عام صعب والقابل أكثر شؤما

الدار البيضاء اليوم  -

عام صعب والقابل أكثر شؤما

بقلم - أسامة الرنتيسي

ساعات ونطوي عاما مختلفا في كل شيء، وندلف الى عام جديد قد يكون أكثر اختلافا، نودع العام بحالة تشاؤمية فرضت سياقاتها على عقول الناس، وعلى لقمة عيشهم، فبات الكل يردد “الله يستر”، فالاوضاع الاقتصادية كانت الأسوأ بالاعتبارات كلها في العواصم العربية جميعها، التي انعكست فيها الحروب والاقتتال والصراعات والفوضى ضرائب جديدة على حياة الناس المعيشية.

نودع العام؛ بصفعة وجهها الرئيس الأمريكي ترمب إلى العالم عندما اعترف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال. لكننا نودعه أيضا  في حالة انتشاء وفرح بالهزيمة التي تعرض لها تنظيم داعش الإرهابي في العراق وسورية.

عام 2017 كان قاسيا على بلادنا العربية جميعها، فالحرب العالمية الثالثة المصغرة في سورية طاحنة، ولم يبق نوع سلاح في العالم إلّا وجرّب على دم الشعب السوري وأرضه العزيزة، نتمنى أن يكون العام الجديد أكثر رأفة من سابقه.

في اليمن، لا تزال الحرب مشتعلة، ولن تطفئها أية مباحثات وفي كل يوم تثبت الوقائع أن الحل السياسي كان الترياق لأزمة اليمن من اي حلول عسكرية أخرى.

دول الخليج الست بمجلسها، بدأت علامات الأزمات التي تحيط بها الى تفتيت تعاونها، ووصلت العدائية إلى درجات التآمر،  وانعكست على حياة شعوبها، رافقها انخفاض كبير في أسعار النفط، وهذا بات يظهر جليا في موازناتها التي بدأ العجز يتصدر أرقامها، وقرارات رفع الأسعار أصبحت من أولويات حكوماتها.

لبنان، مستمر في أزماته وأوجاعه، ولن نرى حلولا لأية أزمة، قبل أن نعرف مصير الأوضاع في سورية. وليبيا تلملم جراحها، وقد أصابها دمار كبير، وقسم المتطرفون أرضها إلى جزر متحاربة،  تحتاج إلى رجالات أقوياء يعيدون توحيدها،  حتى  تعود دولة وطنية مستقرة بناسها وترابها، وتونس تتوجع من الإرهاب والتهديدات المستمرة، والمغرب يهرب من جيرانه ببناء جدار بارتفاع ثلاثة أمتار على طول نحو 110 كم حتى لا يصله الإرهابيون، والجزائر وموريتانيا والصومال والسودان حدث ولا حرج.

في مصر، إرهاب مستمر في سيناء، وضغط على عصب الدولة والأوضاع الاقتصادية الصعبة التي لم تلق آذانا صاغية من الأخوة العرب، ولم تستجب هذه الآذان للأوضاع الصعبة المشابهة التي يعيشها الأردن “الجزيرة في محيط ملتهب” حيث تلف حدوده الشمالية والشرقية والغربية خطوط النار.

الفلسطينيون؛ يعمدون بالدم انتفاضتهم الجديدة لكن الانقسام الفلسطيني سيبقى على حاله، وإسرائيل مستمرة في عدوانها وقضمها لما تبقى من الأرض الفلسطينية.

ما علينا في العام الجديد إلا أن نتعلم ثقافة الصبر، لأن أكثر ما ينقصنا في منظومة الأخلاق العامة هذه الأيام فقدان معاني التسامح، وغياب ثقافة تعلم الصبر، وهما القيمتان الأساسيات في الحياة، ومن يتقنهما ويتقن التعامل بهما يعرف جيدا أين يضع قدميه، ويعرف مآلات قراراته.

التسامح وتعلم ثقافة الصبر، تمنحان صاحبهما مساحة من الطمأنينة، كما تمنحانه فرصة إغاظة أعدائه، بحيث يحارون في أمره، وأمر قراراته، ومسار حياته.

الدايم الله…..

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عام صعب والقابل أكثر شؤما عام صعب والقابل أكثر شؤما



GMT 15:52 2021 الثلاثاء ,16 آذار/ مارس

بايدن في البيت الأبيض

GMT 00:03 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

إذا كانت إيران حريصة على السنّة…

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يطرد المدعي العام

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نَموت في المجاري ونخطىء في توزيع الجثث!

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

فى واشنطن: لا أصدقاء يوثق بهم!

GMT 07:08 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

شهر بطيء الوتيرة وربما مخيب للأمل

GMT 06:26 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الثور الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 00:00 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين عموتة يحصل على راتب 50 ألف درهم في العقد الجديد

GMT 11:06 2016 الأربعاء ,13 كانون الثاني / يناير

المدرسة آلية إنتاج بذور المجتمع المختارة

GMT 05:01 2015 الثلاثاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

سيارة "سيتروين" العريقة في مزاد "بونهامز زوت" الشهير

GMT 00:44 2015 الثلاثاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

رياض "المزوار" لمسة من الثقافة المغربية المميزة في مدينة مراكش

GMT 18:24 2016 الأحد ,27 آذار/ مارس

ماسك الليمون وخل التفاح للشعر

GMT 17:03 2015 الإثنين ,13 تموز / يوليو

مجدي كامل ومها أحمد مع "رامز واكل الجو" الاثنين

GMT 08:40 2017 الأربعاء ,16 آب / أغسطس

بيت بيوت
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca