ترامب وسياسة خارجية مرتبكة

الدار البيضاء اليوم  -

ترامب وسياسة خارجية مرتبكة

بقلم - جهاد الخازن

الرئيس دونالد ترامب عيّن كاليستا غينغرتش سفيرة للولايات المتحدة لدى الفاتيكان.
ما هي مواصفاتها لتستحق مثل هذا المنصب؟ هي الزوجة الثالثة للرئيس السابق للكونغرس نيوت غينغرتش، أحد أبرز مؤيدي ترامب للرئاسة. وكانت زوجة غينغرتش الثانية في المستشفى عندما أقام علاقة معها وهي تصغره ثلاثة وعشرين عاماً.
استمرت العلاقة بين كاليستا ونيوت ست سنوات في تسعينات القرن العشرين، ومطبوعة كاثوليكية أميركية أبدت استغرابها إزاء التعيين، فالرئيس ترامب يحاضر كل يوم عن القيَم الأسرية ثم يعيّن سفيرة لدى الفاتيكان امرأة أقامت علاقة علنية مع رجل متزوج.
ما هي صفاتها الأخرى؟ هي عملت في لجنة الزراعة في مجلس النواب، ولها كتب للأطفال بطلها فيل، وهي تشارك في الترتيل وتعزف الموسيقى، وتقول إنها قرأت بعض ما كتب البابا فرنسيس عن تغيير الطقس.
قرأت أن ترامب يشبه زوجها نيوت الذي تحوّل إلى الكثلكة بعد زواجه من كاليستا، فالاثنان يهينان خصومهما ويوجهان لهم تهماً زائفة، ويمارسان سياسة حافة الهاوية أملاً بأن يخاف الخصوم ويتراجعوا.
ماذا لو أن ترامب يعمل بنصح ماكيافلي الذي قال إن السلامة أكثر أو أكبر إذا خافك الناس بدل أن يحبوك؟ لكن ترامب لا يعرف أن ماكيافلي قال أيضاً إن الأفضل للأمير أن يثير الخوف منه في شكل يتجنب الكره إذا لم يستطع الحصول على المحبة من مواطنيه.
أنا والقارئ العربي يهمنا من ترامب وإدارته السياسة الخارجية قبل أي أمر آخر. ماذا نعرف عن هذه السياسة حتى الآن؟
هو أثار غضب المكسيك كلها بطلبه أن تدفع ثمن جدار معها عشية وصول رئيسها إلى واشنطن في زيارة رسمية. هو أغضب رئيس وزراء أستراليا، وقال عن أجهزة الاستخبارات الأميركية إنها من نوع ما وجد في ألمانيا النازية. هو طالب كوريا الجنوبية بدفع نفقات الدفاع الصاروخي مع أن هذا يحمي الجنود الأميركيين فيها. ولعل من القراء مَنْ يذكر أن ترامب هاجم خلال حملة الرئاسة وبعدها حلف شمال الأطلسي، وقال ما معناه إن الحلف عفا عليه الزمان. هو تراجع بعد ذلك من دون أن يؤيد نصاً في ميثاق الحلف يقول إن الاعتداء على عضو في الحلف اعتداء على جميع الأعضاء.
ماذا أزيد؟ ترامب سعى جهده إلى إلغاء قانون الرعاية الصحية الذي وضعه سلفه باراك أوباما. الكونغرس كانت عنده خطة سيئة للرعاية الصحية تفيد الأثرياء، وترامب نفسه كان من دون خطة. النتيجة أن جهود الرئيس وحلفائه في الكونغرس فشلت وخطته للرعاية الصحية لم تحصل على تأييد كافٍ لإقرارها.
ترامب هاجم أوباما مرة بعد مرة لأنه لم ينفذ الخطوط الحمر التي وضعها للتدخل في سورية. ولكن عندما أصبح ترامب رئيساً أوقف دعم المنظمات المعارضة للنظام ثم أنكر ذلك، واتهم «واشنطن بوست» بأنها لفقت أخبار وقف الدعم السري لأعداء نظام بشار الأسد. الجريدة قالت إن روسيا رأت الدعم الأميركي للمعارضة يضر بمصالحها فكان أن أوقفه ترامب. هناك معلومات أكيدة تقول إن الرئيس أوقف البرنامج الأميركي في سورية، والرئيس لا يستطيع أن ينكرها لذلك يهاجم جريدة كبرى ويصفها بأنها «أمازون واشنطن بوست» مع أن مالك «أمازون» جيفري بيزوس هو الذي اشتراها بماله الخاص وليس بمال من أمازون.

هو هاجم أيضاً «نيويورك تايمز» وقال إن خبراً فيها أحبط محاولة لاغتيال زعيم الدولة الإسلامية المزعومة أبو بكر البغدادي. هل هذا صحيح؟ رئيس قيادة العمليات الخاصة الأميركية الجنرال توني توماس قال غير ذلك، والصحيح هو إن الجريدة نفسها أشارت إلى محاولات قتل البغدادي قبل أسابيع من المحاولة، كما أن أخباراً مماثلة رددتها الميديا الأميركية.

ترامب ما زال يحاول منع المسلمين من دخول الولايات المتحدة والحظر الذي أطلقه ورفضته الولايات عاد الآن بعد أن قبلته المحكمة العليا «في شكل موقت» لأنها ستصدر قراراً في وقت قريب. كان ترامب خلال حملة الرئاسة الأميركية أعلن أن موقفه هو «منع كامل ودائم لدخول المسلمين الولايات المتحدة». هو لا يزال يحاول على رغم أن القانون ضده. ماذا سيحدث غداً؟ موقف آخر للرئيس لا أساس قانونياً أو دستورياً له.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ترامب وسياسة خارجية مرتبكة ترامب وسياسة خارجية مرتبكة



GMT 15:52 2021 الثلاثاء ,16 آذار/ مارس

بايدن في البيت الأبيض

GMT 00:03 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

إذا كانت إيران حريصة على السنّة…

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يطرد المدعي العام

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نَموت في المجاري ونخطىء في توزيع الجثث!

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

فى واشنطن: لا أصدقاء يوثق بهم!

GMT 19:15 2019 الأربعاء ,21 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 16:52 2017 السبت ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الإصابة تحرم الأهلي من رامي ربيعة في مباراة الإسماعيلي

GMT 23:44 2017 الجمعة ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

شمال الأطلنطي يحسم بطولة كأس الجامعات القطرية للرجال

GMT 15:27 2018 السبت ,27 كانون الثاني / يناير

التصميم المميز للزجاجة والروح الأنثوي سر الفخامة

GMT 08:49 2018 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

أليساندرو سارتوري يسرق الأنظار إلى "زينيا" بابتكاراته

GMT 12:55 2016 الجمعة ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

جزيرة منمبا في زنجبار تتمتع بمناظر طبيعية نادرة ورومانسية

GMT 04:30 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الإبلاغ عن العنف الجنسي يعصف بحياة السيدات في الهند

GMT 02:35 2017 الجمعة ,05 أيار / مايو

سيارة فيراري "275 غب" 1966 معروضة للبيع

GMT 05:29 2016 الأربعاء ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الصين تفتتح أفخم فندق سبع نجوم بتكلفة 515 مليون دولار

GMT 02:01 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

5 خطوات مميّزة للحصول على درجة علمية عبر الإنترنت
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca