عيون وآذان (ترامب ومأزق تعامله مع السياسة الخارجية)

الدار البيضاء اليوم  -

عيون وآذان ترامب ومأزق تعامله مع السياسة الخارجية

بقلم : جهاد الخازن

دونالد ترامب يتعثر في سياسته الخارجية، خصوصاً في الشرق الأوسط. هو أمر بإخراج ألفي جندي اميركي من سورية، زاعماً أن داعش هزمت، ثم قال إن هناك قاعدة حربية اميركية في غرب العراق يمكن استخدامها.
الرئيس العراقي برهم صالح، وهو رجل أعرفه معرفة مباشرة وأحترمه، قال بتهذيب إن العراق يقدّر ما فعلت الولايات المتحدة لمساعدته، إلا أن النجاح في العراق لا يزال مهزوزاً ولا يجوز أن يحمل أعباء جديدة.

القادة العسكريون في المنطقة قالوا بوضوح إن «داعش» يمكن أن يعيد تنظيم صفوفه بسرعة، وأن يعود الى المناطق التي انسحب منها أو هزم فيها. الرئيس ترامب قال إن انسحاب الجنود الاميركيين من سورية سيتم في نيسان (ابريل) المقبل، إلا أن الأكراد الذين يقاتلون في شمال سورية، ولا حليف لهم غير الوجود العسكري الاميركي، قالوا إن القوات الاميركية لم تبدأ الإنسحاب من سورية، وإن نشاط «داعش» مستمر.

كان لإدارة اوباما عدوان رئيسيان حول العالم هما كوريا الشمالية وايران، وهناك الآن مفاوضات لعقد قمة ثانية بين ترامب وكيم جونغ-اون في كوريا الجنوبية. الخلاف مع ايران مستمر ومتصاعد، والرئيس ترامب يهدد وينذر إلا أنه لا يفعل شيئاً.

الرئيس ترامب زار القاعدة العسكرية الاميركية في غرب العراق في 26 كانون الأول (ديسمبر) الماضي وقال للجنود الاميركيين: لم نعد المغفلين بل إننا نربح الحرب. هو لم يربح أي حرب بعد، وانسحابه من سورية وربما العراق بعدها هزيمة لإدارته، فلا يمكن أن توصف بالنجاح.

أكمل بأفغانستان فهناك مَنْ يطالب بانسحاب عسكري اميركي منها بعد 18 سنة من الفشل. في أيلول (سبتمبر) 2001 أصدر الكونغرس الاميركي قانوناً يفوّض الرئيس الاميركي باستعمال القوة العسكرية ضد الإرهابيين. الرئيس في حينه جورج بوش الإبن أرسل قوات اميركية لمحاربة طالبان، وكان الصوت الوحيد المعارض هو لعضو مجلس النواب عن كاليفورنيا بربارة لي فقد قالت في حينه إن على الولايات المتحدة أن تلزم الحذر فلا تخوض حرباً لا نهاية لها، ولا خطة انسحاب مرافقة لها.

الواقع ان الولايات المتحدة تخوض حرباً ضد الإرهاب في 80 دولة، وليس في أفغانستان والعراق وسورية فقط. الإنفاق على قدامى المحاربين سيبلغ مع نهاية هذه السنة حوالى 5.9 ترليون دولار. المال هذا اقترضته الدولة وهو مع الفوائد يسجل رقماً قياسياً لا تستطيع ادارة ترامب تغييره. الحروب منذ 2001 أدت الى مقتل حوالي ألفي جندي اميركي وجرح سبعة آلاف، وربما لا يصدر هذا المقال إلا وتكون أرقام القتلى والجرحى زادت.

حروب الإدارات الاميركية المتعاقبة أدت أيضاً الى 53.700 مقاتل اميركي بأمراض نفسية وأكثرهم تلقى العلاج.

كل ما سبق لا يلهي دونالد ترامب عن متابعة أمور أخرى، فهو رشح ديفيد مالباس لرئاسة البنك الدولي، مع أن هذا الرجل بنى سمعته على انتقاد عمل البنك. الولايات المتحدة تملك عشرة في المئة من مال البنك الدولي، وربما استطاع ترامب أن يعيّن مرشحه رئيساً للبنك. قرأت أن البنك ليس لطرف واحد بل لكل المساهمين فيه، وأن واجب رئيس البنك أن يقرّب بين آراء المساهمين لا أن يثير حرباً بينهم.

قرأت أن المحافظين الجدد عادوا الى النشاط، وهم يحرّضون الرئيس ترامب على مهاجمة فنزويلا. الرئيس الاميركي كان قال لصحافيين وقادة دول أجنبية إنه مستعد لمهاجمة فنزويلا والإطاحة بالرئيس نيكولاس مادورو وتنصيب منافسه في انتخابات الرئاسة الأخيرة خوان غويدو رئيساً مكانه.

غويدو يقول إنه الرئيس المقبل، مصراً على فوزه في الانتخابات، إلا أن هذا يؤيده ترامب وبعض دول اوروبا واميركا الجنوبية. مادورو أعلن أنه مستعد لتنظيم انتخابات نيابية، ولكن ليس انتخابات رئاسية جديدة. الوضع في فنزويلا خطر ومن نوع ما نرى في أفغانستان والعراق وسورية وغيرها. ربما خاض دونالد ترامب حرباً مع مادورو إلا أن النتيجة لا يمكن أن تكون مضمونة لصالح التدخل الاميركي والمعارضة في فنزويلا.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عيون وآذان ترامب ومأزق تعامله مع السياسة الخارجية عيون وآذان ترامب ومأزق تعامله مع السياسة الخارجية



GMT 11:31 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

كتب جديدة للقارئ في معرض الشارقة الدولي

GMT 11:26 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

كتب أخرى للقارئ العربي

GMT 05:03 2019 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

دسائس البلاط

GMT 05:01 2019 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

اللبنانيون يأملون.. لكن بخوف وحذر!

GMT 05:00 2019 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

ثورة في لبنان في عهد "حزب الله"

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 05:07 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

خلطات سهلة من بودرة القرفة والألوفيرا لشعر صحيّ ولامع

GMT 18:13 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

"حق الله على العباد" محاضرة بتعاوني جنوب حائل السبت

GMT 18:22 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر مع تنافر بين مركور وأورانوس

GMT 02:33 2018 الثلاثاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

زاهي حواس يكشف حقائق مُثيرة عن مقبرة "توت عنخ آمون"

GMT 08:52 2018 الثلاثاء ,27 شباط / فبراير

توقيف أحد اللصوص داخل مدرسة التقدم في أغادير

GMT 07:35 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

ريتا أورا تُناهض التحرّش وتثير الجدل بإطلالة مثيرة

GMT 01:09 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

مصادر تنفي خبر مقتل الفنان اللبناني فضل شاكر في غارة جوية

GMT 05:12 2016 الأربعاء ,07 كانون الأول / ديسمبر

تيريزا ماي تحضر قمة مجلس التعاون الخليجي

GMT 07:04 2016 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

حرباء متغيرة اللون يمتد لسانها لـ60 ميلًا لصيد فريستها

GMT 22:38 2014 الثلاثاء ,08 تموز / يوليو

قميص نيمار يظهر في الملعب قبل مواجهة ألمانيا

GMT 01:22 2015 الثلاثاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

المدافئ الكهربائية تتغلب على النمط التقليدي بأناقتها المميزة
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca