متى ستحذو بريطانيا حذو كولومبيا؟

الدار البيضاء اليوم  -

متى ستحذو بريطانيا حذو كولومبيا

حسن البطل
بقلم : حسن البطل

مع اعتراف كولومبيا بفلسطين، الذي وصفته سفيرة إسرائيل بأنه «صفعة» غير متوقعة، صارت سائر دول أميركا اللاتينية، باستثناء بَنَمَا والمكسيك تعترف بدولة فلسطين.

شمال المكسيك هناك دولتان كبريان: الولايات المتحدة وكندا، وتشكل الأولى عقبة كؤوداً أمام الاعترافات الدولية بفلسطين. قبل اعتراف السويد بفلسطين، كانت إسرائيل تمنّي نفسها بأن «الدول النوعية» لا تعترف بعد، وبعدها صارت تقول إن حكومات دول أوروبا القريبة الرئيسية لم تعترف.

مع ذلك، فإن ثلاثة برلمانات في دول غربية رئيسية، هي بريطانيا وفرنسا وإسبانيا، أوصت حكوماتها بالاعتراف بفلسطين، كما أقرّ مجلس العموم البريطاني، في تصويت غير ملزم، عام 2014، وتبعه مجلس اللوردات عام 2017.

كان الرئيس الفرنسي الاشتراكي السابق، فرانسوا هولاند، تحدّث عن «حق فلسطين كدولة» خلال استقباله الرئيس الفلسطيني، لكن حكومته تراجعت عن نيتها الاعتراف الرسمي، كثاني دولة أوروبية، رئيسية وكبيرة، ويبدو أن حكومة الرئيس الحالي مانويل ماكرون «مائعة» في هذه المسألة، ربما لأن ماكرون فاز بعيداً عن الاستقطاب الحزبي اليميني ـ اليساري، كما هو حال حكم الحزبين في أميركا، وكذا الحياة الحزبية الإسرائيلية، ومحورها اليمين وتحالفاته، و»اليسار» وتحالفاته.

الأمر مختلف في الاستقطاب الحزبي البريطاني بين المحافظين، الذين يحكمون الآن، ولهم غالبية مقاعد مجلس العموم (الذي أوصى مع ذلك، عام 2014 الحكومة بالاعتراف، كما فعل مجلس اللوردات عام 2017) وحزب العمال، الذي يرئسه حالياً اليساري جيرمي كوربين، وينوي الاعتراف بفلسطين حال فوزه في الانتخابات المقبلة.

هناك أزمة في حزب المحافظين، الذي تترأسه منذ العام 2016 تيريزا ماي، خلفاً للمستقيل ديفيد كاميرون، حول شروط وكيفية الخروج (بريكسيت) البريطاني من الاتحاد الأوربي.

بينما يتحدى وزير الخارجية المستقيل، بوريس جونسون، سياسة ماي في الخروج (رجل في الفلاحة وأخرى في البور)، فإن الرئيس السابق لحزب العمال، توني بلير يتحدى سياسة الرئيس الحالي، جيرمي كوربين، وخاصة في مسألة الاعتراف بفلسطين.

معظم البريطانيين اليهود يتخوفون من فوز حزب العمال، ويرون في كوربين معادياً للسامية، لكن محرر جريدة الأخبار اليهودية Jewish News وصف الاتهام بأنه «مثير للاشمئزاز»، لأن كوربين ليس معادياً للسامية بل لعنصرية إسرائيل، خاصة في سياستها الحالية، كما تجلت في قرار الكنيست حول قانون القومية والمواطنة.

كان التحالف العالمي لإحياء ذكرى الهولوكوست (IHRA) قد وضع معياراً وافق حزب العمال على 11 نقطة، وتحفّظ على أربع، وكتب كوربين في مقال نشرته مؤخراً «الغارديان» بأن الاتهام باللاسامية يتعارض مع حرية التعبير، وأنه يدعم «حل الدولتين»، وينتقد قانون القومية والمواطنة الجديد في إسرائيل.

لدى رئيس حزب العمال مشكلة مع جناح محافظ يقوده الرئيس السابق، سيئ الذكر، توني بلير، الذي يعارض وصول حزب العمال إلى الحكم بقيادة كوربين، واتهم كوربين حزب المحافظين بـ»الإسلاموفوبيا».

يتمتع كوربين بدعم قطاع الشباب في الحزب، وكذا تبدو فرص فوزه في أي انتخابات برلمانية واردة، مع اشتداد أزمة حزب المحافظين، وخلافاته الداخلية حول شروط الخروج (بريكسيت) من الاتحاد الأوروبي.

إذا فاز حزب العمال في الانتخابات بقيادة جيرمي كوربين، ستكون بريطانيا أول دولة أوروبية غربية رئيسية تعترف بفلسطين دولة، علماً أن الحزب يعارض سياسة المحافظين إزاء الاتحاد الأوروبي، والاعتراف البريطاني سوف يشجع الحكومة الإسبانية، وربما الحكومة الفرنسية، على التجاوب مع قرارات برلماناتها بخصوص الاعتراف بفلسطين، علماً أن سياسة الاتحاد الأوروبي الخارجية تدعم «حل الدولتين».

حكومة ماي رفضت الاعتذار للشعب الفلسطيني عن صدور «وعد بلفور»، وقالت إنها «فخورة» به، فإن فاز حزب العمال ليس مهماً أن يعتذر، لكن الأهم أن تعترف بريطانيا بفلسطين دولة، وفق مسألة «الحل بدولتين».

إذا اعتبرت إسرائيل اعتراف كولومبيا بفلسطين «صفعة» وفشلاً استخبارياً ـ دبلوماسياً، فإن الاعتراف البريطاني بفلسطين لن يكون أقل من «زلزال» سياسي يضرب إسرائيل.

في رسالة الاعتراف الكولومبي إلى وزارة الخارجية الفلسطينية جاءت عبارة تقول: «من أجل المساعدة في إقامة دولة فلسطينية يجب أن تكون هناك وحدة في داخل الشعب الفلسطيني».

أي أن بعض الاعترافات الدولية بفلسطين دولةً يتعلق، إلى حد ما، بنجاح المصالحة الفلسطينية، وهو أمر يجب أن يكون في حساب جهود المصالحة الجارية.

علم البلدية

لاحظت أن الأعلام الوطنية في مفارق شوارع وساحات رام الله، أضيف إليها تصميم جديد وملوّن لعلم بلدية رام الله، وبدلاً من العلم القديم الأبيض الصرف الذي سرعان ما يتّسخ بفعل أسناج عوادم السيارات في مفارق الشوارع.

 البلدية تقوم حالياً بورشة لتحسين هندسة الشوارع والأرصفة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

متى ستحذو بريطانيا حذو كولومبيا متى ستحذو بريطانيا حذو كولومبيا



GMT 15:52 2021 الثلاثاء ,16 آذار/ مارس

بايدن في البيت الأبيض

GMT 00:03 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

إذا كانت إيران حريصة على السنّة…

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يطرد المدعي العام

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نَموت في المجاري ونخطىء في توزيع الجثث!

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

فى واشنطن: لا أصدقاء يوثق بهم!

GMT 19:53 2019 الجمعة ,03 أيار / مايو

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 08:23 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجدي الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 18:03 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

تتخلص هذا اليوم من بعض القلق

GMT 18:00 2019 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

تشعر بالانسجام مع نفسك ومع محيطك المهني

GMT 15:27 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

توقيف فتاة كانت بصحبة شاب على متن سيارة في أغادير

GMT 03:00 2017 الإثنين ,02 كانون الثاني / يناير

أنطوان واتو يجسّد قيم السعادة في لوحاته الفنيّة

GMT 18:55 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

تمرّ بيوم من الأحداث المهمة التي تضطرك إلى الصبر

GMT 20:15 2018 الجمعة ,12 تشرين الأول / أكتوبر

افتتاح المهرجان الدولي لمسرح الطفل في رومانيا

GMT 12:01 2018 الثلاثاء ,13 آذار/ مارس

وجهات منازل رائعة استوحي منها ما يناسبك

GMT 09:29 2018 الثلاثاء ,13 شباط / فبراير

أفكار مختلفة لترتيب حقيبة سفركِ لشهر العسل

GMT 08:44 2018 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

منظمة "ميس أميركا" ترفع الحد الأقصى لسنّ المتسابقات

GMT 09:08 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

أفضل الطرق لتنسيق تنورة الميدي مع ملابسك في الشتاء

GMT 14:11 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

جمعية خيرية تنظيم حملة للتبرع بالدم في تاوريرت

GMT 09:22 2017 الأربعاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

إيقاف وسيط في تجارة الممنوعات بالقصر الكبير

GMT 04:03 2015 السبت ,12 كانون الأول / ديسمبر

صدور كتاب تربوي جديد للدكتور جميل حمداوي

GMT 13:41 2016 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

ليلى أحمد زاهر تهنئ هبة مجدي بخطوبتها
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca