عيون وآذان (بريطانيا والخروج من الاتحاد الاوروبي)

الدار البيضاء اليوم  -

عيون وآذان بريطانيا والخروج من الاتحاد الاوروبي

بقلم : جهاد الخازن

بريطانيا قد تترك الاتحاد الأوروبي باتفاق محدود أو من دون اتفاق، واجتماع رئيسة الوزراء تيريزا ماي مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الجمعة كان هدفه تخفيف حدة الموقف الفرنسي ضد مطالب بريطانيا.

ماي تريد من الرئيس ماكرون أن يخفف معارضته لاتفاق على التعاون الأمني بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي بعد تركه. هي أيضاً تريد اتفاقاً شاملاً على التعاون التجاري يحفظ للندن موقعها وهذا ما يعارضه المفاوض الأوروبي ميشال بارنييه.

كانت هناك معلومات فرنسية عن أن ماي أصرت على الاجتماع مع الرئيس ماكرون الذي لا يستطيع إصدار قرارات لوحده تشمل الاتحاد كله. إلا أن مصادر في الإليزيه أعلنت أن الرئيس الفرنسي كان يرغب في مقابلة ماي، والحديث معها عن مستقبل علاقات بريطانيا مع الاتحاد الأوروبي.

مساعدو ماكرون يقولون إن انسحاب بريطانيا من الاتحاد خطأ كبير، والرئيس الفرنسي يمثل الأعضاء في موقفه من بريطانيا. لكن المستشارة الألمانية أنغيلا مركل اجتمعت مع ماي ويبدو أنها تؤيد اتفاقاً مع بريطانيا يعطيها ما تريد رئيسة الوزراء ماي.

مؤسسة الشؤون الاقتصادية الأميركية عرضت على متبرعين أميركيين فرصة مقابلة وزراء ومسؤولين كبار في بريطانيا، فيما المؤسسة تجمع المال لدعم موقف المطالبين بالخروج من الاتحاد الأوروبي الذين يريدون عقد اتفاقات اقتصادية مع الاتحاد تفيد بريطانيا.

المؤسسة الأميركية تزعم أنها تستطيع تدبير اجتماعات للمتبرعين مع وزير البيئة مايكل غوف ووزير التجارة ليام فوكس، وكلاهما من أنصار الانسحاب من الاتحاد الأوروبي. المتبرعون هم من أصحاب المزارع الكبيرة التي تنتج البقر وتصدّر من لحمه ولحم الدجاج ما يعادل 400 مليون دولار، أكثرها لكندا والمكسيك، وليس إلى بريطانيا. هم يرون أن السوق البريطانية ستكون مصدراً آخر لتجارتهم ويعملون لكسبها بعد الخروج من الاتحاد الأوروبي.

أعتقد أن ماي تريد اتفاقاً مع الاتحاد الأوروبي، وأنا أؤيد عملها فلست من أنصار حزب العمال أو رئيسه جيريمي كوربن. مع ذلك أتابع استفتاءات الرأي العام وأرى أن العمال سيفوزون بالانتخابات العامة لو جرت غداً.

هذا هو الواقع على رغم تهم اللاساميّة التي توجّه إلى كوربن وأعضاء كبار في حزب العمال. قرأت أن كوربن استضاف في مجلس العموم اجتماعاً عام 2010 في يوم إحياء ذكرى الهولوكوست وصفت فيه حكومة إسرائيل بأنها تشبه النازيين.

كوربن رأس الاجتماع الذي كان شعاره «مستحيل مرة ثانية- من أوشفيتز إلى غزة». أحد الناجين من المحرقة النازية وإسمه هاجو ماير ألقى كلمة هاجم فيها الحكومة الإسرائيلية وشبهها تكراراً بألمانيا النازية. ماير كان من أعداء الصهيونية وعمل ضد أنصارها حتى وفاته عام 2014.

مجلس نواب اليهود البريطانيين اتهم كوربن بأنه يقود حزب العمال إلى مكان مظلم مليء بنظريات المؤامرة. رئيسة المجلس ماري فان در زيل قالت إن حزب العمال يسمح بترديد مواقف لاساميّة ويعارض إجراءات لمواجهة الكره أو لمعاقبة أنصاره. رد عليها ناطق بإسم حزب العمال قائلاً إن جيريمي كوربن أعلن صراحة أنه ضد اللاساميّة ويحاول جهده محاربتها.

هناك نواب من حزب العمال يعارضون اللاساميّة علناً مثل مارغريت هودج وايان أوستن، وهما يواجهان تحقيقاً مع كل منهما أمام قيادة الحزب.

كل ما سبق مهم ولكن أهم منه هل تنتهي بريطانيا باتفاق محدود مع الاتحاد الأوروبي أو بطلاق تدفع لندن ثمنه قبل غيرها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عيون وآذان بريطانيا والخروج من الاتحاد الاوروبي عيون وآذان بريطانيا والخروج من الاتحاد الاوروبي



GMT 15:52 2021 الثلاثاء ,16 آذار/ مارس

بايدن في البيت الأبيض

GMT 00:03 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

إذا كانت إيران حريصة على السنّة…

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يطرد المدعي العام

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نَموت في المجاري ونخطىء في توزيع الجثث!

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

فى واشنطن: لا أصدقاء يوثق بهم!

GMT 19:15 2019 الأربعاء ,21 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 16:52 2017 السبت ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الإصابة تحرم الأهلي من رامي ربيعة في مباراة الإسماعيلي

GMT 23:44 2017 الجمعة ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

شمال الأطلنطي يحسم بطولة كأس الجامعات القطرية للرجال

GMT 15:27 2018 السبت ,27 كانون الثاني / يناير

التصميم المميز للزجاجة والروح الأنثوي سر الفخامة

GMT 08:49 2018 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

أليساندرو سارتوري يسرق الأنظار إلى "زينيا" بابتكاراته

GMT 12:55 2016 الجمعة ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

جزيرة منمبا في زنجبار تتمتع بمناظر طبيعية نادرة ورومانسية

GMT 04:30 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الإبلاغ عن العنف الجنسي يعصف بحياة السيدات في الهند

GMT 02:35 2017 الجمعة ,05 أيار / مايو

سيارة فيراري "275 غب" 1966 معروضة للبيع

GMT 05:29 2016 الأربعاء ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الصين تفتتح أفخم فندق سبع نجوم بتكلفة 515 مليون دولار

GMT 02:01 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

5 خطوات مميّزة للحصول على درجة علمية عبر الإنترنت
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca