(حملات ترامب ترتد عليه)

الدار البيضاء اليوم  -

حملات ترامب ترتد عليه

بقلم ـ جهاد الخازن

الرئيس ترامب محارب إلا أن حروبه لا سبب لها ونتائجها غير مضمونة أبداً.

هو حاول وضع برنامج صحي يحل محل الرعاية الصحية للفقراء التي صدرت عن إدارة باراك أوباما. نعرف أن برنامجه الصحي فشل، لذلك هو الآن يحاول تدمير برنامج سلفه خطوة خطوة، وهو أوقف الدفع لشركات التأمين ذات العلاقة بالبرنامج، ولا بد أن خطوات أخرى سيعلنها الرئيس قريباً.

هو وعد خلال حملته الانتخابية بوقف برنامج أوباما لإعطاء غطاء شرعي لنحو 800 ألف مهاجر شاب وصلوا إلى الولايات المتحدة وهم أطفال، إلا أنه عاد فجمّد قراره 6 أشهر بانتظار أن يجد الكونغرس طريقة لإبقاء قرار أوباما، لكن على قاعدة قانونية ثابتة.

الملك سلمان بن عبدالعزيز أيّد كلام دونالد ترامب في خطابه عن مكافحة الإرهاب والدول التي تؤيده مثل إيران، وهذا موقف عربي نؤيده كلنا.

أخطر ما ورد في خطاب الرئيس ترامب أنه رفض إعادة تأكيد التزام إيران تنفيذ الاتفاق النووي، وزاد العقوبات على الحرس الثوري. هو يستطيع إلغاء موافقة بلاده على الاتفاق بقرار رئاسي من النوع الذي يوقعه كل يوم، إلا أنه لم يفعل، إذ يبدو أنه لا يملك بديلاً من الاتفاق النووي قد تقبل به الدول الأخرى، أي بريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا والصين. الدول الثلاث الأولى حليفة، وقد وقفت علناً ضد ترامب ورأيه في الاتفاق.

لو كانت الأمور تحل بالكلمات لكان دونالد ترامب حقق ما يريد، إلا أن كلماته هواء أو صدى. هو قال عن مشروع الرعاية الصحية «مقزز» وأنه «يدمر تماماً كل شيء في طريقه». هو قال عن الاتفاق النووي أنه «واحد من أسوأ الصفقات التي دخلت الولايات المتحدة طرفاً فيها». أزيد للقارئ أن ترامب وعد بإنهاء المعاهدة التي تربط بين دول أميركا الشمالية، إلا أنه لم يفعل.

مع كل ما سبق، لا يزال الرئيس ترامب يهدد كوريا الشمالية كل يوم ويطالبها بوقف التجارب النووية وأيضاً التجارب على الصواريخ العابرة للقارات. الرئيس كيم جونغ أون من نوع ترامب، لذلك هو يرد على إهانات الرئيس الأميركي بإهانات مماثلة، ويعلن مرة بعد مرة أن البرنامج النووي والصواريخ هي للدفاع عن النفس.

الرعاية الطبية أمر داخلي أميركي، لكن المواجهة مع إيران أو كوريا الشمالية قد تتحول أزمة عالمية وربما حرباً. أعتقد أن الرئيس ترامب يركز الآن على إيران. لست من أنصار السياسة الإيرانية أبداً، خصوصاً إزاء البحرين، كما أعارضها في اليمن، لكن أجد الرئيس ترامب وحده في وجه إيران، فالدول الحليفة له أصرت على أن إيران تنفذ نصوص الاتفاق النووي، وروسيا حذرت من حرب، والصين عارضت موقف الرئيس الأميركي من إيران وكوريا الشمالية.

أغرب ما وجدت في خطاب الرئيس ترامب الأخير أنه قال أن إيران تنتهك «روح» الاتفاق النووي. هذا الاتفاق من دون روح وإنما هناك نصّ، وإذا كان العالم كله يقول أن إيران تنفذ نص الاتفاق، فلا يبقى سوى أن يُقال لترامب: «يا روح أمك».

ماذا بقي من أخبار الرئيس رجل الأعمال؟ هو أول رئيس أميركي يخطب في «قمة قيم الناخبين»، وهي مناسبة يقيمها مجلس الأبحاث العائلية، وهذا من أقصى اليمين المتطرف وله مواقف معلنة ضد الإسلام.

أيضاً، ترامب لا يزال يريد منع اللاعبين السود من الركوع أثناء عزف النشيد الوطني في المباريات. هم يركعون للنشيد ولا يهينونه. فريق «هِرتا برلين» ركع أثناء عزف النشيد الوطني في العاصمة الألمانية تضامناً مع اللاعبين الأميركيين. هل سينظم ترامب حملة لمقاطعته؟ ننتظر لنرى.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حملات ترامب ترتد عليه حملات ترامب ترتد عليه



GMT 13:53 2021 الثلاثاء ,08 حزيران / يونيو

أخبار من السعودية وفلسطين والصين

GMT 13:54 2021 السبت ,24 إبريل / نيسان

بوتين ضد خصومه في الداخل والخارج

GMT 14:20 2021 الثلاثاء ,20 إبريل / نيسان

من يخلف الرئيس محمود عباس؟

GMT 20:50 2021 السبت ,10 إبريل / نيسان

"عند جهينة الخبر اليقين" وغيره من الشعر

GMT 19:15 2019 الأربعاء ,21 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 16:52 2017 السبت ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الإصابة تحرم الأهلي من رامي ربيعة في مباراة الإسماعيلي

GMT 23:44 2017 الجمعة ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

شمال الأطلنطي يحسم بطولة كأس الجامعات القطرية للرجال

GMT 15:27 2018 السبت ,27 كانون الثاني / يناير

التصميم المميز للزجاجة والروح الأنثوي سر الفخامة

GMT 08:49 2018 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

أليساندرو سارتوري يسرق الأنظار إلى "زينيا" بابتكاراته

GMT 12:55 2016 الجمعة ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

جزيرة منمبا في زنجبار تتمتع بمناظر طبيعية نادرة ورومانسية

GMT 04:30 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الإبلاغ عن العنف الجنسي يعصف بحياة السيدات في الهند

GMT 02:35 2017 الجمعة ,05 أيار / مايو

سيارة فيراري "275 غب" 1966 معروضة للبيع

GMT 05:29 2016 الأربعاء ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الصين تفتتح أفخم فندق سبع نجوم بتكلفة 515 مليون دولار

GMT 02:01 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

5 خطوات مميّزة للحصول على درجة علمية عبر الإنترنت
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca