اللامركزية.. تجربة فاشلة قبل أن تبدأ

الدار البيضاء اليوم  -

اللامركزية تجربة فاشلة قبل أن تبدأ

بقلم : أسامة الرنتيسي

حتى الآن لم نستمع إلى سياسي أو برلماني أو قانوني يتحدث بإيجابية عن تجربة اللامركزية وانتخاباتها المقبلة.

ولأنها تجربة أولى، من الظلم الحكم عليها قبل أن تبدأ، لكن كما يقولون: المكتوب يقرأ من عنوانه، ومن أسماء وشعارات بعض المرشحين تستطيع أن تحكم على التجربة بأنها لا تبشر بخير.

لنتذكر أن قانون اللامركزية الذي صاغته الحكومة السابقة وأرسلته إلى مجلس النواب، بطريقة مستعجلة استقبله برلماني وسياسي من وزن عبدالرؤوف الروابدة، بانتقاد لاذع، ويؤكد، في أكثر من لقاء، رفضه  لاقتصار دور المحافظين على استقبال شكاوى المواطنين، مطالبًا بإعادة تفعيل دورهم لإنجاح عملية اللامركزية مستقبلًا، وضرورة عدم تسييس ملف اللامركزية في المحافظات كما سُيِّسَ ملف الأقاليم سابقًا.

ونتذكر أيضا انتقادات رئيس اللجنة القانونية في مجلس النواب السابق الدكتور مصطفى العماوي، الذي أقرت لجنته مشروع القانون  وتحميله الحكومة مسؤولية الصيغة التي أرسلته بها إلى مجلس النواب.

سياسيون كثيرون يبالغون في النقد، ويصفون تجربة اللامركزية، بأنها مركزية المركزية.! لهذا نحن في مواجهة تجربة، من الواضح انها لم تستوف شروط نجاحها، وقد وضعت الحكومة السابقة القانون في حضن مجلس النواب، برغم أهميته القصوى، وتركيز رأس الدولة في أكثر من مناسبة على ضرورة إقراره، كي تستكمل قوانين الاصلاح، للوصول إلى قانون الانتخاب المنتظر.

لا أعرف لِمَ تتعثّر مشروعات قوانين الإصلاح، برغم أن قضايا الإصلاح السياسي في الأردن لم يخل منها يومًا أي كتاب تكليف سامٍ، ولم تغب أيضًا عن برامج أية حكومة أردنية، لكنّ مسار الإصلاح السياسي في الأردن دائمًا يتأرجح بين ‘خطوة إلى الأمام وأخرى إلى الخلف’.

الأردن؛ في حالة تمكنّه من النجاح في إنجاز إصلاح سياسي بصورة متوازنة، فسيتمتع بأوضاع جيدة من الاستقرار الأمني والوحدة الوطنية والعقلانية، والنضج السياسي، وسيتوفر لديه الكثير من التجارب والمؤسسات والبيئات اللّازمة لنجاح الإصلاح السياسي. ولكن؛ برغم ما بُذل من جهود في السنوات الأخيرة للسّير قُدمًا في الإصلاح السياسي، إلّا أن نتائج التفاعل بين توزيعات وهياكل وآليات وقوى الحكم والتأثير في الأردن مع مجمل التطورات المحلية والإقليمية والعالمية الكثيرة، ومع إرادات القوى الشعبية.. لم تثمر حتى اليوم أية نقلة نوعية في هذا الاتجاه. فالتعديلات كثيرة على القوانين، وهذه تُشكّك كثيرًا في جدية التوجهات نحو الإصلاح، برغم أن وزير تنمية سياسية سابقا بشّرنا ‘أن عام 2010 سيكون عام الإصلاح السياسي في الأردن، من خلال خوض تجربة اللامركزية والمجالس المحلية التي تُعدّ محطة مهمة من محطات الإصلاح السياسي’، فرحل الوزير ورحل عام 2010، وها نحن في منتصف 2017 ولا زلنا نتعثر في الإصلاح السياسي الموعود.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اللامركزية تجربة فاشلة قبل أن تبدأ اللامركزية تجربة فاشلة قبل أن تبدأ



GMT 08:07 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أخبار مهمة أمام القارئ

GMT 08:04 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الإمارات والأردن.. توافق لأمن المنطقة

GMT 08:01 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أسوأ عقاب أوروبى لأردوغان

GMT 07:59 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لهذا تقود أمريكا العالم!

GMT 07:57 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كسر الحلقة المقفلة في اليمن

GMT 11:40 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تتمتع بسرعة البديهة وبالقدرة على مناقشة أصعب المواضيع

GMT 18:22 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر مع تنافر بين مركور وأورانوس

GMT 12:24 2017 الثلاثاء ,22 آب / أغسطس

عودة الإلترات

GMT 07:22 2018 الثلاثاء ,24 تموز / يوليو

زوري أيسلندا للتمتع بمغامرة فريدة من نوعها

GMT 01:38 2018 الإثنين ,29 كانون الثاني / يناير

ميغان ماركل تنوي شكر صديقاتها في حفلة زفافها الثانية

GMT 06:54 2017 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

رائد محسن يوضّح كيفية تربية الأطفال بالطرق الصحيحة

GMT 05:59 2016 الأحد ,07 شباط / فبراير

5 حيل ذكية لتهدئة بكاء الطفل سريعًا

GMT 12:20 2016 الإثنين ,12 كانون الأول / ديسمبر

حسين فهمي وشيري عادل يفضلان الرسم ومحمد رمضان يعشق الرياضة

GMT 00:17 2018 الجمعة ,26 تشرين الأول / أكتوبر

جامعة بريطانية تتيح درجة البكالوريوس في "البلايستيشن"

GMT 23:49 2018 الثلاثاء ,03 تموز / يوليو

وفاة أب وإبنته غرقا في نهر ضواحي جرسيف‎

GMT 12:35 2018 الجمعة ,08 حزيران / يونيو

توقيف محامي في تطوان مُتهم بتزوير أختام الدولة

GMT 04:53 2018 الجمعة ,01 حزيران / يونيو

طرق ترطيب الشعر الجاف في فصل الصيف

GMT 07:22 2018 السبت ,10 آذار/ مارس

"لاند روڤر" تُطلق أوّل سيارة كوبيه فاخرة
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca