إنه يريدون تفجير النبي.. ميتا، فمتى يهدمون كعبة الله؟

الدار البيضاء اليوم  -

إنه يريدون تفجير النبي ميتا، فمتى يهدمون كعبة الله

بقلم : عبد الحميد الجماهري

لم يفجروا ملهى للغرب السادر في كفره، 
كما زعموا دوما
ولا فجَّروا مسرحا للمستكبرين
وفراعنة العجل الحداثي الذين يذبحون الأطفال في غزة
كما زعموا دوما
ولا فجروا ملعبا لأبناء القردة والخنازير الذين يستحيون النساء في لاهور..
لقد كشفوا عن عقيدتهم 
وعن أربابهم الحقيقيين
وعن ملائكتهم
وعن كتبهم المقدسة
وعن رسلهم في داعش والغبراء
هذه المرة، كانوا أكثر وضوحا، فسعوا إلى تفجير النبي .. ميتا!! 
كانوا يسعون إلى تفجير النبي، رفات النبي في المسجد النبوي، أو مسجد النبي، أو الحرم النبوي، أحد أكبر المساجد في العالم وثاني أقدس موقع في الإسلام (بعد المسجد الحرام في مكة المكرمة)، وهو المسجد الذي بناه النبي محمد في المدينة المنورة بعد هجرته سنة 1 هـ الموافق 622 بجانب بيته بعد بناء مسجد قباء
مسجد يدفن فيه النبي محمد 
وأبو بكر 
وعمر بن الخطاب
فهل وقع ما تنبأ به الشاعر الفرنسي الراحل »إيف بونفوا«: اخترقت السماءُ الاشجارَ في انفجار مدوي
فهوى لهبها هناك؟«..
هطل الدم طويلا حتى وصل جدع النبي ..
أيها المزمل في تراب الجنة
وثواب الله 
قم فانذر ..
هاقد انفجر 
لغم ووصل زمن المجانين القتلة!
وقبله فجروا مقابر أخرى بأنبياء يسكنون الحجرات الدفينة للعقيدة:
دمروا قبر النبي يونس بالموصل 
وعاد الثور المجنح لينتقم من نبي الحوت العظيم
(لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين )
وقبر النبي دانيال بالمدينة نفسها
دانيال الذي بشر بمحمد، فجاء الدور عليه بعده:دانيال الذي بشر علي لسان ابن تيمية(!):" سَتَنْزِعُ فِي قَسِيِّكَ إِغْرَاقًا، وَتَرْتَوِي السِّهَامُ بِأَمْرِكَ يَا مُحَمَّدُ ارْتِوَاءً ".
دانيال الذي فجروه ليعيدوا .. دفنه!
وجاؤوا ليفجروا قبر النبي الأخير؟
ويحرثوا أرض النبوة
قبرا قبرا
وشبرا شبرا
ومصلاة مصلاة
ومساجد أخرى تبدو الآن
وكأنها ملاهي للرب 
(سبحانك عم يصفون 
تعاليت عم ينسفون )..
ومقاهي للملائكة
ومسارح للأنبياء 
ومقصفا للروح القدس!!
انفجاران انتحاريان بمسجد العمران بمدينة القطيف ..
وبعد المدينة تأتي مكة، وبعد المسجد النبوي، الحرم الشريف! 
2 - المدينة صارت بيوتها عورة،كما في النص المقدس، كما في رواية القيامة التي تنتظر شعوب المؤمنين، والمدينة كنست كل المؤذنين وعادت الى سيرتها الجاهلية: يثرب توجز قرآنها للجهلة ليهدموها فوق رؤوس أهلها الطيبين كانت تسمى طيبة الطيبة)..
وتعود المدينة الى سيرة السلطة الغاصبة : في سنة 62 هـ ثار أهل المدينة بقيادة عبدالله بن الزبير ( رضي الله عنه) ضد الحكم الأموي حيث عمل خندقا وسورا في الجهة الشمالية للمدينة ، ولكن تم القضاء على الثورة بعد دخول مسلم بن عقبة بجنده إلى المدينة..
وكان ليل
وكان نهب وكان سلب
وكانت سيرة انغرست في عقل المدينة الجاهلي.. يعود كما تعود السيرة القاتلة ..
وحدث ذلك في سنة 230 هـ وفي عهد الخليفة الواثق تعرضت المدينة للهجوم من ( بني هلال ) فسبّبَ خراب العديد من مبانيها.
ثم وقع حصار 1916 . إذ شهدت المدينة أطول حصار في تاريخها. عندما أعلن الشريف حسين بن علي، شريف مكة، الثورة على الحكم العثماني باسم العرب، سار بقواته وضرب حصارًا على المدينة المنورة تمهيدًا لطرد العثمانيين منها. تمكن فخري باشا من صد قوات الشريف حسين من سنة 1916 حتى سنة 1919، لكنه اضطر للاستسلام في نهاية المطاف في العاشر من يناير من نفس العام، فدخلت قوات الشريف حسين المدينة، حيث بويع الأخير ملكًا على الحجاز وبلاد العرب. 
وفي عام 1925، تم بقيادة فيصل الدويش وإبراهيم النشمي تطويق المدينة المنورة إلى أن اضطرت حاميتها الحجازية إلى الاستسلام في دجنبر من العام نفسه. مقابل أن تسلم المدينة إلى أحد أبناء الملك عبدالعزيز، وبالفعل جاء الأمير محمد بن عبدالعزيز آل سعود وسُلمت مفاتيح المدينة إليه.
لأول عاصمة في تاريخ الاسلام، تاريخ العواصم الدنيوية ولها حظها من الدم
وحظها من القتلة
وحظها من صراع السلط
ولأقدس مكان بعد مكة، حظه من جنون المسلمين
وجنون القبيلة وهي تعود في لباس الدولة
ولباس الخلافة..
ولمسجدها قداسة ثاني المساجد 
بعد المسجد الحرام بمكة
وله حظه من الجنون الذي لا يقف
فمتي يصلون الى كعبة الله،
والبيت الذي ببكة ؟..
هنا سيقف الأنبياء ويفتحون أفواههم وسط النيران:»أما أنت فاذهب إلى النهاية فتستريح وتقوم لقرعتك في نهاية الأيام.«
.3- في المدينة الأخرى صراع رمزيات كبيرة:لا يمكن لداعش أن تكون خلافة بدون سقوط مكة
وسقوط المدينة قبلها أو بعدها
وبنبي الله دانيال ، جاء في الاصحاح الثالث : »ولم يزل خدام الملك الذين القوهم يوقدون الأتون بالنفط
والزفت ….
والمشاقة ( الشقاق والعداوة والخصومة)«…
وهو ما تراه داعش في كتاب »إدارة التوحش «كأخطر مرحلة ستمر بها الأمة لـ أبي بكر ناجي ، وهو كتاب يشرح فكر واستراتيجية تنظيم قاعدة الجهاد كما تراها الخلافة الاسلامية المعلنة. ويبدو أنهم انتقلوا إليها بسرعة.
والسبب؟ هو ما شرحه المحلل نبيل ملين في حوار مع «نوفيل أوبسرفاتور» في الرواية التبشيرية لداعش، يمر غزو العالم عبر مكة» انطلاقا من » الخلافة ، كتاريخ سياسي موجز عن الاسلام« …
وحسب ثلاثية ابو بكر البغدادي، فما نشهده ما هو إلا .. المرحلة الأولى في إدارة الترويع!
ووسط الصراخ والانفجارات والهدير الدموي. لنا أن نتفاجأ: قد يكون ما تنبأ به ملك المغرب في القمة الخليجية بالرياض، عن تفكيك الدول الملكية في حوض البترول قد .. بدأ!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إنه يريدون تفجير النبي ميتا، فمتى يهدمون كعبة الله إنه يريدون تفجير النبي ميتا، فمتى يهدمون كعبة الله



GMT 19:53 2019 الجمعة ,03 أيار / مايو

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 08:23 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجدي الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 18:03 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

تتخلص هذا اليوم من بعض القلق

GMT 18:00 2019 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

تشعر بالانسجام مع نفسك ومع محيطك المهني

GMT 15:27 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

توقيف فتاة كانت بصحبة شاب على متن سيارة في أغادير

GMT 03:00 2017 الإثنين ,02 كانون الثاني / يناير

أنطوان واتو يجسّد قيم السعادة في لوحاته الفنيّة

GMT 18:55 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

تمرّ بيوم من الأحداث المهمة التي تضطرك إلى الصبر

GMT 20:15 2018 الجمعة ,12 تشرين الأول / أكتوبر

افتتاح المهرجان الدولي لمسرح الطفل في رومانيا

GMT 12:01 2018 الثلاثاء ,13 آذار/ مارس

وجهات منازل رائعة استوحي منها ما يناسبك

GMT 09:29 2018 الثلاثاء ,13 شباط / فبراير

أفكار مختلفة لترتيب حقيبة سفركِ لشهر العسل

GMT 08:44 2018 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

منظمة "ميس أميركا" ترفع الحد الأقصى لسنّ المتسابقات

GMT 09:08 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

أفضل الطرق لتنسيق تنورة الميدي مع ملابسك في الشتاء
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca