ايران تواجه مشاكل داخلية وخارجية

الدار البيضاء اليوم  -

ايران تواجه مشاكل داخلية وخارجية

بقلم -جهاد الخازن

الاقتصاد الإيراني يعاني والولايات المتحدة تريد زيادة الشروط (أسميها عقوبات) على إيران في الاتفاق النووي، ثم لا يرى الرئيس دونالد ترامب أن الشركاء في الاتفاق سيصغون إليه لذلك أرجح أن تنسحب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي في 12 أيار (مايو) المقبل.

الإدارة الأميركية في وادٍ، والمرشد علي خامنئي في وادٍ آخر، فخطابه في عيد النوروز كان خليطاً من الأمنيات أكثر منه حقائق. هو قال إن بلاده تسير في طريق الحرية والعدالة الاجتماعية والديموقراطية والاستقلال عن السيطرة الأجنبية. هو تحدث عن «داعش» وقال إن الولايات المتحدة أوجدت الدولة الإسلامية المزعومة لتحويل الأنظار عن جرائم الصهيونية في فلسطين المحتلة. هو قال أيضاً إن ترامب يضع في مناصب مهمة في الإدارة رجالاً يعارضون الاتفاق النووي مع إيران.

كلام خامنئي عن الولايات المتحدة مصيب بقدر ما أن كلامه عن الشؤون الداخلية في إيران مخطئ، فهو الحاكم الحقيقي لا الرئيس حسن روحاني وإيران ليست ديموقراطية بل بلد يديره آيات الله غير المنتخبين من الشعب.

إذا كان لي أن أزيد على ما سبق فهو أن دونالد ترامب اختار لمنصب وزير الخارجية مايك بومبيو وهذا سياسي حقير له تصريحات ضد الإسلام ويؤيد تعذيب السجناء ويرفض إعطاء مثليي الجنس حقوقاً متساوية مع بقية المواطنين. ترامب اختار أيضاً جون بولتون لمنصب مستشار الأمن القومي وهو إسرائيلي قبل أن يكون أميركياً وسيمثل إسرائيل في الحكم قبل أن يمثل «بلاده» الولايات المتحدة. بولتون يؤيد الإرهابي بنيامين نتانياهو بقدر ما يؤيده دونالد ترامب الذي يعتبره حليفه وهو يقتل الفلسطينيين.

بومبيو وبولتون لهما مواقف معلنة ضد إيران وهذه ستزيد بتأييد ترامب لهما. أعتقد أن تشدد هذين الرجلين ضد إيران سيزيد، كما أرجح أن تستأنف إيران برنامجها النووي العسكري إذا انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق النووي.

في أهمية كل ما سبق أو أهم منه هو تراجع قيمة الريال الإيراني، حتى لا أقول انهياره أمام العملات الأجنبية، فكل يوم من الأشهر الماضية شهد خسارة للريال، ومع ذلك فالحكم لا يعير الأمر الانتباه الذي يتطلبه. إذا انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق النووي فهي سترفق ذلك بحرب اقتصادية على إيران تشمل صادراتها النفطية. الرئيس ترامب قال علناً إن إدارته ستزيد الضغط المالي على إيران لترغم النظام هناك على العودة إلى طاولة المفاوضات حيث تأمل الولايات المتحدة بالحصول على شروط أفضل لوقف طموحات إيران في إنتاج قنبلة نووية. لن أتكهن بشيء عن المستقبل لكن أسجل أن إيران احتفلت هذا الشهر بعيد التكنولوجيا النووية الوطني، وهو يعود إلى سنة 2006 ورئاسة محمود أحمدي نجاد الذي قرر الاحتفال بقدرة إيران على تخصيب اليورانيوم.

إيران تتصرف وكأن الأمور تسير كما تريد، فهي تزود الحوثيين بصواريخ أرض- جو متقدمة وهذه استخدِمَت ضد أهداف سعودية وباءت بالفشل. إيران تؤيد عصابات الحوثيين أيضاً بالمال وبأنواع أخرى من الأسلحة في حين يؤيد العالم كله الحكومة الشرعية في اليمن.

كنت أفضل لو أن إيران واجهت إسرائيل بأكثر من الكلام، فإسرائيل لا تزال تهاجم مواقع سورية وأخرى إيرانية في سورية، وهذا الشهر ضربت طائرتان إسرائيليتان من نوع أف- 15 قاعدة جوية إيرانية قرب حمص. مراقبون روس في المنطقة قالوا إن الطائرتين أطلقتا ثمانية صواريخ أخطأت خمسة منها الهدف.

ربما كانت إيران تعتقد أن تحالفها مع روسيا وتركيا في سورية سيساعدها على صد الهجمات السياسية، وربما العسكرية المقبلة. قادة البلدان الثلاثة اجتمعوا في سوتشي في 22/11/2017، وكان لهم اجتماع آخر هذا الشهر. مع ذلك أسجل أن كلاً من هؤلاء الحلفاء له سياسته الخاصة في سورية، وهي سياسة لا تتفق مع سياسة البلدين الآخرين. أتمنى أن يخرج شعب سورية من محنته المستمرة إلا أن المنطق والتجربة والخبرة تقول إن الوضع يسير من سيئ إلى أسوأ ولا انفراج قريباً.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ايران تواجه مشاكل داخلية وخارجية ايران تواجه مشاكل داخلية وخارجية



GMT 15:52 2021 الثلاثاء ,16 آذار/ مارس

بايدن في البيت الأبيض

GMT 00:03 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

إذا كانت إيران حريصة على السنّة…

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يطرد المدعي العام

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نَموت في المجاري ونخطىء في توزيع الجثث!

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

فى واشنطن: لا أصدقاء يوثق بهم!

GMT 19:15 2019 الأربعاء ,21 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 16:52 2017 السبت ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الإصابة تحرم الأهلي من رامي ربيعة في مباراة الإسماعيلي

GMT 23:44 2017 الجمعة ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

شمال الأطلنطي يحسم بطولة كأس الجامعات القطرية للرجال

GMT 15:27 2018 السبت ,27 كانون الثاني / يناير

التصميم المميز للزجاجة والروح الأنثوي سر الفخامة

GMT 08:49 2018 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

أليساندرو سارتوري يسرق الأنظار إلى "زينيا" بابتكاراته

GMT 12:55 2016 الجمعة ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

جزيرة منمبا في زنجبار تتمتع بمناظر طبيعية نادرة ورومانسية

GMT 04:30 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الإبلاغ عن العنف الجنسي يعصف بحياة السيدات في الهند

GMT 02:35 2017 الجمعة ,05 أيار / مايو

سيارة فيراري "275 غب" 1966 معروضة للبيع

GMT 05:29 2016 الأربعاء ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الصين تفتتح أفخم فندق سبع نجوم بتكلفة 515 مليون دولار

GMT 02:01 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

5 خطوات مميّزة للحصول على درجة علمية عبر الإنترنت
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca