نعم للمهرجانات الفنية.. لا للأرقام الفلكية للفنانين!

الدار البيضاء اليوم  -

نعم للمهرجانات الفنية لا للأرقام الفلكية للفنانين

بقلم : أسامة الرنتيسي

نعم؛ كل الدعم والمساندة لإقامة المهرجانات الفنية والثقافية، في  المواسم كلها، لأن صناعة الفرح هذه الأيام أصعب من النحت في الصخر بعد أن توسعت مساحات الجهل والعتمة والخراب والخواء.

ولا؛ وألف لا لما نسمع عنه من أرقام فلكية يتقاضاها الفنانون العرب الذين يشاركون في المهرجانات العربية.

لفتت انتباهي الاحتجاجات في مملكة المغرب على حجم المبالغ التي يتقاضاها فنانون عرب، خاصة المشاركين في مهرجان “أفران”، فهل يصدق أحد أن الساعة التي يقضيها على سبيل المثال الفنان اللبناني راغب علامة في المهرجان يحصل بعدها على 80 ألف دولار.

أمام هذه الاحتجاجات اضطر فنانون إلى التنازل عن عقودهم، ما تسبب بإحراج زملاء لهم.

طبعا؛ ليس راغب علامة هو صاحب الأرقام الفلكية، فهناك فنانون يتقاضون مبالغ أكبر من ذلك بكثير. ومن هنا نفهم أن تصل أسعار تذاكر حفلة فنية للفنان كاظم الساهر مثلا إلى 250 دينارا.

حتى الفنانين الذين يشاركون في مهرجاناتنا يتقاضون مبالغ فلكية تصل إلى مئات الألوف من الدنانير.

لست ضد حصول الفنانين على عقود ومبالغ، لكن المبالغة في هذه العقود خرب المفهوم الحضاري للفن والفرح، وتحولت إلى تجارة لا يمكن أن يتحمل كلفها من يبحثون عن الفن والفرح وليالي السهر والسلطنة.

من هذه المبالغ الفلكية نفهم أن التجارة في الفن للأسف وصلت إلى المتاجرة بشيخوخة الكبار، حيث يتم إصعادهم من دون وعي كامل، وبغياب اللياقة الذهنية على خشبة المسرح وأمام عدسات التلفزة في حالة يُرثى لها، تَشطب من ذاكرة المشاهدين صور هؤلاء الكبار الجميلة كلها.

مشهد صاعق جدًا لفنان كبير من وزن صباح فخري يجلس على كرسي في حالة صحية صعبة، مترهل، شارد الذهن، بالكاد يصدح صوته، يحاول ان يعيد حركات الزمن الجميل والرقص على المسرح على انغام المواويل الحلبية وعذوبة صوت لم يتكرر حتى الآن.

مشهد الكبير صباح فخري محزن إلى درجة أن نظرات الشفقة من أعيُن الحضور والآلام تعصرهم على الحالة التي وصل إليها الفنان الكبير.

ليس الفنان الكبير صباح فخري وحده مَن يُتاجر بتأريخه الفني العظيم، فهناك الفنّان جورج وسّوف الذي تعرض لعارض صحي قبل سنوات أدى إلى إصابته بنصف شلل ما يدفعه إلى الاعتماد على العكّازة في مشيه، وإذا صَعِد على المسرح يبقى جالسًا طوال الوقت.

ندعم الفن والفنانين، ونحتاجهم لأدامة الفرح في حياتنا، لكن هذه الارقام الفلكية 100 الف دولار و150 الفا لحفلة غناء ساعة او ساعتين…. الله ما قالها.!!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نعم للمهرجانات الفنية لا للأرقام الفلكية للفنانين نعم للمهرجانات الفنية لا للأرقام الفلكية للفنانين



GMT 15:52 2021 الثلاثاء ,16 آذار/ مارس

بايدن في البيت الأبيض

GMT 00:03 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

إذا كانت إيران حريصة على السنّة…

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يطرد المدعي العام

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نَموت في المجاري ونخطىء في توزيع الجثث!

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

فى واشنطن: لا أصدقاء يوثق بهم!

GMT 11:40 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تتمتع بسرعة البديهة وبالقدرة على مناقشة أصعب المواضيع

GMT 18:22 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر مع تنافر بين مركور وأورانوس

GMT 12:24 2017 الثلاثاء ,22 آب / أغسطس

عودة الإلترات

GMT 07:22 2018 الثلاثاء ,24 تموز / يوليو

زوري أيسلندا للتمتع بمغامرة فريدة من نوعها

GMT 01:38 2018 الإثنين ,29 كانون الثاني / يناير

ميغان ماركل تنوي شكر صديقاتها في حفلة زفافها الثانية

GMT 06:54 2017 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

رائد محسن يوضّح كيفية تربية الأطفال بالطرق الصحيحة

GMT 05:59 2016 الأحد ,07 شباط / فبراير

5 حيل ذكية لتهدئة بكاء الطفل سريعًا

GMT 12:20 2016 الإثنين ,12 كانون الأول / ديسمبر

حسين فهمي وشيري عادل يفضلان الرسم ومحمد رمضان يعشق الرياضة

GMT 00:17 2018 الجمعة ,26 تشرين الأول / أكتوبر

جامعة بريطانية تتيح درجة البكالوريوس في "البلايستيشن"

GMT 23:49 2018 الثلاثاء ,03 تموز / يوليو

وفاة أب وإبنته غرقا في نهر ضواحي جرسيف‎

GMT 12:35 2018 الجمعة ,08 حزيران / يونيو

توقيف محامي في تطوان مُتهم بتزوير أختام الدولة

GMT 04:53 2018 الجمعة ,01 حزيران / يونيو

طرق ترطيب الشعر الجاف في فصل الصيف

GMT 07:22 2018 السبت ,10 آذار/ مارس

"لاند روڤر" تُطلق أوّل سيارة كوبيه فاخرة
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca