الكره وراء الاعتداء على أعضاء الكونغرس

الدار البيضاء اليوم  -

الكره وراء الاعتداء على أعضاء الكونغرس

بقلم : جهاد الخازن

المباراة السنوية التقليدية في البيسبول بين فريقين جمهوري وديموقراطي من أعضاء مجلسي النواب والشيوخ انتهت بفوز الديموقراطيين بفارق كبير، غير أن الاستعداد للمباراة انتهى بجرحى في حالة الخطر وغيرهم جروحهم بسيطة.

النتيجة تعني أن للديموقراطيين 40 فوزاً وللجمهوريين 39 فوزاً مقابل تعادل واحد. المباراة التي بدأت عام 1909 توقفت عام 1958 واستؤنفت عام 1962، وأصبحت المنافسة منذ 2008 في ملعب واشنطن ناشونالز.

محاولة قتل نواب جمهوريين ارتكبها جيمس هودجكنسون وقُتِل فيها. هو عمل في الحملة الانتخابية للسناتور بيرني ساندرز الذي دان الجريمة بشدة كما فعل الرئيس دونالد ترامب. القاتل له مواقف معلنة ضد ترامب. الشرطة قالت إنه عاش أشهراً، قبل مهاجمة النواب وهم يتدربون في الساعة السابعة من صباح الأربعاء، في سيارة شحن في بلدة الكسندرا بولاية فرجينيا.
ما تعكس الجريمة هو الكره المتبادل بين الجمهوريين والديموقراطيين. 

قرأت دراسات تفيد بأن الجمهوريين يكرهون الديموقراطيين أكثر من كرههم الملحدين، وأن الديموقراطيين يكرهون الجمهوريين أكثر من كرههم الأصوليين المتدينين. وكل من الطرفين يكره الآخر أكثر مما يكره اللاجئين غير الشرعيين.

جرائم الكره في الولايات المتحدة أكثر من جرائم الإرهاب، وكان جيمس هولمز قتل 12 شخصاً داخل سينما في مدينة أورورا عام 2012. وعضو الكونغرس غابرييل غيفوردز كادت تموت بعد أن أصيبت برصاصة في رأسها، ومتطرفون من البيض يهاجمون الأميركيين السود في كنائسهم يوماً بعد يوم، وكانوا هاجموا مهاجرين من الهنود ورجال شرطة في نيويورك. هذه الحوادث لا تكاد تنقطع، وقد أعطيت أمثلة لأن تسجيل كل الجرائم المماثلة يحتاج إلى موسوعة لا عجالة في جريدة.

كان يفترض أن تكون المباراة ودية، إلا أن الكره فاز وعضو الكونغرس ستيفن سكيلز إصابته خطرة ويصارع الموت بعد ثلاث عمليات جراحية. هو من مؤيدي حمل السلاح وقد دفع الثمن، والأسلحة الفردية في الولايات المتحدة بعدد المواطنين أو أكثر.

المباراة شهدت وحدة وطنية نادرة وأراها لن تستمر كثيراً، فقد كان هناك 26 عضو كونغرس ديموقراطياً و34 عضواً جمهورياً خلال التدريب، والكل رجال باستثناء امرأتين. الديموقراطيون فازوا 11-2، والجمهوريون تعهدوا بالانتقام السنة المقبلة. لكن الغالب كان روح الأخوّة.

اليمين الأميركي استغل الجريمة ليتهم اليسار بها، وكانت هناك معلومات خاطئة عمداً لو أن صاحبها قالها في أوروبا لدفع الثمن في المحاكم. 

قرأت عن متطرف يميني زعم أن اليسار الأميركي يؤيد علناً القتل كحل سياسي. بعض المواقع الإلكترونية والصحف غير المقروءة نسب إلى لوريتا لينش التي كانت يوماً وزيرة العدل الأميركية (المدعي العام) قولها: بعضهم نزف، ونعم بعضهم مات. هذا صعب... هي كانت تتحدث عن السود المطالبين بحقوقهم، ولم تدعُ إلى قتل أنصار اليمين. بل كان هناك مَنْ زعم أن السناتور بيرني ساندرز أمر أنصاره بإطاحة الرئيس ترامب. الكلمة "إطاحة" أو "إسقاط" قد تعني استعمال القوة بالإنكليزية.

التحقيق في الجريمة بدأ وقرأت أن هودجكنسون، وهو عاطل من العمل من ولاية الينوي عمره 66 سنة، استعمل بندقية شبه أوتوماتيكية في مهاجمة نواب جمهوريين. أغرب ما في الموضوع أن تطرف القاتل وحملاته بالكلام مع الناس أو عبر الإنترنت على دونالد ترامب والجمهوريين كان يجب أن تنبه السلطات إلى خطر يمثله، فهو كان معروفاً بالتطرف في ولايته. 

مع ذلك السلطات لم تهتم به وكان ما كان. هو قُتِل لكن الكره باقٍ ولا أعرف كيف سيستطيع الأميركيون دفن الكراهية المتبادلة مع المروجين لها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الكره وراء الاعتداء على أعضاء الكونغرس الكره وراء الاعتداء على أعضاء الكونغرس



GMT 08:07 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أخبار مهمة أمام القارئ

GMT 08:04 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الإمارات والأردن.. توافق لأمن المنطقة

GMT 08:01 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أسوأ عقاب أوروبى لأردوغان

GMT 07:59 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لهذا تقود أمريكا العالم!

GMT 07:57 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كسر الحلقة المقفلة في اليمن

GMT 19:15 2019 الأربعاء ,21 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 16:52 2017 السبت ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الإصابة تحرم الأهلي من رامي ربيعة في مباراة الإسماعيلي

GMT 23:44 2017 الجمعة ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

شمال الأطلنطي يحسم بطولة كأس الجامعات القطرية للرجال

GMT 15:27 2018 السبت ,27 كانون الثاني / يناير

التصميم المميز للزجاجة والروح الأنثوي سر الفخامة

GMT 08:49 2018 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

أليساندرو سارتوري يسرق الأنظار إلى "زينيا" بابتكاراته

GMT 12:55 2016 الجمعة ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

جزيرة منمبا في زنجبار تتمتع بمناظر طبيعية نادرة ورومانسية

GMT 04:30 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الإبلاغ عن العنف الجنسي يعصف بحياة السيدات في الهند

GMT 02:35 2017 الجمعة ,05 أيار / مايو

سيارة فيراري "275 غب" 1966 معروضة للبيع

GMT 05:29 2016 الأربعاء ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الصين تفتتح أفخم فندق سبع نجوم بتكلفة 515 مليون دولار

GMT 02:01 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

5 خطوات مميّزة للحصول على درجة علمية عبر الإنترنت
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca