مفاجآت “السي أحمد” !

الدار البيضاء اليوم  -

مفاجآت “السي أحمد”

بقلم المختار الغزيوي

الكثيرون يحبون تمثيل دور المندهشين كل مرة لما يصدر عن ممثل القرضاوي هنا في المغرب من مواقف، والكثيرون يحبون أن يظهروا استغرابهم كلما ندت عن الريسوني كلمة أو موقف متنطع جديد، فيبادرون إلى تدبيج المقالات وكتابة الكلمات الاستنكارية لكأنهم بالفعل يكتشفون أمرا جديدا
هاته المرة “تطوع” الريسوني وتكلف بالأساتذة المتدربين بعد انتهاء معركتهم بانتصارهم، وقرر أن يقصفهم وأن يستل من قاموسه الشخصي مايعبر فعلا عن شخصيته الحقيقية، وهي شخصية بعيدة كل البعد عن القبول بالآخر في كل المجالات الحياتية مما أعطى عليه الرجل الدليل باستمرار بالفعل والملموس من الحجج، وليس بالكلمات والخطب المهدئة التي تأتي بعد خرجاته المثيرة للعجب.
هل ينبغي التذكير هنا بأن الريسوني الذي قصف الأساتذة المتدربين هو الذي وصف يوما مهرجانات الفن في البلد بتجمعات المجون والخلاعة، ووصف الساهرين عليها بإخوان الشياطين والمبذرين؟
هل ينبغي التذكير بما قاله عن تلفزيون البلد غير مامرة فقط لأن هذا التلفزيون بث سهرة لفنانة لاتوافق ذوقه الفني إن كان له ذوق فني طبعا؟
هل ينبغي التذكير بماقاله الرجل مؤخرا عن قيادي حزب البام إلياس العماري وعن الكيف وندوة طنجة؟
هل ينبغي التذكير بمقالته حول المثليين – بعد اعتداءات بني ملال – وكيف فصلته خطوة واحدة صغيرة عن المطالبة  بسحلهم وقتلهم ونصب المشانق لهم في الساحات العامة؟
هل ينبغي التذكير بموقفه من مصر وكيف أنه يخلق كل مرة مشكلا مع بلد شقيق وله مع المغرب وفي المغرب – مثلما للمغرب معه وفيه – العلاقات التاريخية التي تسبق ميلاد تنظيم الإخوان ذات فتنة من الزمن وتسبق بكثير انخراط الريسوني في التنظيم العالمي وماإليه من الترهات؟
هل ينبغي التذكير بكل هذا أم أنه لاداعي طالما أن ذاكرة البعض هنا قصيرة، وهي تريد أن تغضب فقط حين يروق لها وتنسى أن الأمر مستمر فينا منذ سنوات عديدة وأنه يعبر عن توجه موجود في هذا البلاد يمكن لنا أن نسميه تيار الاستئصاليين الإسلاميين، وأفضل منظريه هو زعيم التوحيد والإصلاح الحقيقي ومنظر الحركة ونائب القرضاوي في التنظيم المسمى “اتحاد علماء المسلمين” أحمد الريسوني؟
طبعا اللعب بالكلمات سهل، وسيجد الريسوني ومن يساندون “السي أحمد” آلاف العبارات المنافقة لكي يخرجوا من متاهة قوله الجديد ضد الأساتذة المتدربين، وسيشهرون فينا مجددا عبارتهم المضحكة الجديدة : أنتم حداثيون لكنكم ضد من يخالفكم الرأي ولا تسمحون له بالتعبير عن رأيه”، ناسين أو متناسين للحقيقة أن الفرق بين التعبير عن الرأي وبين التعبير عن الكره فرق كبير.
بمنطقهم المختل هذا يحق للعنصريين أيضا أن يعبروا عن رأيهم بقتل من لايشبه لونهم، ويحق للنازيين أن يعبروا عن رأيهم وأن يعادوا السامية، ويحق للمتطرفين في بلاد المهجر أن يكرهوا كل من اشتموا فيه رائحة الانتماء لأماكننا في العالمين العربي والإسلامي وأن يعلنوا ذلك وأن نتقبله لأنه “مجرد حرية تعبير ورأي”.
قديما قيلت، وللأسف كل الدلائل لاتفعل سوى أن تؤكدها : ليس في القنافذ أملس، وتجمع القنافذ هذا يبهرنا المرة بعد الأخرى بقدرته، وسط كل الخداع الذي ينخرط فيه، على استلال لحظة صدق حقيقية مع النفس ومع الآخرين يعلن فيها رأيه الحقيقي ويطالب بإبادتنا جميعا قبل أن يعود الأنصار والحواريون والراغبون في البقاء في السياسة إلى التلطيف من الكلام، وتفسيره تفسيرا آخر.
ينسون هنا وننسى معهم أن الجموع أنصتت لذلك الكلام وأخذته على محمل الدين، رغم أنه مجرد سياسة في سياسة، وهذا هو مكمن المصاب الجلل كله
إلى المفاجأة المقبلة..أيها السادة المستغربون.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مفاجآت “السي أحمد” مفاجآت “السي أحمد”



GMT 04:18 2017 الجمعة ,04 آب / أغسطس

الملك والشعب…والآخرون !

GMT 04:27 2017 الجمعة ,28 تموز / يوليو

أطلقوا سراح العقل واعتقلوا كل الأغبياء !

GMT 06:11 2017 الخميس ,01 حزيران / يونيو

ولكنه ضحك كالبكا…

GMT 05:21 2017 الإثنين ,01 أيار / مايو

سبحان الذي جعلك وزيرا ياهذا!

GMT 11:40 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تتمتع بسرعة البديهة وبالقدرة على مناقشة أصعب المواضيع

GMT 18:22 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر مع تنافر بين مركور وأورانوس

GMT 12:24 2017 الثلاثاء ,22 آب / أغسطس

عودة الإلترات

GMT 07:22 2018 الثلاثاء ,24 تموز / يوليو

زوري أيسلندا للتمتع بمغامرة فريدة من نوعها

GMT 01:38 2018 الإثنين ,29 كانون الثاني / يناير

ميغان ماركل تنوي شكر صديقاتها في حفلة زفافها الثانية

GMT 06:54 2017 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

رائد محسن يوضّح كيفية تربية الأطفال بالطرق الصحيحة

GMT 05:59 2016 الأحد ,07 شباط / فبراير

5 حيل ذكية لتهدئة بكاء الطفل سريعًا

GMT 12:20 2016 الإثنين ,12 كانون الأول / ديسمبر

حسين فهمي وشيري عادل يفضلان الرسم ومحمد رمضان يعشق الرياضة

GMT 00:17 2018 الجمعة ,26 تشرين الأول / أكتوبر

جامعة بريطانية تتيح درجة البكالوريوس في "البلايستيشن"
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca