فلسطين وسورية وشعر يجمعهما

الدار البيضاء اليوم  -

فلسطين وسورية وشعر يجمعهما

بقلم - جهاد الخازن

كنا أمام مأساة في فلسطين وأصبحنا أمام الدمار في سورية. ما فكرت في حياتي أن يموت السوريون ونحن نتفرج. في يومين أو ثلاثة في الغوطة قتِل أكثر من 300 سوري بينهم نساء وأطفال ثم زاد عدد القتلى الى حوالى خمسمئة. كنت أزور الغوطة مع الأهل والأصدقاء لتناول الطعام وشراء الفاكهة من باعة على الطرق.

عمر أبو ريشة قال في قصيدة مشهورة له:

أمتي هل لك بين الأمم/ منبر للسيف أو للقلم

ألإسرائيل تعلو راية/ في حمى المهد وظل الحرم

كيف أغضيت على الذل ولم/ تنفضي عنك غبار التهم

ومحمود درويش بعده بنصف قرن قال للإسرائيليين:

أيها المارون بين الكلمات العابرة/ احملوا أسماءكم وانصرفوا/ واسحبوا ساعاتكم من وقتنا وانصرفوا/ أيها المارون بين الكلمات العابرة/ منكم السيف ومنا دمنا/ منكم الفولاذ والنار ومنا لحمنا/ منكم دبابة أخرى ومنا حجر/ منكم قنبلة الغاز ومنا المطر.

وجورج صيدح قال: وطني ماذا على النازح إن/ ذكر القدس فصلّى وسجد.

أكمل مع سورية، وميشال مفرح قال عن حمص، مسقط رأسه:

يا حمص يا حمص الحبيبة مرحبا/ بنسيمك المتعطر الأذيال

أحجارك السوداء فتنة ناظري/ لا تلكم الأبهاء في فرسال

رشيد سليم الخوري (الشاعر القروي):

حتى متى تحسبه أضغاث أحلام/ سبّح لربك وانحر أنت في الشام

جورج صيدح قال في الجلاء عن سورية:

زغردي يا حرائر الشام هذا/ مهرجان لأختك الحرية

أما الاكسرخوس يوحنا عواد فله:

في حاصبيا وراشيا وحوران/ وبانياس شيوخ مثل شبان

بالحزم والعزم والإقدام قد عرفوا/ كأنهم ولدوا من نسل غسّان

قصائد أحمد شوقي في بلاد الشام مشهورة وسبق أن اخترت من بعضها، فأختار اليوم من شعر حافظ ابراهيم:

لمصر أم لبلاد الشام تنتسب/ هنا العلا وهناك المجد والحسب

ركنان للشرق لا زالت ربوعهما/ قلب الهلال عليها خافق يجب

وقال آخر:

دمشق واني بطيب/ نسيمها المتداني

وصح قول البرايا/ من عاشر الزبداني

نعمة الحاج قال ولم يصغ له أحد:

أبناء سورية وهذا أوانكم/ لكي تظهروا للناس في مظهر سما

كفانا اختلافاً في النوى ونكاية/ ألم تكفنا الأرزاء أن نتعلما

أما عمر حمد فله:

دع ذكر روما فلا صحب ولا آل/ فيها لنا وبها لا يهدأ البال

واشدد الى الشام رحل العزم مجتهدا/ فما لمثل ربوع الشام ترحال

وأختتم بصديقي الحبيب نزار قباني الذي رحل عنا ولم يرَ ما حدث في بلده، فمات مرة لا مرتين. هو قال:

فرشت فوق ثراك الطاهر الهدبا/ فيا دمشق لماذا نبدأ العتبا

حبيبتي أنت فاستلقي كأغنية/ على ذراعي ولا تستوضحي السببا

أنت النساء جميعاً ما من امرأة/ أحببت بعدك إلا خلتها كذبا

يا شام إن جراحي لا ضفاف لها/ فمسّحي عن جبيني الحزن والتعبا

 

يا صديقي لم ترَ ما نرى اليوم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فلسطين وسورية وشعر يجمعهما فلسطين وسورية وشعر يجمعهما



GMT 15:52 2021 الثلاثاء ,16 آذار/ مارس

بايدن في البيت الأبيض

GMT 00:03 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

إذا كانت إيران حريصة على السنّة…

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يطرد المدعي العام

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نَموت في المجاري ونخطىء في توزيع الجثث!

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

فى واشنطن: لا أصدقاء يوثق بهم!

GMT 19:15 2019 الأربعاء ,21 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 16:52 2017 السبت ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الإصابة تحرم الأهلي من رامي ربيعة في مباراة الإسماعيلي

GMT 23:44 2017 الجمعة ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

شمال الأطلنطي يحسم بطولة كأس الجامعات القطرية للرجال

GMT 15:27 2018 السبت ,27 كانون الثاني / يناير

التصميم المميز للزجاجة والروح الأنثوي سر الفخامة

GMT 08:49 2018 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

أليساندرو سارتوري يسرق الأنظار إلى "زينيا" بابتكاراته

GMT 12:55 2016 الجمعة ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

جزيرة منمبا في زنجبار تتمتع بمناظر طبيعية نادرة ورومانسية

GMT 04:30 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الإبلاغ عن العنف الجنسي يعصف بحياة السيدات في الهند

GMT 02:35 2017 الجمعة ,05 أيار / مايو

سيارة فيراري "275 غب" 1966 معروضة للبيع

GMT 05:29 2016 الأربعاء ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الصين تفتتح أفخم فندق سبع نجوم بتكلفة 515 مليون دولار

GMT 02:01 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

5 خطوات مميّزة للحصول على درجة علمية عبر الإنترنت
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca