رجاء دعوا الله والملك بعيدين عن »حشيش المرحلة«!

الدار البيضاء اليوم  -

رجاء دعوا الله والملك بعيدين عن »حشيش المرحلة«

بقلم عبد الحميد الجماهري

من فرط ما قرأت الحشيش في النشرات السياسية، أشعر بالفعل أنني …. مخدر،
وأن »القايد السبسي« .. مغربي على رأس الحكومة!
هي سكرة
هي سكرات..
كما لو أن القضية في محصلة السياسة المغربية لا يمكنها أن تعالج بغير .. التحشيش النظري، من مع و من ضد!
ولهذا لم أصدق حقا ما قرأت باستعمال «الملك» وإمارة المؤمنين، في القضايا الراهنة، في تنازع بين رئيس الحكومة وبين خصومه الحميمين، الذين يختارهم بعناية من يعرف مزاج المرحلة! 
فما عدت أصدق بأن البلاد لا تعيش بدون… تحشيشة.
الواقع أن الكلام الذي يدور في البلاد ليس لأي عقل دور فيه، بل هو كلام يدور على حافة الخيال المجنح في السياسة الوطنية حتى عادت فرق الخطاب السياسي تحب الجلوس إلى الشأن العام كخلوة في سفح جبل.. تهتف بالهلال بما هتف فيه نزار قباني في قصيدة خبز، حشيش وقمر
 «يا هلالْ..
أيُّها النبع الذي يُمطر ماسْ..
و حشيشياً..و نعاسْ..
دمتَ للشرق..لنا
عنقود ماسْ
للملايين التي عطَّلت فيها الحواسْ».
هل يليق بالسياسيين فعلا، أن يتنازعوا اسم الملك، تحت أنظار الرأي العام، كما لو كنا نعيش تمارين جديدة لقميص «عثمان»، في صيغة مبتكرة؟
هل يمكن أن يحتمل الخيال السياسي 
والوضع السياسي 
والراهن السياسي، أن يصطف السياسيون، على قارعة الديمقراطية وهم يحملون اسم جلالة الملك، كما يفعل سكان المداشر النائية عندما يودون رفع مظلمة ويحتمون بظله من آلة الفتك العمومي؟.
كما يفعل سكان البيوت الآيلة للسقوط (والإحالة ليست بريئة تماما)!
الملكية ثابت والملك حامل ثوابتها، ولا يمكن أن يكون جزءا من حملات سياسية تستعمل فيها حرب الأفيون وحرب الحشيش والمخدرات السوقية والتهريج والكلام النابي والقاسي، والخليط العجيب.. لما تبقى من زمن رديء!
فالإفراط في استثمار الملكية لحسابات محدودة في الزمن هو في الواقع عجز بيّن وشكل من أكثر أشكال العجز سفورا.
ولن تتحرر السياسة إذا كان السياسيون،
يغلّون أنفسهم بوثاقات أنهاها الملك نفسه.
وإذا لم تعجبهم حريتهم، فليس لنا ما نفعله بها!
إن الاستعمال الانتفاعي لشخص جلالة الملك لن يكون هو فرصتنا للتحليق في سماء السياسة العالية، كما أن الزج بالدين في الاستعمال الاستثماري لاسم الجلالة، لن يكون أحسن طريقة للتحليق في سماء الأخلاق، كما أن الحديث في الحشيش أو غيره من الموضوعات التي تتطلب المعالجة الهادئة، لن يؤجج العواطف المستكينة!
أمام النخبة السياسية فرصة لبناء ملكية قوية 
وأحزاب قوية
ومؤسسات قوية 
ليكون الوطن قويا والعزيمة قوية..
ولا يمكن النجاح فيها باصطناع أزمات نبكي عليها!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رجاء دعوا الله والملك بعيدين عن »حشيش المرحلة« رجاء دعوا الله والملك بعيدين عن »حشيش المرحلة«



GMT 11:50 2021 الثلاثاء ,26 تشرين الأول / أكتوبر

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 11:56 2021 الثلاثاء ,26 تشرين الأول / أكتوبر

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 13:15 2020 السبت ,16 أيار / مايو

بريشة : هارون

GMT 22:06 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

كيفية التعامل مع الضرب والعض عند الطفل؟

GMT 00:54 2018 الأربعاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

"المغرب اليوم"يكشف تفاصيل أزمة محمد رشاد ومي حلمي كاملة

GMT 20:23 2018 الجمعة ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مسرحية "ولاد البلد" تعرض في جامعة بني سويف

GMT 22:59 2017 الخميس ,12 تشرين الأول / أكتوبر

إتيكيت تزيين الطاولة للمزيد لتلبية رغبات ضيوفك

GMT 16:49 2017 الثلاثاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

العراق يستلم من إيطاليا تمثال "الثور المجنح" بعد ترميمه رسميًا

GMT 08:07 2017 الأربعاء ,16 آب / أغسطس

شبكات التواصل بين السلبي والإيجابي

GMT 02:07 2017 الأربعاء ,10 أيار / مايو

كواليس عودة " عالم سمسم" على الشاشة في رمضان
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca