للاستقلال طعم خاص.. في الأزمات والتحديات

الدار البيضاء اليوم  -

للاستقلال طعم خاص في الأزمات والتحديات

أسامة الرنتيسي
بقلم - أسامة الرنتيسي

الاحتفال بعيد الاستقلال له طعم خاص في الأزمات وما يحيط بنا من تحديات وفوضى ودمار، طعم برائحة الكرامة والإحساس بقيمة الوطن الحُرْ.الاستقلال، والاحتفال بمرور 74 عاما على إنجازه، نقاط وعلامات تضاء في القلوب بالمحافظة على إنجازات الاستقلال، وتعظيم إيجابياتها، والبناء على النماذج الإيجابية فيها، ومعالجة كل ما علق من سلبيات حولها.في زمن الكورونا توحد الاستقلال مع عيد الفطر، كما جاء الاستقلال في لحظة تأريخية نواجه فيها جبروتًا صهيونيًا مدعومًا من الإدارة الأميركية يخطط لقضم مزيد من الأراضي المحتلة في غور الأردن الفلسطيني، وتكريس ما سُمّي بصفقة القرن “قطعة قطعة”.النظر في معاني الاستقلال وقيمته يُعزّز الروح المعنوية التي سوف تواجه المخططات المعادية كلها، وترسم مسارات جديدة لأردن المستقبل.فكرة بديعة أن يعتلي العلم الأردني بيوتنا وعماراتنا وأسطح منازلنا والسقوف جميعها التي تحمينا، رسالة معنوية أن رموزنا في العلالي لا يقترب منها إلا هالك.والاستقلال درس في الترشيد تُضاء نسماته في قلوب أبناء الوطن، ولا تضاء بالبذخ غير المحمود في إنارة الشوارع.أكثر ما يجب أن نتعلمه من الاستقلال وذكراه المجيدة، كيف نحافظ على معاني الاستقلال ونصونها من أية عثرات، والعثرة الأولى التي قد تصيب الاستقلال أن يشعر المواطن بأنه غير مستقل ماليا ومعيشيا، وأن حياته مرهونة لجهات أخرى.علينا أن نتعلم أن صيانة الاستقلال في الفترات الصعبة أهم بكثير من إدامة مظاهر البذخ التي تعوّد عليها بعض مسؤولينا، ولا يعترفون بأننا نمر بأزمة.في سنوات العمل في الخليج، سمعتها كثيرا، حول الإنفاق العام في الأردن، “كأننا دولة بترولية”.هذه الملحوظة كانت ظاهرة للعيان في فترة الرخاء، وللأسف لا تزال ظاهرة في فترة الشدة، بنسب أقل، لكنها تبقى ملحوظة جوهرية، عن الانفاق غير المبرر وغير المنتج.تعظيم قيم ومعاني الاستقلال مرتبط بحفظ كرامات المواطنين، لهذا فإن الاصلاح الاقتصادي بات متقدما على الاصلاح السياسي هذه الأيام، ويكفي حديثا وعناوين وشعارات للاصلاح الاقتصادي من دون تحقيق إنجازات على الأرض تعود مباشرة بالإيجابية على حياة المواطنين.هذا لا يعني تغييب مشروع الاصلاح الوطني الديمقراطي الشامل عن أجندة الدولة، بتكريس التعددية السياسية والفكرية والمشاركة الشعبية والعدالة الاجتماعية والمساواة، لأن من خلالهما تدوم معاني الاستقلال، وتحفظ كرامة الأردنيين.ليس الاستقلال مرتبطا باحتفالات رسمية، في محافظات ومدن المملكة، هذا العام منعنا الكورونا من تحقيقها..نحتفل بالاستقلال برؤوس مرفوعة وهامات تُطاوُل السماء، وعشق الأوطان منقوش في القلوب، لا في مظاهر مكلفة على خزينة الدولة.الدايم الله….

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

للاستقلال طعم خاص في الأزمات والتحديات للاستقلال طعم خاص في الأزمات والتحديات



GMT 19:04 2022 الخميس ,14 إبريل / نيسان

الكتابات القديمة في المملكة العربية السعودية

GMT 18:58 2022 الخميس ,14 إبريل / نيسان

كيف غيّر «كوفيد» ثقافة العمل؟

GMT 18:52 2022 الخميس ,14 إبريل / نيسان

ليس بينها وبين النار إلاّ (ذراع)

GMT 18:21 2022 الخميس ,14 إبريل / نيسان

لا تقودوا البوسطة مرّةً أخرى

GMT 12:18 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف لقاءً مهماً أو معاودة لقاء يترك أثراً لديك

GMT 19:14 2019 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

يبدأ الشهر بالتخلص من بعض الحساسيات والنعرات

GMT 11:40 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تساعدك الحظوظ لطرح الأفكار وللمشاركة في مختلف الندوات

GMT 17:27 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر

GMT 20:11 2019 الأربعاء ,21 آب / أغسطس

تجنب الخيبات والارتباك وحافظ على رباطة جأشك

GMT 19:18 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 17:59 2019 الثلاثاء ,23 تموز / يوليو

تستاء من عدم تجاوب شخص تصبو إليه

GMT 11:31 2019 الجمعة ,29 آذار/ مارس

منع جمهور الرجاء من رفع "تيفو" أمام الترجي

GMT 08:41 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة وصادمة في حادث قتل الطفلة "إخلاص" في ميضار

GMT 06:39 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

"بيكوربونات الصودا" حل طبيعي للتخفيف من كابوس الشعر الدهني

GMT 00:42 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

تعرف على أبرز صفات "أهل النار"

GMT 15:58 2018 الأحد ,08 إبريل / نيسان

"القرفة" لشعر صحي بلا مشاكل ولعلاج الصلع

GMT 11:49 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

توقيف صاحب ملهى ليلي معروف لإهانته رجل أمن

GMT 11:52 2018 السبت ,31 آذار/ مارس

"زيت الخردل" لشعر صحي ناعم بلا مشاكل
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca