كتب جديدة مفيدة

الدار البيضاء اليوم  -

كتب جديدة مفيدة

بقلم - جهاد الخازن

الأخت مي زيور الدفتري وزوجها مازن من أصدقاء العائلة الأعزاء على مدى عقود، وكنت أعتقد أنني أعرف عنهما أشياء كثيرة ثم فاجأتني مي بكتابها: يس الهاشمي، سيرة وذكريات 1884-1937، فالكتاب ليس مجرد سيرة وإنما هو مرجع أكاديمي عن الرجل، جد زوجها، وفترة لا تنسى من النضال العربي ضد الدولة العثمانية، ثم الاستعمار الفرنسي والبريطاني.

أختنا مي تنقل عن ياسين الهاشمي في ساعاته الأخيرة قوله: إذا لم تُتِح لي الظروف العودة إلى العراق فباستطاعتي أن أعيش في أي قطر عربي، فجميع هذه الأقطار بلاد واحدة وهي موطني. أين نحن اليوم من أمثال ياسين الهاشمي وأحلام الحرية والوحدة.

المؤلفة تتحدث عن جمعيتين عربيتين قادتا الحركة الوطنية ووضعتا مسودة تضمنت شروط التعاون مع الإنكليز ضد الدولة العثمانية، وهي المسودة التي عرفت لاحقاً باسم «بروتوكول دمشق».

ياسين الهاشمي بدأ حياته عسكرياً، درس في الكلية الحربية في إسطنبول، وقاد وحدات وفيالق، وعيّن قائداً للجيش العربي، لكن القوات البريطانية أسرته ونقلته إلى اللد وسُجن وأطلق سراحه بعد أشهر فعاد إلى دمشق عام 1920 وإلى بغداد عام 1922 حيث انخرط في العمل السياسي.
أغرب ما في سيرة الهاشمي أنه كان خبيراً اقتصادياً بارزاً، مع أنه لم يدرس المال والأعمال وهو طالب. هو أصبح رئيساً للوزراء ووزيراً للمالية عام 1924، وبقي في المنصب حتى 1925. وكان وزيراً للمالية في حكومة جعفر العسكري الثانية وأيضاً في حكومة عبدالمحسن السعدون، وحكومة رشيد عالي الكيلاني، وألف وزارته الثانية عام 1935 فبقيت في الحكم 19 شهراً، وتوفي في بيروت في 21/12/1937.

هناك صور لأسرة ياسين الهاشمي تضم ابنه الوحيد يحيى الذي توفي وهو طفل في سنته السادسة، وبناته الثلاث. كانت هناك صور أخرى عن نشاطه العسكري والسياسي وأوسمته. وهناك أيضاً مقالات كثيرة عنه، بينها واحد من أخينا مازن.
لا أستطيع أن أزيد على ما في الكتاب غير شكر مؤلفته أختنا مي الدفتري، واختيار بعض من شعر معروف للرصافي في ياسين الهاشمي:
ياسين إنك بالقلوب مشيع / أفأنت للوطن العزيز مودع
لا تجزعنّ فإن خلفك أمة / تمشي كمشيك للعلا وتتبع
أنتقل إلى الكتاب «غزة رمزاً» بالإنكليزية وهو يضم مقالات لأكثر من 20 خبيراً في الشأن الفلسطيني مع معرفة دقيقة بقطاع غزة. المقالات جمعتها الأستاذتان الجامعيتان هلغا طويل-سوري ودينا مطر، وكتبتا المقدمة معاً وبعدها مقال للدكتورة طويل-سوري عنوانه «غزة أكبر من الحياة». هيلغا طويل-سوري أستاذة في مركز دراسات الشرق الأوسط في جامعة نيويورك، ودينا مطر أستاذة في كلية الدراسات الشرقية والأفريقية في جامعة لندن. المقالات تعكس مدى الجهد والمعرفة المباشرة للمحررتين في غزة المدينة والمأساة.
أتمنى لو أن كل قارئ قادر يقرأ الكتاب فهو مرجع أكاديمي في موضوعه. وأتوقف عند إيلان بابي الذي علّم في جامعة حيفا، وهو الآن يعلم في جامعة أكسفورد. مقاله بعنوان «هل يستطيع القلم أن يكون أقوى من السيف؟ إذْن بسرد (قصة) غزة». لا مؤرخ إسرائيلياً أفضل من بابي الذي له الكتاب «التطهير العرقي في فلسطين» وسرني أنه في مقاله يتوكأ على إدوارد سعيد، الصديق الراحل الذي كتب مقالات لا تنسى في «الحياة».

ضاق المجال فأختار من مراجعة ناعوم تشومسكي الكتاب قوله «غزة مَثَل على قسوة العالم وبربريته، وأيضاً الشجاعة والإبداع والمقاومة. المقالات تظهر الإرهاب والوحشية في معاناة أهل غزة...».

عندي كتاب آخر أكتفي بعنوانه وهو «الانتصار الأميركي على (اللغة) الإنكليزية» من تأليف ماثيو أنغل، وهو مفيد بقدر ما هو ظريف. أتمنى على طلاب الإنكليزية مثلي بين القراء أن يطلبوه.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كتب جديدة مفيدة كتب جديدة مفيدة



GMT 15:52 2021 الثلاثاء ,16 آذار/ مارس

بايدن في البيت الأبيض

GMT 00:03 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

إذا كانت إيران حريصة على السنّة…

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يطرد المدعي العام

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نَموت في المجاري ونخطىء في توزيع الجثث!

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

فى واشنطن: لا أصدقاء يوثق بهم!

GMT 19:15 2019 الأربعاء ,21 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 16:52 2017 السبت ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الإصابة تحرم الأهلي من رامي ربيعة في مباراة الإسماعيلي

GMT 23:44 2017 الجمعة ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

شمال الأطلنطي يحسم بطولة كأس الجامعات القطرية للرجال

GMT 15:27 2018 السبت ,27 كانون الثاني / يناير

التصميم المميز للزجاجة والروح الأنثوي سر الفخامة

GMT 08:49 2018 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

أليساندرو سارتوري يسرق الأنظار إلى "زينيا" بابتكاراته

GMT 12:55 2016 الجمعة ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

جزيرة منمبا في زنجبار تتمتع بمناظر طبيعية نادرة ورومانسية

GMT 04:30 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الإبلاغ عن العنف الجنسي يعصف بحياة السيدات في الهند

GMT 02:35 2017 الجمعة ,05 أيار / مايو

سيارة فيراري "275 غب" 1966 معروضة للبيع

GMT 05:29 2016 الأربعاء ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الصين تفتتح أفخم فندق سبع نجوم بتكلفة 515 مليون دولار

GMT 02:01 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

5 خطوات مميّزة للحصول على درجة علمية عبر الإنترنت
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca