رأي متشائل في قرار مجلس الأمن..

الدار البيضاء اليوم  -

رأي متشائل في قرار مجلس الأمن

بقلم عبد الحميد الجماهري

ربما خسر بانكيمون، لكننا لم ننتصر. 
لماذا؟
1 - لم يصدر القرار الأممي ، 2285 الخاص بالصحراء، في إطار منطق يتجاوز مهمة بان كيمون. فالقرار، يعطيه الحق في «مراقبتنا» لمدة ثلاثة أشهر!
بمعنى آخر أن القرار أضاف إلى عمر التقرير ربع سنة، لكي يتصرف الأمين العام. 
ولنا أن نضع السؤال المباشر والقاسي: هل الرجل الذي صاغ تقريرا منحازا، قاسيا، وفي غير مصلحة المغرب يمكنه أن يغير من قناعاته في الشهور الثلاثة التي منحه إياها قرار مجلس الأمن؟
سؤال يحمل بذور الجواب فيه، وهو بالنفي الصريح.
لأن بان كيمون، لن يسعى إلى دخول منطق الحل، بقدر ما أنه وضع العملية برمتها في منطق الأزمة والشك..
فهو الرجل الذي اتهم المغرب بالبلد المحتل، ومن بعد غضب منه في التقرير لأنه احتج ولم يقبل منه أن يغضب.
وهو الرجل الذي وضع المغرب والبوليساريو في معادلة يتفوق فيه الانفصاليون على بلاد تدافع بالسلم عن حقها.
وهو الرجل الذي استدعي مجلس الأمن ، بما اعتبره سابقة التخلي عن المكون المدني في المينورسو، وبالتالي لا بد من أن تكون عوده البعثة الأممية جوابا مناهضا للمغرب.
وهو الرجل الذي سعى إلى تغيير معايير التفاوض، وأسس لها في أسوأ تقرير عرفته القضية.
وهو الرجل الذي يستشهد برسائل عبد العزيز المراكشي في الرد على ملك المغرب.
ويستشهد بلقاءات البوليساريو في الجواب على المغرب.
لم تخرج القضية من يده،فهو سيظل المرجع في التقرير القادم، ولا نعتقد بأنه سيخرج عن منطق التقرير السابق.
بل إن الفقرة 11 من القرار تنص على أن »الأمين العام يقدم ،بانتظام، إحاطات إلى مجلس الأمن ، مرتين في السنة على الأقل»، ولا شيء يحدد أن الفارق الزمني ستة أشهر.
بمعنى آخر فإن الأمين العام سيقدم تقريره بعد 3 أشهر الأولى ثم تقريرا ثانيا في الشهور الثلاثة الباقية من ولايته…!

2 - القرار الذي اعتبره المغرب«انتكاسة للمناورات المناهضة لبلادنا» ليس بمثل القرارات السابقة، ولم يرحب كما القرارات السابقة بمبادرة المغرب للحكم الذاتي، بل أشار « إلى مجهودات المغرب» عموما، بدون التنصيص على مبادرة مرحب بها..بل »أحاط علما بالمقترح المغربي الذي قدم إلى الأمين العام في 11 أبريل 2007» كما «يحيط علما أيضا بمقترح جبهة البوليساريو المقدم إلى الأمين العام في 10 ابريل 2007»!!
والقرار عندما يعترف بالمغرب بتقدمه في مجال الحقوق الإنسانية يضع إلى جانب ذلك فقرة استدراكية »تشجع الطرفين »على العمل مع المجتمع الدولي » على وضع وتنفيذ تدابير تتسم بالاستقلالية والمصداقية لكفالة الاحترام التام لحقوق الإنسان».

3 - ظهر جليا أن أمريكا مناهضة للمغرب، وأنها المفاوض الجديد له في قضية وحدته الترابية، وعلينا أن نسأل، من أين يأتي هتاف النصر للدبلوماسية وقد أصبح العداء الأمريكي واضحا وموثقا دوليا؟
ثم هل القرار الجديد أنهي تخوفات المغرب التي عبر عنها ملكه في الرياض عندما تحدث عن المخططات العدوانية التي تستهدف المغرب في وحدته والتي تريد نقل واقع سوريا وليبيا والعراق إلى البلاد؟.
وبمعنى آخر هل ستتوقف أمريكا عن تعميم نتائج الربيع العربي، أم سيوقفها هذا القرار ؟
لا أعتقد بأن الأمر هين وسهل، لا أعتقد بأن المخططات الاستراتيجية تنتهي بقرار أممي حمل أوجها.
لا، لم نخرج من النفق، ولا يمكن أن نعتبر أن التوجه الاستراتيجي الخاص بأميركا سيتغير، أو أن التحليل الذي تقدم به ملك البلاد في الرياض تحليل طارئ وعابر وظرفي، فذلك ليس من شيم رؤساء الدول ولا من شيم القادة الكبار.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رأي متشائل في قرار مجلس الأمن رأي متشائل في قرار مجلس الأمن



GMT 19:53 2019 الجمعة ,03 أيار / مايو

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 08:23 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجدي الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 18:03 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

تتخلص هذا اليوم من بعض القلق

GMT 18:00 2019 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

تشعر بالانسجام مع نفسك ومع محيطك المهني

GMT 15:27 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

توقيف فتاة كانت بصحبة شاب على متن سيارة في أغادير

GMT 03:00 2017 الإثنين ,02 كانون الثاني / يناير

أنطوان واتو يجسّد قيم السعادة في لوحاته الفنيّة

GMT 18:55 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

تمرّ بيوم من الأحداث المهمة التي تضطرك إلى الصبر

GMT 20:15 2018 الجمعة ,12 تشرين الأول / أكتوبر

افتتاح المهرجان الدولي لمسرح الطفل في رومانيا

GMT 12:01 2018 الثلاثاء ,13 آذار/ مارس

وجهات منازل رائعة استوحي منها ما يناسبك

GMT 09:29 2018 الثلاثاء ,13 شباط / فبراير

أفكار مختلفة لترتيب حقيبة سفركِ لشهر العسل

GMT 08:44 2018 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

منظمة "ميس أميركا" ترفع الحد الأقصى لسنّ المتسابقات

GMT 09:08 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

أفضل الطرق لتنسيق تنورة الميدي مع ملابسك في الشتاء
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca