لبنان يعاني والنهاية غير معروفة

الدار البيضاء اليوم  -

لبنان يعاني والنهاية غير معروفة

بقلم : جهاد الخازن
بقلم : جهاد الخازن

أنا في لبنان منذ أسابيع، وبين الأسباب الهرب من دفع الضرائب في لندن حيث دفعت ٤٠ في المئة سنوات، ثم جاء من يطالبني بدفع ٥٠ في المئة فقررت ترك لندن والعائلة فيهافي بيروت وجدت نفسي يوماً بعد يوم أتابع تظاهرات ضد الفساد بدأت في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي واستمرت حتى اليوم

الشرطة في الأيام القليلة الماضية استعملت الرصاص المطاطي والماء والهراوات ضد المتظاهرين، وقد أصيب حوالي ٢٠ من رجال الأمن بحجارة المتظاهرين، كما أصيب حوالي ٥٤ متظاهراً نقل حوالي نصفهم الى المستشفيات

كانت هناك حرب أهلية في لبنان بين نهاية ١٩٧٥ و١٩٩٠ دفع الشعب ثمنها غالياً، ثم جاءت فترة هدوء أعقبها التظاهرات الحالية التي بدأت سلمية ثم تحولت الى مواجهات مع الشرطة، وأحياناً مع الجيش

رئيس الوزراء سعد الحريري استقال وبقيت حكومته لتصريف الأعمال، إلا أنه بقي المرشح الأول لتشكيل حكومة جديدة من رجال الأعمال وغيرهم كونه يحظى بتأييد كتل برلمانية كبيرة. كان هناك مرشحون آخرون وجرى قبل يومين تكليف حسان دياب، الأستاذ الجامعي والوزير السابق، بتشكيل حكومة جديدة

عرفت سعد الحريري في السعودية وأبوه رفيق لا يزال حيّاً وأقول إنه إنسان "نظيف" ولا مصالح شخصية له في الحكم، فهو يحاول أن يكون لكل اللبنانيين وليس للسُنَّة وحدهم (الرئيس ماروني، ورئيس البرلمان شيعي)

أستطيع أن أقول بثقة إن الوضع الاقتصادي في لبنان يعاني معاناة حادة، والحكومة الجديدة يجب أن تقيله من عثاره، فالبلد لا يستطيع أن يتحمل انهياراً اقتصادياً، مع وجود من يريد مساعدته في أوروبا وغيرها. الولايات المتحدة تراجعت عن وقف دعم الجيش وهذا حسن جداً ونشكر عليه إدارة ترامب التي يصعب شكرها على أي عمل لها

مرة أخرى أقول إن كورنيش بيروت الممتد من قرب المرفأ الى المسابح في جنوب بيروت مليء بالأقذار، فهناك زجاجات فارغة وملابس قديمة وبقايا طعام، ما يجعل منطقة البحر التي عرفتها صغيراً كبيراً تشبه محطة لجمع الأقذار 

كل ما سبق صحيح، ومثله أن كل واحد منا له أصدقاء وأقارب يستطيع أن يعيش معهم أو بينهم، وهو يدعو لخروج البلد من محنته الأخيرة أو مشاكله التي تهدد أجمل بلد في الشرق الأوسط

كنت صغيراً أرى المصطافين من دول الخليج والعراق وربما مصر وغيرها. وكانت العائلة تستأجر شقة في حمانا والجيران أسرة محافظ الديوانية في حينه 

هل يعود لبنان الذي عرفته وأحببته، أم يدخل البلد في حرب أهلية أخرى لا يستفيد منها سوى رجال أعمال ولصوص؟ لا أدري

ما أعرف اليوم هو أن لبنان الذي عرفته صغيراً وأنا أصطاد العصافير ذهب مع الريح، وقد يرجع إذا تضامن اللبنانيون ليرجعوه كما كان والعرب من كل بلد فيه للصيف أو الشتاء

أرجو أن يعود لبنان كما عرفته

قد يهمك أيضا:

انقلاب دبابة إسرائيلية قرب حدود لبنان

نجوم لبنان ينتفضون في تظاهرات شعبية ضد "ضرائب" حكومة الحريري

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لبنان يعاني والنهاية غير معروفة لبنان يعاني والنهاية غير معروفة



GMT 19:04 2022 الخميس ,14 إبريل / نيسان

الكتابات القديمة في المملكة العربية السعودية

GMT 18:58 2022 الخميس ,14 إبريل / نيسان

كيف غيّر «كوفيد» ثقافة العمل؟

GMT 18:52 2022 الخميس ,14 إبريل / نيسان

ليس بينها وبين النار إلاّ (ذراع)

GMT 18:21 2022 الخميس ,14 إبريل / نيسان

لا تقودوا البوسطة مرّةً أخرى

GMT 19:15 2019 الأربعاء ,21 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 16:52 2017 السبت ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الإصابة تحرم الأهلي من رامي ربيعة في مباراة الإسماعيلي

GMT 23:44 2017 الجمعة ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

شمال الأطلنطي يحسم بطولة كأس الجامعات القطرية للرجال

GMT 15:27 2018 السبت ,27 كانون الثاني / يناير

التصميم المميز للزجاجة والروح الأنثوي سر الفخامة

GMT 08:49 2018 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

أليساندرو سارتوري يسرق الأنظار إلى "زينيا" بابتكاراته

GMT 12:55 2016 الجمعة ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

جزيرة منمبا في زنجبار تتمتع بمناظر طبيعية نادرة ورومانسية
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca