التحالف المدني واحتفالية الخوارزمي

الدار البيضاء اليوم  -

التحالف المدني واحتفالية الخوارزمي

بقلم - أسامة الرنتيسي

يزحف المؤمنون بفكرة التحالف المدني ظهر السبت إلى كلية الخوارزمي وسط العاصمة عمان ليعلنوا ولادة تيارهم الجديد، في احتفالية قد تكون نقطة تأريخية للتيار الديمقراطي المدني التقدمي المؤمن بالعدالة الاجتماعية والديمقراطية والمواطنة الحقة.

الفكرة وحدها بديعة، وفي الحركة بركة، حتى يتم تجميع أنصار هذا التيار لمواجهة التيارات الأخرى التي سيطرت على الشارع الأردني في العشرين سنة الماضية.

لقاء اليوم، بالشكل المعلن عنه، احتفالي؛ خاصة إذا لبى النداء أنصار التيار المدني، ولم يتخاذلوا ويجلسوا في بيوتهم بانتظار ما سيحدث، واضعين النقد والملحوظات والسلبيات في أولية تفكيرهم.

اجتماع الخوارزمي ليس لإعلان برنامج التيار، فالبرنامج والأفكار مبذورة في الشارع والمجتمع، وتم فحصها منذ الخمسينيات، ونجحت بتشكيل حكومة وطنية حزبية في الأردن برئاسة سليمان النابلسي.

ونجحت في تجذير أرقى شكل للوحدة الوطنية الأردنية الفلسطينية عندما فاز ابن السماكية زعيم الحزب الشيوعي الأردني الدكتور يعقوب زيادين نائبا عن منطقة القدس.

ونجحت في محطات كثيرة، وقادت العمل الطلابي في الجامعات في السبعينيات والثمانينيات، وكانت منارة في العمل النقابي في التسعينيات.

الأفكار والبرامج مبذورة في الشارع، فقط تحتاج فعلا الى من يحصدها ويجمعها أكواما أكواما على البيادر.

لكن؛ حتى لا تضيع الفكرة أمام جمالية المشهد، لا نريد أن نحيط أصابع ناشطي  التحالف خواتم بأن الأوضاع كلها جاهزة لبناء هذا التحالف، والأرضية معبدة، والمجتمع متشوق لهكذا أفكار وبرامج.

من سلبيات التحالف أولا: أن نحو 90 % من نشطائه حزبيون متقاعدون، او من الذين تركوا أحزابهم لملحوظات على شكل القيادة وليس على برامج الأحزاب، وسوف تنتقل هذه الملحوظات إلى الحزب القادم للتحالف المدني إذا لم ترق لهم شخصيات القيادة.

وثانيا؛ تعودنا في العمل السياسي على قضية الزعامة، وإذا لم تظهر زعامات فعلية لهذا التحالف  “فستضيع الطاسة” مثلما ضاعت طاسة ثورات الربيع العربي التي كانت بلا زعامات حقيقية فخطفت بسهولة.

وثالثا؛ أحد زعامات هذا التحالف المفترضين — أو للدقة الذي  شاركت  في “تزعيمه” (إن صح التعبير) جهات معادية للتيار بهدف زرع الفرقة قبل الولادة — ليست لديه خبرة في العمل السياسي الشعبي، وأقصد تحديدا الدكتور مروان المعشر، فمن المتوقع أن لا يصمد كثيرا أمام سيل الملحوظات والاتهامات التي تعرض وسيتعرض لها، مع أنني شخصيا بتواضع أقول بالصوت العالي إن مروان المعشر رجل مدني ديمقراطي إصلاحي أكثر من كثير من قادة أحزاب تدعي أنها ديمقراطية وتقدمية.

ورابعا؛ أعداء هذا التيار ليس فقط التيار الديني، مع أنه وضع نفسه في خندق المعادين فورا، فهناك أيضا التيار المحافظ في المجتمع، وقوى الشد العكسي، ولا تنسوا أيضا عداوة التيارات التي تشتغل بالشعارات ذاتها، فهناك أحزاب كثيرة برامجها وأهدافها هي أهداف التحالف وبرنامجه ذاتها، وسوف تشعر بأن التحالف قد يسحب ما تبقى لها من شعبية، خاصة أنها سترفض بشكل قاطع الانخراط والاندماج في مثل تيار التحالف المدني.

الحديث في قضية التحالف المدني وحزبه المنشود متشعب الاتجاهات، ولن أغلق الموضوع الآن، وسأستكمله بعد حضور احتفالية اليوم.

الدايم الله…
المصدر : موقع الأول

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التحالف المدني واحتفالية الخوارزمي التحالف المدني واحتفالية الخوارزمي



GMT 08:33 2021 السبت ,25 كانون الأول / ديسمبر

إشاعة 100 دينار والإفراج عن عوض الله!

GMT 07:17 2021 الجمعة ,24 كانون الأول / ديسمبر

ليسوا طوائف..ولا “التعايش المشترك”!

GMT 06:18 2021 الجمعة ,17 كانون الأول / ديسمبر

حالة البلد.. خربطيطة !

GMT 06:22 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

إضاءة شجرة الميلاد في الفحيص تطرد رائحة الموت

GMT 06:21 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

نعم لثقافة المقاطعة.. لنقاطع القهوة!

GMT 11:40 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تتمتع بسرعة البديهة وبالقدرة على مناقشة أصعب المواضيع

GMT 18:22 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر مع تنافر بين مركور وأورانوس

GMT 12:24 2017 الثلاثاء ,22 آب / أغسطس

عودة الإلترات

GMT 07:22 2018 الثلاثاء ,24 تموز / يوليو

زوري أيسلندا للتمتع بمغامرة فريدة من نوعها

GMT 01:38 2018 الإثنين ,29 كانون الثاني / يناير

ميغان ماركل تنوي شكر صديقاتها في حفلة زفافها الثانية

GMT 06:54 2017 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

رائد محسن يوضّح كيفية تربية الأطفال بالطرق الصحيحة

GMT 05:59 2016 الأحد ,07 شباط / فبراير

5 حيل ذكية لتهدئة بكاء الطفل سريعًا

GMT 12:20 2016 الإثنين ,12 كانون الأول / ديسمبر

حسين فهمي وشيري عادل يفضلان الرسم ومحمد رمضان يعشق الرياضة

GMT 00:17 2018 الجمعة ,26 تشرين الأول / أكتوبر

جامعة بريطانية تتيح درجة البكالوريوس في "البلايستيشن"

GMT 23:49 2018 الثلاثاء ,03 تموز / يوليو

وفاة أب وإبنته غرقا في نهر ضواحي جرسيف‎

GMT 12:35 2018 الجمعة ,08 حزيران / يونيو

توقيف محامي في تطوان مُتهم بتزوير أختام الدولة

GMT 04:53 2018 الجمعة ,01 حزيران / يونيو

طرق ترطيب الشعر الجاف في فصل الصيف

GMT 07:22 2018 السبت ,10 آذار/ مارس

"لاند روڤر" تُطلق أوّل سيارة كوبيه فاخرة
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca