نحن وإفريقيا المؤسساتية… 2 - نـقـط القـوة عـنـد المغـرب

الدار البيضاء اليوم  -

نحن وإفريقيا المؤسساتية… 2  نـقـط القـوة عـنـد المغـرب

بقلم : عبد الحميد الجماهري

لماذا اجتهدت دول المناهضة في وضع العراقيل في طريق عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي، بالرغم من أنه اعتبرت أن إحدى مهام هذه الهيئة كانت بالضبط العمل على عزلته في القارة وفي العالم؟ السؤال يملك من الوجاهة بنفس القدر الذي يملكه المغرب من نقط قوة، في المرافعة لأجل ملفه..
أول هذه النقط هو أن ملك البلاد ورئيس الدولة اشتغل على مدى طويل، بطريقة ذكية واستراتيجية، من أجل إنضاج شروط تقديم الطلب،. وكان من نتيجة ذلك أن المغرب غير من معطيات مصاحبته لملف عودته.
1- المقصود من هذا الكلام هو أن المغرب لم يعد طالبا، بقدر ما صار مطلوبا، سواء كنموذج اقتصادي ناجح ، وقادر على أن يقدم عرضا تنمويا بدون مقابل مباشر، وقادر على إقناع الفاعلين الاقتصاديين والمسؤولين العموميين بجدواه..
لن نفصل في هذه النقطة، باعتبار أن المغرب أصبح المستثمر الأول - إفريقيا - في منطقة غرب إفريقيا، وهو في طريقه إلى أن يصبح المستثمر الثاني - عالميا.
2- تبين، منذ مؤتمر كيغالي برواندا ، الذي تميز بالرسالة التي وجهها عاهل البلاد إلى رئاسته، أن كل التصريحات والتعليقات كانت مع عودة المغرب إلى الحضن المؤسساتي للقارة..وقد كان لافتا أن رواندا، التي كانت إلى عهد قريب منبرا انفصاليا كانت هي الدولة التي بادرت إلى الترحيب بهذه العودة.
بل إن المؤتمر نفسه شهد حدثا لا يمكن إغفاله، جوابا على مناورات الرئيس التشادي إدريس ديبي، الذي عمل في أول الأمر على عدم إدراج طلب المغرب ضمن نقط الإخبار في قمة كيغالي، في اليوم الأول منها، مما دفع شركاء المغرب، بقيادة الرئيس علي بانغو، إلى توقيع عريضة تطالب بتعليق عضوية جمهورية الوهم في تندوف، بمساندة 28 دولة..
3- لم يأت المغرب إلى القمة في اديس ابيبا من موقع الدولة المعزولة، كما سعت إلى ترويج ذلك الآلة الجزائرية والجنوب افريقية والانفصالية المشتركة.
فهو يصل إلى اديس ابيبا بعد 40 جولة في القارة ، إذا استثنينا دول شمال إفريقيا - تونس ، مصر والجزائر- منذ 2001. وهذا المعطى يغير كثيرا من المقاربة التي يجب اعتمادها، والقاضية بالانتباه إلى الشرط العملي في الوصول إلى القارة..
4- يجب ألا ننسى ، أن قمة العمل، التي نظمت في مراكش، على هامش مؤتمر قمة المناخ الكوب22، كانت قمة إفريقية بامتياز، حصل فيها المغرب على ورقتين اثنتين : الأولى تتعلق بالتفويض القاري للدفاع عن مطالب الدول الحاضرة في الهندسة الدولية لمعالجة قضايا المناخ في علاقتها بالتنمية ، ثانيا، جزء من قضايا المؤتمر الذي تجري أطواره في إثيوبيا كان قد حسم في قمة العمل بمراكش. وهو ما يجعلنا بالفعل ندرك القوة التي يشتغل بها خصومنا.…
5- سحب الاعتراف، من طرف أزيد من 36 دولة، منذ سنة 2000، في حين أن 34 دولة من الاتحاد الإفريقي نفسه لم تعد تعترف بجمهورية الوهم ، أي بما يعادل أزيد من نصف الدول الأعضاء، وهو معطى تراجعي بالنسبة للمحور المناهض، الذي يسعى إلى أن يجعل من دولة الوهم كيانا قاريا، هذا دون أن ننسى أن أيا من المنظمات الدولية، من الأمم المتحدة إلى الاتحاد الأوروبي، مرورا بالجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي، لا تعترف بهذا الكيان،..
6- ضعف المحور المناهض، لاسيما محور الجزائر- بريتوريا، أولا بسبب تقارب المغرب مع الحلقة الوسطى فيها، ابودجا (نيجيريا( وثانيا بسبب تراجع الخزان النفطي والقدرة المالية لهذا المحور والذي كان يمثل السيولة الديبلوماسية الأكثر نجاعة….
7- التحول الحاصل في شرعيات الدول والنخب الجديدة في القارة، وهي نخب تجاوزت بشكل لافت الإرث الموروث عن الندوات الوطنية، عقب الانهيارات المتتالية في الدول- الاحزاب أو الاحزاب- العسكر، دخول نخب تعتمد الشرعيات الانتخابية والمنفتحة على تجارب الدول، مع أولويات التنمية واستقلال القرار ..
9- التراكم الايجابي في محاربة الإرهاب وقضايا الأمن، والحلول من داخل الترسانة الدينية نفسها لمواجهة هذه الأخطار، بفعل تركيبة تجمع بين البعد الروحي والنجاعة الأمنية، كل هذه المعطيات ، مضافا إليها تفاصيل الفعل الديبلوماسي والاقتصادي ، تجعل من المغرب يقدم عرضا متكامل الأضلاع لإفريقيا..
10- التعامل الإنساني والراقي مع قضية الهجرة الإفريقية وتسوية الأوضاع الإفريقية، كما لم يسبق له أن كان في أية دولة من الجنوب.
بالرغم من أن القضية عادة ما تطرح على دول الشمال الغنية، فان المغرب جعل من الهجرة دليل انخراط رفيع في الانشغالات الإفريقية.. 
لائحة الإيجاب في الوضع المغربي مع إفريقيا، لا تمنع من وجود سهام لا يستهان بها في جراب الخصوم.. وسنعود إليها.
وإن كنا نعتقد بأن الأهم هو مواصلة هذا التراكم ووضع خارطة طريق لما بعد القمة، لا تكتفي بالمكتسبات الراهنة وتعالج البياضات الموجودة أو الثغرات المطروحة، بل تطرح في الأفق مكاسب جديدة..

المصدر : صحيفة الاتحاد الإشتراكي

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نحن وإفريقيا المؤسساتية… 2  نـقـط القـوة عـنـد المغـرب نحن وإفريقيا المؤسساتية… 2  نـقـط القـوة عـنـد المغـرب



GMT 08:13 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العقرب الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 12:22 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تعاني من ظروف مخيّبة للآمال

GMT 17:59 2019 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء محبطة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 02:12 2018 السبت ,07 تموز / يوليو

قطار ينهي حياة شيخ ثمانيني في سيدي العايدي

GMT 10:19 2018 الثلاثاء ,17 إبريل / نيسان

"خلطات فيتامين سي" لشعر جذاب بلا مشاكل

GMT 13:54 2018 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

نصائح مهمة لتجنب الأخطاء عند غسل الشعر

GMT 13:08 2017 السبت ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

اختتام فعاليات "ملتقى الشبحة الشبابي الأول " في أملج

GMT 16:52 2015 الثلاثاء ,14 تموز / يوليو

كمبوديا تستخدم الجرذان في البحث عن الألغام

GMT 04:44 2017 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

تصميم مجمع مباني "سيوون سانغا" في عاصمة كوريا الجنوبية

GMT 06:28 2017 الثلاثاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

خبير إتيكيت يقدم نصائحه لرحله ممتعة إلى عالم ديزني

GMT 12:22 2016 الأربعاء ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مقتل 7 على الأقل في قصف جوي ومدفعي على حي الفردوس في حلب

GMT 04:48 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمير الوليد بن طلال يؤكد بيع أسهمه في "فوكس 21"

GMT 22:13 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

منتخب غانا يهزم نظيره المصري في بطولة الهوكي للسيدات
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca