موازين 2016: أحيزون وطاقمه يتميزان

الدار البيضاء اليوم  -

موازين 2016 أحيزون وطاقمه يتميزان

بقلم : المختار الغزيوي

شيء ما مر خلال الأسبوع الذي ودعناه، ربما لم ينتبه إليه الكثيرون بسبب غياب اللغط السياسي والمزايدات الفارغة حوله، وانتبه إليه فقط من  كانوا يحرصون اليوم بعد الآخر على التحول إلى فعالياته، ويلتقون بناسه، ويمضون قرابة الساعتين معهم ثم ينصرفون.
في الرباط الأسبوع الذي مضى كان هناك حدث فني ضخم، عالمي بمعنى عالمي، ضم ألمع فناني الزمن الحاضر هو حدث « وموازين » لم يتحدث عنه من ألفوا الحديث عن الشيء وعن عدمه، لأن السنة سنة انتخابات وسنة توافقات والكثيرون ممن يرفعون الشعارات حين الضرورة الانتخابية هاته المرة صمتوا
لذلك استمتعنا – نحن جمهور موازين – أيما استمتاع، وعندما أقول نحن جمهور موازين فإني أقول ذلك عمدا لأنني أفخر أنني ضمن مغربيات ومغاربة آخرين يعرفون أن الفن ليس ترفا، ويعلمون علم اليقين أن التحول إلى أمام خشاب الغناء كلها في مختلف المواقع التي كانت في موازين طيلة انعقاده، وأيضا التحول خارج فترة موازين، إلى المتاحف وإلى دور العرض السينمائي وإلى المسارح وإلى قاعات الحفلات وإلى قاعات الجمعيات الشبابية الصغيرة وإلى معارض وأروقة الفن، كل ذلك ليس أمرا نافلا ولا إضافيا ولا زائدا، ولا دليل “قلة الشغل” مثلما يحاول إقناعنا بذلك المتكلسة أدمغتهم منذ قرون وعقود وسنوات.
هذا الذهاب إلى الفن باستمرار وإلى الإبداع على الدوام، هو بالتحديد مايميز الإنسان عن بقية المخلوقات التي تشترك معنا في الأكل والشرب لكنها لا تستطيع أن تميز معنى الفن، لا تتمكن من تذوق الإبداع. لا تحركها نغمة، لا تهزها لقطة، لا تحرك فيها أي شيء لوحة، ولا يستهويها إلا أن تقف بالمرصاد لكل علامة حياة في الكون لكي تقول « حرام » وتكتفي..
لحسن الحظ هؤلاء قلة في المغرب، ولقد توقفت طويلا هذه السنة عند معنى أن تستهوي منصات الشعبي الجمهور الأكبر في موازين، بل أن تتفوق على لحظة خرافية مثل لحظة الديجي هاردويل أو لحظة كبير القوم بيتبول، أو حتى لحظة كريستينا أغيليرا الختامية.
هذا الأمر يعني أن هاته الأنغام الأصلية والأصيلة فينا تسكن أجساد الناس وأرواحهم، وأن المعركة لأجل إقناع المغربية والمغربي بأن الرقص حرام وأن الغناء حرام وأن التمثيل حرام وأن كل شيء في هذه الدنيا حرام في حرام هي معركة مربوحة سلفا لصالحنا نحن الذين نحب الحياة، مخسورة سلفا ضد البكائين الشكائين ممن يعترضون بتجهمهم علينا كل أوجه الدنيا ويتمنون لو حدثونا عن عذاب القبر منذ لحظة الولادة حتى لحظة الوفاة
التقيت كل مرة ذهبت فيها إلى منصة ما بمغاربة ومغربيات، يعرفون الكنه الحقيقي لمعركة الحياة ضد الموت في هذا البلد، ويعرفون أنها أكبر من عرض فني عابر هنا أو لحظة راقصة هناك، يقولون لي « لا تنهزموا، أصمدوا والشعب معكم في هاته المعركة لأجل حقه في الحرية أولا وقبل كل شيء »
لا يتعلق الأمر بانتصار لمهرجان فني عابر أو لسهرة مغنية أو مغن.
لا. الحقيقة هي أن الأمر يتعلق باختيار حياتي كامل. أو مثلما يحب أهل التعالم اللغوي والسياسي قولها : «باختيار مجتمعي كامل » .
وهذا الاختيار المجتمعي هو الذي يوجد في صلب كل صراعاتنا ليوم، عليكم أن تكونوا يقظين بما فيه الكفاية لكي تفهموها
عندما يتم التعريض بجريدة لأنها تشجع الفن وتتبناه وتتذوقه وتنتمي إليه ويكتب عنها أنها ضد الشعب المغربي وضد الدين لا تنتبهوا إلى الجريدة ولا إلى ماقيل عنها. انتبهوا إلى توظيف الدين لحل الخلافات الفكرية والسياسية واسألوا أنفسكم : لماذا يخاف هلاء المتجهمون من أغنية؟ من مسرحية؟ من فيلم؟ من لوحة تشكيلية؟ من عرض باليه؟ من عرض راقص؟ من الميم حتى؟
ستجدون الجواب واضحا فيما ترونه في العالم الآخر بعيدا عنا: تكفيرا ابتدأ يوما ولم ينته إلى أن أصبح شريط قص رؤوس وقطعها بالمباشر يبث علينا دون أن نجد في المسألة أي مشكل
إنهم يهيؤون الأجيال القادمة لكي تتوفر على مايكفي من التجهم الداخلي لقبول القتل إذا ما أتاها يوما
وإنا نؤمن أنه من للازم أن نربي فينا ثم في الوافدين بعدنا خصلة حب الحياة وتذوق الفن وتكريم الإنسان وإبن آدم حقا إلى أن يصبح دمه فعلا حراما محرما ويصبح الاختلاف مقبولا بين الناس غير قابل لجعل الآخر كلما ندت عنه شبهة معارضة لك عدوا وجب عليك أن تبيده قبل أن يبديك
لذلك كان موازين ناجحا، والرجل المسمى عبد السلام أحيزون رفقة طاقمه استطاع بالفعل التفوق في رهانه للسنة الأولى وهو يستحق منا التشجيع ويستحق منا أن ندعمه لأجل المزيد.
هذا المهرجان ليس منصات فن وغناء وسهرات وكفى
هذا المهرجان عنوان معركة بين محبي الحياة وبين من يهوون الموت لهم أو للبلاد
أعاذنا الله منهم وجعلنا دوما من محبي العيش ونبض العيش حتى انتهاء كل الأيام…

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

موازين 2016 أحيزون وطاقمه يتميزان موازين 2016 أحيزون وطاقمه يتميزان



GMT 04:18 2017 الجمعة ,04 آب / أغسطس

الملك والشعب…والآخرون !

GMT 04:27 2017 الجمعة ,28 تموز / يوليو

أطلقوا سراح العقل واعتقلوا كل الأغبياء !

GMT 06:11 2017 الخميس ,01 حزيران / يونيو

ولكنه ضحك كالبكا…

GMT 05:21 2017 الإثنين ,01 أيار / مايو

سبحان الذي جعلك وزيرا ياهذا!

GMT 19:53 2019 الجمعة ,03 أيار / مايو

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 08:23 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجدي الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 18:03 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

تتخلص هذا اليوم من بعض القلق

GMT 18:00 2019 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

تشعر بالانسجام مع نفسك ومع محيطك المهني

GMT 15:27 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

توقيف فتاة كانت بصحبة شاب على متن سيارة في أغادير

GMT 03:00 2017 الإثنين ,02 كانون الثاني / يناير

أنطوان واتو يجسّد قيم السعادة في لوحاته الفنيّة

GMT 18:55 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

تمرّ بيوم من الأحداث المهمة التي تضطرك إلى الصبر

GMT 20:15 2018 الجمعة ,12 تشرين الأول / أكتوبر

افتتاح المهرجان الدولي لمسرح الطفل في رومانيا

GMT 12:01 2018 الثلاثاء ,13 آذار/ مارس

وجهات منازل رائعة استوحي منها ما يناسبك

GMT 09:29 2018 الثلاثاء ,13 شباط / فبراير

أفكار مختلفة لترتيب حقيبة سفركِ لشهر العسل

GMT 08:44 2018 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

منظمة "ميس أميركا" ترفع الحد الأقصى لسنّ المتسابقات

GMT 09:08 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

أفضل الطرق لتنسيق تنورة الميدي مع ملابسك في الشتاء
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca