جريمة جمال الصرايرة وإعلان التهنئة من مبدعي مصر

الدار البيضاء اليوم  -

جريمة جمال الصرايرة وإعلان التهنئة من مبدعي مصر

بقلم - أسامة الرنتيسي

لا أعرف بالضبط الجريمة التي ارتكبها نائب رئيس الوزراء وزير الدولة لشؤون رئاسة الوزراء جمال الصرايرة، عندما تلقى تهنئة عبر إعلان في صحيفة الرأي من قبل الفنان المصري الكبير والمبدع صلاح السعدني والفنانة المصرية الكبيرة بوسي، وأسعد الشريف، ومن النائب والكاتب المصري الكبير مصطفى بكري.

هل أصبحت العلاقات الشخصية التي ينسجها السياسيون والاقتصاديون مع الوسطين الفني والإعلامي جريمة يحاكم عليها المرء؟.

وهل علاقة خاصة تجمع شخصية أردنية من وزن جمال الصرايرة  مع خيرة النخبة في الفن والإعلام المصري تتحول الى ساحة لبث لغة بائسة  في وسائل التواصل الاجتماعي.

لا أعرف حجم البؤس الذي أصبح يتملكنا عند كل صغيرة وكبيرة بحيث لا نتقبل شيئا هو في المستوى العادي بسيط وجزء من الحياة اليومية.

نبارك لبعض في أعياد الميلاد، ونبارك في نجاح الابن والبنت، ونبارك في التخرج وفي التعيين بوظيفة، فما هي الجريمة التي ارتكبها نخبة الفن والإعلام في مصر في تهنئتهم لصديق لهم أصبح نائبا لرئيس الوزراء.

لقد وصلني خلال الـ 24 ساعة الماضية إعلان التهنئة عبر الواتساب تحديدا 32 مرة، وفي معظمها تعليقات ساذجة سخيفة (وآسف على المصطلح) منحطة سوقية، لم أجد تفسيرا لها إلا غياب منظومة الأخلاق والبؤس.

الأسماء الكبيرة التي قدمت التهنئة للوزير الصرايرة هي جزء رئيسي من “مصر التي في خاطري” بلد الحضارة والعلم والثقافة والفن الراقي والوطنية الصادقة، مصر النيل وعرق الفلاحين، والسد العالي، وأحلام عبدالناصر، وروح العرب، لا تستحق منا نحن عشاقها إلا أن نرفع القبعات لإنجازات شعبها العظيمة، ولا تستحق منا أن نمارس تخلفنا ورجعيتنا وعقدنا على مبدعي الشعب المصري العظيم.

لنرعوي قليلا، خاصة الذين يحملون سيوفهم الخشبية في وسائل الإعلام الحديثة، في الفيس بوك وتوتير، ويمارسون أبشع أصناف الحقد والكراهية واللغة البذيئة، ليس فقط ضد من يعارضون أفكارهم، بل من لا يعجبهم شكله.

لقد وصل المستوى في اللغة إلى هبوط لا يمكن معالجته إلا بالبتر وقلع الأوساخ من عقول عفنة، منقوعة بالبؤس والعتمة والضلال والسوء.

تقرأ تعليقات وعبارات في الفيس بوك والتويتر، تستغرب من أي مستوى خرج أصحابها، ومن أية منظومة أخلاقية ينضحون  هذا العفن كله، وتحزن على حالنا نحن الذين نؤمن بحرية الرأي والتعبير وحق الآخر في إبداء رأيه مهما اختلفت معه، لتكتشف أن لا علاقة بين حرية الرأي وما ينشر في هذه الوسائل ، حتى يدفعك هؤلاء إلى التشكيك في أصل وجود هذه الوسائل، والهدف من فتحها للعامة من دون أية رقابة قانونية أو أخلاقية.

معقول أن تكون عملية اغتيال الشخصية لأي إنسان بكل هذه السهولة والبؤس؟!.

الدايم الله…

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جريمة جمال الصرايرة وإعلان التهنئة من مبدعي مصر جريمة جمال الصرايرة وإعلان التهنئة من مبدعي مصر



GMT 15:52 2021 الثلاثاء ,16 آذار/ مارس

بايدن في البيت الأبيض

GMT 00:03 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

إذا كانت إيران حريصة على السنّة…

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يطرد المدعي العام

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نَموت في المجاري ونخطىء في توزيع الجثث!

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

فى واشنطن: لا أصدقاء يوثق بهم!

GMT 11:40 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تتمتع بسرعة البديهة وبالقدرة على مناقشة أصعب المواضيع

GMT 18:22 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر مع تنافر بين مركور وأورانوس

GMT 12:24 2017 الثلاثاء ,22 آب / أغسطس

عودة الإلترات

GMT 07:22 2018 الثلاثاء ,24 تموز / يوليو

زوري أيسلندا للتمتع بمغامرة فريدة من نوعها

GMT 01:38 2018 الإثنين ,29 كانون الثاني / يناير

ميغان ماركل تنوي شكر صديقاتها في حفلة زفافها الثانية

GMT 06:54 2017 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

رائد محسن يوضّح كيفية تربية الأطفال بالطرق الصحيحة

GMT 05:59 2016 الأحد ,07 شباط / فبراير

5 حيل ذكية لتهدئة بكاء الطفل سريعًا

GMT 12:20 2016 الإثنين ,12 كانون الأول / ديسمبر

حسين فهمي وشيري عادل يفضلان الرسم ومحمد رمضان يعشق الرياضة

GMT 00:17 2018 الجمعة ,26 تشرين الأول / أكتوبر

جامعة بريطانية تتيح درجة البكالوريوس في "البلايستيشن"

GMT 23:49 2018 الثلاثاء ,03 تموز / يوليو

وفاة أب وإبنته غرقا في نهر ضواحي جرسيف‎

GMT 12:35 2018 الجمعة ,08 حزيران / يونيو

توقيف محامي في تطوان مُتهم بتزوير أختام الدولة

GMT 04:53 2018 الجمعة ,01 حزيران / يونيو

طرق ترطيب الشعر الجاف في فصل الصيف

GMT 07:22 2018 السبت ,10 آذار/ مارس

"لاند روڤر" تُطلق أوّل سيارة كوبيه فاخرة
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca