لهذه الأسباب يستقيل الزعبي

الدار البيضاء اليوم  -

لهذه الأسباب يستقيل الزعبي

بقلم - أسامة الرنتيسي

مهما كانت الأسباب، فلن يصدق أحد أن وزير الداخلية غالب الزعبي قد يعدل عن استقالته من الحكومة احتجاجا على تسليم القاتل، الدبلوماسي الإسرائيلي، مدير أمن السفارة الإسرائيلية، المتورط بإطلاق النار على مواطنين أردنيين، ما أدى إلى وفاتهما في السفارة الإسرائيلية، بعد أن انتشر في فضاء الإعلام منذ الساعات الأولى التي مرت على  ارتكابه الجريمة أن الزعبي أصدر قرارا وتعميما بمنع سفره  خارج البلاد.

الزعبي من الرجال الذين يحترمون كلمتهم، وهو ليس بالوزير المستجد الذي لا يعرف تفسيرات اتفاقية فيينا، وهو قبل كل شيء قانوني ومشرع ورجل عسكري.

وهو من الشخصيات الرزينة التي تعرف مهمات عملها جيدا، فقد كان أول الواصلين إلى موقع الجريمة وأشرف بنفسه على الترتيبات الأمنية حول السفارة بعد الجريمة البشعة التي ارتكبها رجل الأمن الدبلوماسي الإسرائيلي زيف.

كما أن الوزير الزعبي لن يقبل أن يسجل عليه أنه تراجع عن وعده لوالد وأهل الشهيد محمد الجواودة بعدم سفر القاتل قبل محاكمته.

ولن يقبل أن يكون وزير الحكومة التي لا تعلم شيئا، ويضطر إلى الدفاع عن قراراتها أمام النواب الذين صبوا جام غضبهم على ما أدلى به من تقرير حول الجريمة، وكان من الأولى أن يحضر رئيس الحكومة صاحب الولاية العامة وزير الدفاع إلى مجلس النواب لتوضيح الموقف الرسمي وتحمل  التبعات كاملة، لا ان يغيب في الأحداث الكبيرة، ولا يتجرأ حتى على تقديم التعازي لأهل الشهيدين.

وزير الداخلية غالب الزعبي رجل دولة متماسك حافظ درسه جيدا، ويعرف كيف يتصرف، ولا يتأخر لا في الزمان ولا في المكان أن يكون على رأس  الأحداث الأمنية جميعها المتعلقة بمهام عمله وزيرا للداخلية، لن يقبل أن يتحمل قهر الأردنيين، المنكسرة أنفسهم، الشاعرين بمرارة الهزيمة، المحتاجين إلى مواقف صادقة غير مراوغة من رجالات الحكم، كي يستعيدوا قليلا من كرامتهم المهدورة، واستقالة الزعبي المدوية سيكون لها رجع الصدى لدى الأردنيين.

إن فعلها الزعبي وأصر عليها  فسيسجل موقفا ناصعا نحتاجه جميعا، ويضع عددا من الوزراء في الحكومة في موقف محرج، لأنه من الطبيعي ألا يستمروا في المشاركة بحكومة لم يبق لها وزن في عقول وقلوب الأردنيين، وقد سقطت عن عوراتها  أوراق التوت جميعها.

الدايم الله….

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لهذه الأسباب يستقيل الزعبي لهذه الأسباب يستقيل الزعبي



GMT 15:52 2021 الثلاثاء ,16 آذار/ مارس

بايدن في البيت الأبيض

GMT 00:03 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

إذا كانت إيران حريصة على السنّة…

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يطرد المدعي العام

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نَموت في المجاري ونخطىء في توزيع الجثث!

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

فى واشنطن: لا أصدقاء يوثق بهم!

GMT 18:00 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

تبحث أمراً مالياً وتركز على بعض الاستثمارات

GMT 08:31 2018 الخميس ,20 أيلول / سبتمبر

سعر الدرهم المغربى مقابل اليورو الخميس

GMT 13:15 2015 الأحد ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

روماو يحدد قائمة لاعبي "الجيش" لمواجهة "المغرب الفاسي"

GMT 03:32 2017 الجمعة ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة توضح دور الخوف في عملية انقراض الحيوانات
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca