مذكرات النواب.. للاستعراض والإعلام فقط!

الدار البيضاء اليوم  -

مذكرات النواب للاستعراض والإعلام فقط

أسامة الرنتيسي
أسامة الرنتيسي

لا أعلم السند العلمي والمنطقي الذي يدفع 95 نائبا محترما في مجلس النواب لتوقيع مذكرة تطالب الحكومة بتخفيض ساعات الحظر الليلي في شهر رمضان المبارك.

صاحب المذكرة يبرر ذلك: “بأن تخفيض ساعات الحظر يخفف عن المواطنين خلال الشهر الفضيل ويقلل من الضرر الواقع على القطاعات الضرورية كقطاع الألبسة والتموين”.

هل أجرى سعادة النائب وزملاؤه المساندين له دراسة او حتى إستطلاعًا أو حتى تواصلًا مع لجنة الأوبئة لمعرفة إيجابيات وسلبيات هذا الفعل البرلماني، أم هي داء الشعبوية التي تسكن كثيرًا من مفاصل العمل السياسي في البلاد.

لا أدري كيف يقتنع أحدٌ أن هناك تَقصُّد من فكرة الحظر لمنع الصلوات في المساجد، وكثيرون منا يعلمون أن الكثير من المصلين في المساجد لا يلتزمون بالإجراءات الوقائية من لبس الكمامة والسجادة الخاصة والتباعد.
معلوماتي أن جميع الوزراء يؤدون الصلاة في أوقاتها، فكيف نتوهم أن قرارا سريا يفرض علينا حتى يتم منع الوصول إلى الصلاة الجماعية.

كنت أتمنى أن يتم التوافق النيابي بهذا الكم الهائل من النواب على قضية مركزية كبيرة، أو حتى مواجهة الحكومة في التغول على لقمة عيش المواطنين، او على مستقبلهم في أموال الضمان الاجتماعي، أو حتى في حجب الثقة عندما وقعت كارثة مستشفى السلط، أمَا أن يهرع النواب لتوقيع مذكرة شعبوية تدعو إلى تخفيض ساعات الحظر عن المواطنين، ونحن يوميا ندفن 100 اردني من جراء الجائحة اللعينة فهذا بعمري فعل نيابي للاستعراض فقط.

نعتب على الفعل البرلماني لفكرة المذكرات النيابية، وكيف يتم التعامل معها ببساطة في الأداء، وسرعة في التنفيذ، ما يُفقدها تأثيرها المباشر في الحدث، والأهم من ذلك صعوبة البناء عليها، فتظهر كأنها صوت في البرية مقطوع عن سياقه الطبيعي.

أكثر ما يغيظ في الفعل البرلماني المرتبط بالمذكرات تحديدا، أن قليلا من النواب الذين يوقعون تلك المذكرات لا يطلعون على فحواها، وإنما يضعون توقيعاتهم بناء على شخصية النائب الذي يقوم بإصدار المذكرة، وهناك نواب أصبحوا متخصصين في إصدار المذكرات البرلمانية، التي للأسف لا تتم متابعتها، ولا البناء عليها، ولا حتى السؤال عن مصيرها إن كانت وصلت إلى رئاسة البرلمان أم لا.

أكثر من مذكرة نيابية وصلت فقط للإعلام، ولم يتم بحثها أو بذل أي جهد من أجل طرحها على مجلس

شخصيا؛ تحمست كثيرا لمذكرة أعدها النائب ضرار الداود ووقعها 20 نائبا لوقف تغول شركة لافارج على الفحيص وأرضها ومستقبلها، لكن وبعد كل هذه الأشهر من الانتظار أن تصل المذكرة لمجلس النواب وبحثها تحت القبة، ووضع الحكومة أمام مسؤولياتها، فإننا لم نعد نعلم أين وصلت المذكرة.
الدايم الله…..

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مذكرات النواب للاستعراض والإعلام فقط مذكرات النواب للاستعراض والإعلام فقط



GMT 09:12 2022 الأحد ,07 آب / أغسطس

الخضرة والماء والوجه الحسن

GMT 09:08 2022 الأحد ,07 آب / أغسطس

اللبنانيّون وقد طُردوا إلى... الطبيعة!

GMT 09:04 2022 الأحد ,07 آب / أغسطس

الضوء الأخضر للإرهاب

GMT 08:57 2022 الأحد ,07 آب / أغسطس

تايوان... «أوكرانيا الصين»!

GMT 08:52 2022 الأحد ,07 آب / أغسطس

أصوات العرب: جوّال الأرض

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 12:41 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تبدو مرهف الحس فتتأثر بمشاعر المحيطين بك

GMT 09:52 2018 الإثنين ,13 آب / أغسطس

أمطار صيفية تعزل دواوير ضواحي تارودانت

GMT 07:59 2018 الأحد ,15 تموز / يوليو

"بورش" تحتفل بالذكرى الـ70 لسيارتها الأولى

GMT 16:15 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

سامح حسين يكشف عن الأفيش الأول لـ"الرجل الأخطر"

GMT 08:36 2018 الأربعاء ,20 حزيران / يونيو

النفط ينخفض مع تهديد الصين برسوم جمركية على الخام

GMT 05:34 2018 الإثنين ,11 حزيران / يونيو

تعرف على أبرز علامات ظهور "ليلة القدر"

GMT 23:49 2018 الأحد ,03 حزيران / يونيو

الليمون الحل النهائي للقضاء على "قشرة الشعر"

GMT 15:13 2018 الأحد ,03 حزيران / يونيو

تغلبي على الخوف من عيوب جسدك مع ارتداء الحجاب
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca