عن جبران خليل جبران

الدار البيضاء اليوم  -

عن جبران خليل جبران

بقلم : جهاد الخازن

عدد تموز وآب (يوليو وأغسطس) من مجلة «عالم أرامكو» نشر موضوعاً وافياً عن حياة جبران خليل جبران الذي دفن في بلدته بشري وله فيها متحف.

كان جبران خليل جبران في الثانية عشرة عندما وصل مع أسرته المهاجرة إلى بوسطن في سنة ١٨٩٥. الأسرة ضمت الأم كاميلا والأبناء جبران وبطرس وسلطانة وماريانا.

جبران بدأ الرسم وهو صغير، ولفت انتباه معلمة الرسم فلورنس بيرس التي اهتمت بموهبته ورعته صغيراً في حي للفقراء في جنوب بوسطن التي كان اسمها الآخر «أثينا أميركا»، لكن أهم تأثير فيه وهو صغير كان لماري إليزابيث هاسكل، التي عملت مديرة مدرسة للبنات في بوسطن وتعرفت إلى جبران خليل جبران سنة ١٩٠٤، فاستمرت العلاقة بينهما ٢٧ سنة غيّرت مجرى حياته.

جبران كتب في سنة ١٩٠٤ عن هاسكل «لقد غيّرت مجرى حياتي الأدبية»، وهو بمساعدة مالية منها ذهب إلى باريس ثم عاد إلى الولايات المتحدة واستقر في نيويورك، وعندما قرر جبران سنة ١٩١٨ أن يكتب بالإنكليزية كانت هاسكل تراجع ما يكتب وتصلح كلامه وترعاه بكل طريقة متوافرة لها.

الكاتبة جوزفين برستون بيبودي كانت في الرابعة والعشرين عندما قابلت جبران في معرض وعمره ١٥ سنة. هي امتدحت رسومه، وقالت إنه سيهز العالم. في وقت لاحق كتبت بيبودي قصيدة عن طفولة جبران في بشري عنوانها «النبي»، ولعل كتاب جبران الأشهر «النبي» أخذ من عنوان القصيدة.

جبران خسر على التوالي أمه وأخاه وأخته الصغرى، وهاسكل احتضنته وأصبحت ترعى أموره. هو كتب إليها «أنا أعيش هنا وكل عيشي هنا. في الأوقات الأخرى لا أعيش»، إلا أن شهرة جبران بقيت تزيد وأصبحت جريدة للعرب في نيويورك تنشر بعض ما يكتب.

كان أول كتاب لجبران هو «نبذة في فن الموسيقى» وتبعه كتابان آخران بالعربية هما «دمعة وابتسامة» و«الأرواح المتمردة»، هاسكل موَّلت انتقال جبران إلى نيويورك ليكون قرب أمين الريحاني، وهو استقر في جزء من أسفل مانهاتن اسمه «سورية الصغرى»، واختار شقة صغيرة أطلق عليها اسم «الصومعة»، وهو رأس الرابطة القلمية التي جمعت أيضاً ميخائيل نعيمة صاحب الكتاب «سبعون» (كنت وأصدقائي نزور نعيمة في «الشخروب» بين بسكنتا وصنين، وكان حديثه الأدبي مفيداً، إلا أنني لا أذكر أنه قدّم لنا يوماً فنجان قهوة، فقد كان بخيلاً صغيراً وكبيراً).

أشهر كتب جبران كان «النبي» بالإنكليزية وكان له شعر كثير أحفظ منه:

يا من أضاعوا ودادي / ردوا عليّ فؤادي

ردوا سروراً تقضى / وما له من معاد

أشكو إلى الله سقمي / في بعدكم وسهادي

هذا شقائي فيكم / يا غبطة الحسّاد

وأيضاً:

لبنان في أسمى المعاني لم يزل / لأولي القرائح مصدر الإيحاء

جبل أناف على الجبال بمجده / وأناف شاعره على الشعراء

يا أكرم الإخوان قد أعجزتني / عن أن أجيب بما يشاء وفائي

مهما أجد قولي فليس مكافئاً / قولاً سموت به على النظراء

متى يأتي الزمان بجبران خليل جبران آخر؟ لا أعتقد أنني سأشهد ذلك في حياتي.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عن جبران خليل جبران عن جبران خليل جبران



GMT 11:31 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

كتب جديدة للقارئ في معرض الشارقة الدولي

GMT 11:26 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

كتب أخرى للقارئ العربي

GMT 05:03 2019 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

دسائس البلاط

GMT 05:01 2019 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

اللبنانيون يأملون.. لكن بخوف وحذر!

GMT 05:00 2019 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

ثورة في لبنان في عهد "حزب الله"

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 05:07 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

خلطات سهلة من بودرة القرفة والألوفيرا لشعر صحيّ ولامع

GMT 18:13 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

"حق الله على العباد" محاضرة بتعاوني جنوب حائل السبت

GMT 18:22 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر مع تنافر بين مركور وأورانوس

GMT 02:33 2018 الثلاثاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

زاهي حواس يكشف حقائق مُثيرة عن مقبرة "توت عنخ آمون"

GMT 08:52 2018 الثلاثاء ,27 شباط / فبراير

توقيف أحد اللصوص داخل مدرسة التقدم في أغادير

GMT 07:35 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

ريتا أورا تُناهض التحرّش وتثير الجدل بإطلالة مثيرة

GMT 01:09 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

مصادر تنفي خبر مقتل الفنان اللبناني فضل شاكر في غارة جوية

GMT 05:12 2016 الأربعاء ,07 كانون الأول / ديسمبر

تيريزا ماي تحضر قمة مجلس التعاون الخليجي

GMT 07:04 2016 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

حرباء متغيرة اللون يمتد لسانها لـ60 ميلًا لصيد فريستها

GMT 22:38 2014 الثلاثاء ,08 تموز / يوليو

قميص نيمار يظهر في الملعب قبل مواجهة ألمانيا

GMT 01:22 2015 الثلاثاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

المدافئ الكهربائية تتغلب على النمط التقليدي بأناقتها المميزة
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca