هناك “إشي غلط” يحدث بيننا، نحتاج في إثره تغييرات تصيب معظم بنيان حياتنا، ومرافق عمل الحكومة ومؤسسات الدولة ورجالاتها، كما يصيب مجمل الحياة السياسية الرسمية والشعبية، والأهم الاقتصادية قبل ان يصطدم الناس بالحيط أكثر من ذلك.
في الأيام القليلة الماضية توسعت أخبار المشاجرات والجرائم البشعة والقتل، وزادت شحنات القلق والطاقة السلبية والاحباط لدى الأردنيين، مع أن الأجواء العامة تدفع تُجاه تظهير أن البلاد ذاهبة إلى أوضاع جديدة من الإصلاح العام والإصلاح السياسي في طبقات المؤسسات جميعا.
فبعد نتائج آخر استطلاع لمركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية،
والتراجعات المذهلة لا بد من جراحة سريعة…
تراجع الثقة بالقضاء من (64%) الى (53%)
تراجع الثقة بالنقابات المهنية من (49%) الى (42%)
تراجع الثقة بالنقابات العمالية من (46%) الى (36%)
تراجع الثقة بوسائل الإعلام الأردنية من (48%) الى (39%)
تراجع الثقة بالأئمــة وعلمـاء الديـن في الأردن من (52%) الى (47%)
تراجع الثقة بالأحزاب السياسية من (22%) الى (12%)
تراجع الثقة بمجلس النواب من (20%) الى (15%)
لنعترف أن هناك حالة من القلق الشديد ترتسم ملامحها على وجوه العامة، وحالة من الاضطراب على وجوه الرسميين، وقلق وجودي لدى الاقتصاديين وأصحاب المؤسسات الخاصة.
في البلاد حالة اقتصادية مرعبة ومستعصية، لا تصدقوا الأرقام الرسمية، التي تخرج من أفواه المسؤولين، ما عليكم سوى متابعة عدد الشركات المتعثرة، والمؤسسات التي لا تدفع رواتب موظفيها، والتسريحات بالجملة من المصانع والشركات، والديون وفوائدها التي تثقل كواهل مؤسسات رسمية وشبه رسمية، إضافة الى فوائد ديون الدولة المرعبة أكثر.
في البلاد ايضا فساد عام في منظومة الأخلاق، فهناك من يحمل السلاح ويدافع عن سارقي المياه، وهناك مَن دافع يوما عن طلبة توجيهي غشّاشين، وهناك أشخاص مسجلون على مرتبات عدة وظائف في الوقت نفسه، يتقاضون منها رواتب وتنفيعات، ويتحدثون عن الأخلاق.
هناك مسؤولون مؤبّدون في مناصبهم، في مؤسسات رسمية وشعبية، يحتاجون الى وقوع زلزال حتى تتحرك الكراسي من تحتهم، فهم لن يغادروها إلا إلى سحاب، لأنهم لا يؤمنون بتجديد الدماء، وتقلّب السنوات، وسُنّة الحياة.
نحتاج الى معالجات جذرية للواقع الذي نعيش، وليومياتنا الغريبة، التي أصبحت عنيفة وخشنة وفيها جرائم قتل واعتداءات لم يتعود عليها مجتمعنا، حتى نضمن ان لا نسير نحو المجهول.
الدايم الله…..