المواجهة الأميركية مع إيران (١)

الدار البيضاء اليوم  -

المواجهة الأميركية مع إيران ١

بقلم : جهاد الخازن

الرئيس ترامب يكذب يوماً بعد يوم، إلا أنني أراه صادقاً في المواجهة مع إيران، والقرارات التي اتخذها لاحتواء خطر التدخلات الإيرانية في الخليج ربما تجعل نظام آيات الله يرعوي ويفكر في مخرج من الأزمة الحالية.

الرئيس ترامب ووزير خارجيته مايك بومبيو يتهمان إيران بالمسؤولية عن مهاجمة ناقلات نفط وبتروكيماويات في الخليج. ويبدو أنهما صادقان هذه المرة فهناك أدلة على أن النظام في طهران كان وراء الهجمات التي تبعت فرض البيت الأبيض عقوبات على شركات طاقة إيرانية.

أمس الخميس أكدت الولايات المتحدة أن صاروخاً إيرانياً أسقط طائرة أميركية صغيرة من دون طيار أثناء تحليقها قرب مضيق هرمز. الولايات المتحدة أكدت أن الطائرة كانت في المجال الجوي الدولي بينما أعلن الحرس الثوري الإيراني أن الطائرة الأميركية خرقت المجال الجوي الإيراني.

العقوبات التي فرضها دونالد ترامب على إيران، وهدفها وضع النظام فيها تحت ضغط هائل للتجاوب مع طلبات البيت الأبيض وحلفائه، مهمة إلا أن الرئيس الاميركي لم يعرض أي مفاوضات مع إيران لتستجيب للطلبات الأميركية والدولية

إيران ردت على العقوبات الأميركية بمهاجمة ناقلات نفط في مضيق هرمز، وبومبيو زعم أن ما يمكن أن يحدث هو أن يغير الشعب (في إيران أو غيرها) حكومته. طبعاً أنا أكتب اليوم ودونالد ترامب أعلن أنه سيخوض الانتخابات لولاية ثانية السنة المقبلة. له أنصار كثيرون كما له أعداء والناخب الأميركي سيقرر في النهاية هل يقف مع الرئيس أو ضده.

هناك فيديو أميركي يثبت أن إيران كانت وراء الهجوم على الناقلات، وفيه محاولة إيرانية لإخفاء لغم لم ينفجر. الوزير بومبيو قال إن الادارة الأميركية ستنشر قريباً معلومات تثبت أن إيران كانت وراء الهجوم على ناقلات النفط في الخليج.

لا أصدق ترامب ولا أصدق بومبيو إلا أنني أرى أنهما في موضوع المواجهة مع إيران أكثر صدقاً من الرئيس الإيراني حسن روحاني ووزير خارجيته محمد جواد ظريف ومرشد الثورة علي خامنئي.

بومبيو قال إن الأدلة ضد إيران ثابتة إلا أن وزارة الخارجية الألمانية شككت بداية في الفيديو الذي أصدرته وزارة الدفاع الأميركية عن اللغم الذي لم ينفجر. كذلك شككت اليابان في صحة المعلومات الأميركية عن دور إيران في مهاجمة الناقلات. بومبيو في المقابل قال إن بلاده لا تكذب فالفيديو سجلته كاميرا أميركية والعالم يحتاج إلى الوقوف صفاً واحداً ضد العدوان الإيراني.

طبعاً لإيران حلفاء في الشرق الأوسط كله، وهي على علاقة قوية مع حكومتي العراق وسورية، ومع حزب الله في لبنان. خصوم إيران يقولون إنها تسعى للسيطرة على الخليج وعلى مناطق أخرى من الشرق الأوسط، إلا أن إيران الآن لا تستطيع أن تحقق أهدافها المزعومة، ولكنها قد تواجه الولايات المتحدة بزيادة تخصيب اليورانيوم للرد على الحرب غير المعلنة عليها.

أهم من كل ما سبق أن مضيق هرمز يمر فيه ثلث إنتاج النفط العالمي وهو أساسي في اقتصاد دول عدة، بينها أوروبي أو في الشرق الأقصى وغيره.

الناقلات التي هوجمت لم تكن أميركية فهي كانت متجهة بحمولتها من النفط أو مشتقاته الى الشرق الأقصى، والولايات المتحدة أعلنت أن لها دوراً في حماية خطوط النفط من الخليج إلى الخارج. هذا كلام معقول إلا أنني لا أرى أن الولايات المتحدة تملك وسائل التنفيذ إلا إذا شنت حرباً محدودة على التدخلات الإيرانية في شؤون الخليج كله ومعه العراق وسورية ولبنان ودول أخرى.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المواجهة الأميركية مع إيران ١ المواجهة الأميركية مع إيران ١



GMT 11:31 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

كتب جديدة للقارئ في معرض الشارقة الدولي

GMT 11:26 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

كتب أخرى للقارئ العربي

GMT 05:03 2019 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

دسائس البلاط

GMT 05:01 2019 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

اللبنانيون يأملون.. لكن بخوف وحذر!

GMT 05:00 2019 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

ثورة في لبنان في عهد "حزب الله"

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 05:07 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

خلطات سهلة من بودرة القرفة والألوفيرا لشعر صحيّ ولامع

GMT 18:13 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

"حق الله على العباد" محاضرة بتعاوني جنوب حائل السبت

GMT 18:22 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر مع تنافر بين مركور وأورانوس

GMT 02:33 2018 الثلاثاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

زاهي حواس يكشف حقائق مُثيرة عن مقبرة "توت عنخ آمون"

GMT 08:52 2018 الثلاثاء ,27 شباط / فبراير

توقيف أحد اللصوص داخل مدرسة التقدم في أغادير

GMT 07:35 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

ريتا أورا تُناهض التحرّش وتثير الجدل بإطلالة مثيرة

GMT 01:09 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

مصادر تنفي خبر مقتل الفنان اللبناني فضل شاكر في غارة جوية

GMT 05:12 2016 الأربعاء ,07 كانون الأول / ديسمبر

تيريزا ماي تحضر قمة مجلس التعاون الخليجي

GMT 07:04 2016 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

حرباء متغيرة اللون يمتد لسانها لـ60 ميلًا لصيد فريستها

GMT 22:38 2014 الثلاثاء ,08 تموز / يوليو

قميص نيمار يظهر في الملعب قبل مواجهة ألمانيا

GMT 01:22 2015 الثلاثاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

المدافئ الكهربائية تتغلب على النمط التقليدي بأناقتها المميزة
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca