديمقراطية فريدة" هو أن إسرائيل بعد أن سنّت وشرعت "قانون القومية" صارت تقدم الصفة اليهودية على الصفة الديمقراطية، أي دولة اليهود أولاً قبل دولة جميع مواطنيها ورعاياها.
رئيس الدولة هو (حيروتي ـ ليكودي ـ يميني)، آخر من بقي من الجناح البيغني، وله ثأر شخصي مع نتنياهو، وقد يميل إلى تكليف رئيس الحزب الأكبر للجنرالات بتشكيل الحكومة، على أن ينجح في ائتلاف يمين ـ وسط وليس يسار ـ وسط.
كيف ستكون نسبة التصويت العربي، وتوزيعها بين القائمتين العربيتين وبقية الأحزاب الصهيونية؟ يقول نتنياهو إن الأهم هو رفع نسبة التصويت اليهودي إلى 80% بما سيجلب أربعة مقاعد إضافية لأحزاب الائتلاف اليميني القومي والديني.
إبّان مرحلة "المهارشة" بين الليكود وحزب الجنرالات، ربطت واشنطن إعلان "الصفقة" بنتيجة الانتخابات، لكن لاحقاً وفي مرحلة "المكابشة" في تشكيل الحكومة ربطتها بيوم النكبة ـ إعلان إقامة إسرائيل.

"شربكة" لطيفة
في عمودي يوم الأحد 7 نيسان، المعنون: لماذا سيصوّت سمير جريس لـ "ميرتس" حصل تشويش وشربكة لطيفة. هو صاحب الاسم الحقيقي: "جريس إلياس جريس"، وهو أيضاً صاحب الاسم الحركي: "سمير جريس" كما كان يعرّف به في مرحلة (م.ت.ف) في المنفى، كحال العديد من كوادر المنظمة.
فضّلت نشر رأيه تحت اسمه الحقيقي، لكن قلم التحرير فضّل نشر رأيه تحت اسمه الحركي.. وهكذا كان. طويت مرحلة الأسماء المستعارة الحركية، أو "اسم الحرب" في الفرنسية.

حسن البطل

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

القرمزي «يكابش» الأحمر القرمزي «يكابش» الأحمر



GMT 11:31 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

كتب جديدة للقارئ في معرض الشارقة الدولي

GMT 11:26 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

كتب أخرى للقارئ العربي

GMT 05:03 2019 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

دسائس البلاط

GMT 05:01 2019 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

اللبنانيون يأملون.. لكن بخوف وحذر!

GMT 05:00 2019 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

ثورة في لبنان في عهد "حزب الله"

GMT 08:13 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العقرب الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 12:22 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تعاني من ظروف مخيّبة للآمال

GMT 17:59 2019 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء محبطة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 02:12 2018 السبت ,07 تموز / يوليو

قطار ينهي حياة شيخ ثمانيني في سيدي العايدي

GMT 10:19 2018 الثلاثاء ,17 إبريل / نيسان

"خلطات فيتامين سي" لشعر جذاب بلا مشاكل

GMT 13:54 2018 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

نصائح مهمة لتجنب الأخطاء عند غسل الشعر

GMT 13:08 2017 السبت ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

اختتام فعاليات "ملتقى الشبحة الشبابي الأول " في أملج

GMT 16:52 2015 الثلاثاء ,14 تموز / يوليو

كمبوديا تستخدم الجرذان في البحث عن الألغام

GMT 04:44 2017 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

تصميم مجمع مباني "سيوون سانغا" في عاصمة كوريا الجنوبية

GMT 06:28 2017 الثلاثاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

خبير إتيكيت يقدم نصائحه لرحله ممتعة إلى عالم ديزني

GMT 12:22 2016 الأربعاء ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مقتل 7 على الأقل في قصف جوي ومدفعي على حي الفردوس في حلب

GMT 04:48 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمير الوليد بن طلال يؤكد بيع أسهمه في "فوكس 21"

GMT 22:13 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

منتخب غانا يهزم نظيره المصري في بطولة الهوكي للسيدات
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca