الحركة والجماعة تفطران: عهد الطعام المشترك !

الدار البيضاء اليوم  -

الحركة والجماعة تفطران عهد الطعام المشترك

بقلم : المختار الغزيوي

أهم شيء في اللقاء الأخوي الرمضاني بين العدل والإحسان وبين التوحيد والإصلاح أنه انتهى بالدعاء بالخير للأفراد والأمة والإنسانية جمعاء.
كلمة الإنسانية جمعاء هنا أمر طيب للغاية يكشف روح رمضان الحقيقية التي جعلت التوحيد والإصلاح تنسى كل اختلافاتها – إن كانت لديها اختلافات أصلا – مع العدل والإحسان وتقرر – فجأة وفي غمرة الاستعداد لانتخابات السابع من أكتوبر الأغر – أن  تقوم بإفطار أخوي رمضاني مع الجماعة حضره أعضاء من القيادة ورفقتهم عضوات من  العمل النسائي بالجماعتين معا.
في السياسة، وأهلنا في الجماعة كما أهلنا في الحركة لا يمارسون الدين إلا بمقدار ماتسمح لهم السياسة بذلك ( صح النوم يا أهل الفصل بين الدعوي والسياسي والصراخ فرحين لأكذوبة النهضة في تونس ) لا شيء مجاني. لا التمرة التي “نفرق” بها صومنا ولا “الحريرة” المشتركة في طاولة الإفطار ولا بقية مكونات المائدة الرمضانية ومعها السوائل التي تؤثث المكان، وإن كانت أخوية.
في السياسة كل الطاولة الرمضانية رسائل. والرسالة التي حملتها إلينا حركة التوحيد والإصلاح في شهر رمضان الفضيل هذا تقول بالعربي الفصيح: إذا ما فاز “البام” في الانتخابات المقبلة بأكثر مما يسمح له به الظرف المغربي الراهن الذي يتصور الإخوة في “البيجيدي” أنهم الوحيدون الممسكون بزمامه، فإن الإفطار الرمضاني الأخوي مع العدل والإحسان قد يصبح وليمة يوم العيد الصغير، وقد يصبح خروفا أقرن أملح تذبحه الجماعة والحركة في العيد الموالي أي العيد الكبير، بل قد يتطور الأمر ويستفحل وتصبح الوجبة كاملة الدسم، تلتهم بين الحركة وبين الجماعة كل يوم ثلاث مرات، صباحا بعد صلاة الفجر، ثم في الغداء مباشرة بعد أداء الظهر، وطبعا عشيا بعد التجشؤ الأكبر وبعد الانتهاء من الشفع والوتر..
هل يجوز الأمر؟
في السياسة كل شيء يجوز. ابن كيران الذي يرى “التحكم” اليوم في كل مكان، يعرف أن الإبل – وإن كانت مذبوحة ومطبوخة وموضوعة على طاولة الإفطار – لا تورد هكذا في المغرب أبدا، ولا تأتي بالابتزاز والتهديد. لكن الإخوة في الحركة لديهم منظور آخر، وهم يريدون فقط تذكير الناس أن لحم القنفذ وإن كان مكروه الأكل إلا أنه في النهاية غير حرام بإجماع المذاهب والأئمة. كما أن الضرورات تبيح المحظورات، وقد يصبح لحم القنفذ في النهاية هو اللحم الأملس المفضل لكل حركات الإسلام السياسي في البلد إذا ما دعت الضرورة إلى ذلك.
مرة أخرى “نداء الوطن أو الجماعة” رفع صوته عاليا، وأكد لنا بالملموس، أنه من الضروري التريث كثيرا قبل إسلام القياد لمن لا تعرف في النهاية إن كان فقيها يمارس السياسة أم مجرد سياسي يتاجر بالدين.
يسمونه التهريب الديني ؟ أليس كذلك؟ سترون منه المزيد. إستعدوا…

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحركة والجماعة تفطران عهد الطعام المشترك الحركة والجماعة تفطران عهد الطعام المشترك



GMT 04:18 2017 الجمعة ,04 آب / أغسطس

الملك والشعب…والآخرون !

GMT 04:27 2017 الجمعة ,28 تموز / يوليو

أطلقوا سراح العقل واعتقلوا كل الأغبياء !

GMT 06:11 2017 الخميس ,01 حزيران / يونيو

ولكنه ضحك كالبكا…

GMT 05:21 2017 الإثنين ,01 أيار / مايو

سبحان الذي جعلك وزيرا ياهذا!

GMT 11:50 2021 الثلاثاء ,26 تشرين الأول / أكتوبر

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 11:56 2021 الثلاثاء ,26 تشرين الأول / أكتوبر

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 13:15 2020 السبت ,16 أيار / مايو

بريشة : هارون

GMT 22:06 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

كيفية التعامل مع الضرب والعض عند الطفل؟

GMT 00:54 2018 الأربعاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

"المغرب اليوم"يكشف تفاصيل أزمة محمد رشاد ومي حلمي كاملة

GMT 20:23 2018 الجمعة ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مسرحية "ولاد البلد" تعرض في جامعة بني سويف

GMT 22:59 2017 الخميس ,12 تشرين الأول / أكتوبر

إتيكيت تزيين الطاولة للمزيد لتلبية رغبات ضيوفك

GMT 16:49 2017 الثلاثاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

العراق يستلم من إيطاليا تمثال "الثور المجنح" بعد ترميمه رسميًا

GMT 08:07 2017 الأربعاء ,16 آب / أغسطس

شبكات التواصل بين السلبي والإيجابي

GMT 02:07 2017 الأربعاء ,10 أيار / مايو

كواليس عودة " عالم سمسم" على الشاشة في رمضان
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca