بعض الرد على يتيم: القاموس الحربي أنتم من أدخله إلى البلد !

الدار البيضاء اليوم  -

بعض الرد على يتيم القاموس الحربي أنتم من أدخله إلى البلد

بقلم : المختار الغزيوي

“أصدرت قيادة الأركان في جريدة وموقع الأحداث المغربية البلاغ الحربي التالي: أيها المواطنون أيتها المواطنات لقد أصبح لحزب العدالة والتنمية تنظيم عسكري وجنود وميليشيات وخطة جهنمية لزرع الفتنة في البلد”. بهذه البداية شبه الكوميدية التي حاول من خلالها القيادي في العدالة والتنمية محمد يتيم الاستظراف قليلا بدأ مقالا له نشره في موقع الحزب الرسمي عبر فيه عن غيظه وقيادة الحزب من مقال نشر في الجريدة عن مرور الحزب إلى السرعة القصوى في التحضير للانتخابات عبر استهداف الحياة الخاصة للمسؤولين، وعبر السكوت غير المشرف على تصرفات محسوبين عليه على الأنترنيت، يمضون اليوم بطوله في توزيع صكوك الغفران والاتهام على بقية الفرقاء السياسيين، بل ويتمادون حد التهديد إما بقطع الرؤوس أو بالتكفير أو الاتهام بساقط التهم، وحين تساءل عنهم قيادة الحزب من طرف المتضررين يكون الرد “هل تريدون منا أن نقمع حرية شبابنا في التعبير؟”

طبعا لا أحد يريد قمع حرية الشباب في التعبير، بالعكس، الكل يتمنى أن تدخل الحرية بمختلف مفاهيمها رؤوس المنتمين لحركات الإسلام السياسي وفي مقدمتها الحركة التي تقود الحزب الذي يقود الأغلبية الحكومية اليوم، أى التوحيد والإصلاح، والتي يعد ارتباطها بهذا الحزب أساس كثير من البلاء الذي يصيبه ويصيب معه الفرقاء السياسيين في البلد اليوم

دعونا من الرد على يتيم، فمحاولته الاستظرافية غير مقنعة، وأسلوبه ضاع بين محاولات قول عديد الأشياء، وبين الرغبة في الدفاع عن تنظيمه وفي الوقت ذاته مهاجمة “الأحداث المغربية” إلي أن تاه ولم يقل شيئا، مايستدعي لو أتيحت لنا فرصة تصحيح المقال له كتابة عبارة “محاولة لابأس بها، حاول مرة أخرى”، ولنركز على الأهم:  ما الذي يقع اليوم حقا بين العدالة والتنمية وبين بقية المشهد السياسي العام المغربي؟

يقع الذي كان يجب أن يقع منذ سنوات: الحزب يرى أنه وحده الأقدر على قيادة ماسيأتي من أيام المغرب. والحزب يعتبر أنه وحده الأطهر والأنقى والأكثر فراغا من الفاسدين. الحزب يرى أنه يحمل رسالة ربانية، لذلك تحف به الملائكة من كل مكان، ويسانده الله عز وجل ويقف معه رسول الله صلى الله عليه وسلم. والحزب يرى كل الأحزاب المغربية الأخرى فاسدة مفسدة تورطت في إيصال المشهد السياسي إلى ماهو عليه الآن، ولا حل إلا العدالة والتنمية

حتى الحزب المتحالف دون كثير إقناع مع العدالة والتنمية والقصد به “التقدم والاشتراكية” لو فكر يوما في معارضة ولو صغيرة للبيجيدي في قضية محورية هامة مثل حقوق المرأة أو عقوبة الإعدام أو الحريات الفردية أو تحريم الموسيقى والسينما والاختلاط والمهرجانات، وخرج علنا بقوة لكي يجاهر باختلافه، سيرى قياديوه وجها آخر من العدالة والتنمية، وسينسى الناس بسرعة أسطورة أن هذا الحزب “وقف بشجاعة ليواجه التحكم”، وسيبدأ كلام آخر مغاير تماما

وهذه ليست المرة الأولى، وقد خبرناها كلما اختلف حزب أو تشكيل سياسي مع العدالة والتنمية، إذ اتهامات العمالة والفساد والمتاجرة في المخدرات، والنيل من الأسر والعائلات وبقية الأمور الساقطة جاهزة، وتكفي ضغطة زر واحدة في الأنترنيت لكي تروج بين الناس دون تبين ودون اهتمام بهذا التبين

الهدف ليس التدافع السياسي العادي المقبول الذي يسمح للجميع بالبقاء مع وجود الاختلاف. لا، الهدف هو القتل المعنوي في ظل عدم القدرة على القتل المادي، وهذا أخطر ما في الموضوع ككل.

هذا القاموس الحربي المستعمل اليوم ليست “الأحداث المغربية” التي لجأت إليه. هذا القاموس (الاستشهاد، الجهاد ضد التحكم، شهداء في سبيل الله) أدخله هذا الحزب إلى المشهد السياسي المغربي، مثلما أدخل عبارة “الدولة العميقة” التي يسميها أردوغان “الكيان الموازي”، والتي كان أول من استعملها طيب الذكر القابع في محبسه الآن محمد مرسي رئيس مصر في لحظة تيهها قبل تصحيح الأوضاع

لذلك لا مفر من طرح السؤال: هل تريدون جر البلد إلى ماعاشته بلدان أخرى بداعي أن البديل الوحيد لكم هو أنتم وإلا فإنها الفتنة، وتريدون منا مع ذلك أن نصمت وألا نقول شيئا، وأن ننضم إلى جوقة “المؤلفة جيوبهم” إما مصفقين لكم بداعي أن “هاد الشي اللي عطا الله والسوق”، أو ساكتين عنكم نمثل دور من لم ير شيئا ومن لايحس أن أمورا دبرت بليل تحاك ضد هذا الوطن؟

الجواب لدينا واضح هنا في “الأحداث المغربية”: يصعب كثيرا أن نصمت ونحن نرى حزبا واحدا يريد أخذ بلدنا رهينة لديه: إما أنا أو الطوفان
على الأقل سنقول لأنفسنا في القادمات من السنوات : لم نسكت يومها مثلما سكت الكثيرون…

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بعض الرد على يتيم القاموس الحربي أنتم من أدخله إلى البلد بعض الرد على يتيم القاموس الحربي أنتم من أدخله إلى البلد



GMT 04:18 2017 الجمعة ,04 آب / أغسطس

الملك والشعب…والآخرون !

GMT 04:27 2017 الجمعة ,28 تموز / يوليو

أطلقوا سراح العقل واعتقلوا كل الأغبياء !

GMT 06:11 2017 الخميس ,01 حزيران / يونيو

ولكنه ضحك كالبكا…

GMT 05:21 2017 الإثنين ,01 أيار / مايو

سبحان الذي جعلك وزيرا ياهذا!

GMT 19:53 2019 الجمعة ,03 أيار / مايو

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 08:23 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجدي الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 18:03 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

تتخلص هذا اليوم من بعض القلق

GMT 18:00 2019 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

تشعر بالانسجام مع نفسك ومع محيطك المهني

GMT 15:27 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

توقيف فتاة كانت بصحبة شاب على متن سيارة في أغادير

GMT 03:00 2017 الإثنين ,02 كانون الثاني / يناير

أنطوان واتو يجسّد قيم السعادة في لوحاته الفنيّة

GMT 18:55 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

تمرّ بيوم من الأحداث المهمة التي تضطرك إلى الصبر

GMT 20:15 2018 الجمعة ,12 تشرين الأول / أكتوبر

افتتاح المهرجان الدولي لمسرح الطفل في رومانيا

GMT 12:01 2018 الثلاثاء ,13 آذار/ مارس

وجهات منازل رائعة استوحي منها ما يناسبك

GMT 09:29 2018 الثلاثاء ,13 شباط / فبراير

أفكار مختلفة لترتيب حقيبة سفركِ لشهر العسل

GMT 08:44 2018 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

منظمة "ميس أميركا" ترفع الحد الأقصى لسنّ المتسابقات

GMT 09:08 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

أفضل الطرق لتنسيق تنورة الميدي مع ملابسك في الشتاء
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca