كيف تتعلم الخلافة في 3 أيام؟

الدار البيضاء اليوم  -

كيف تتعلم الخلافة في 3 أيام

بقلم عبد الحميد الجماهري

استند محمد العبادي المرشد العام للجماعة العدل والاحسان على ما أسند الى عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقال :» على المسلمين ألا يبيتوا 3 ليال بدون خلافة، ومن عارض ذلك يجب دق عنقه«.
طبعا، لم يكن محدثا في حلقة للذكر هو الذي تلقى منه المغاربة هذه الكلمات، ليوردوها في سياق تاريخي مفصول، بل كان زعيم جماعة دينية سياسية لها اطروحتها حول الحكم وحول المجتمع.
لهذا خلق السياق معنىً لكلام المرشد، من حق الناس ألا يُعاتَبوا عليه من طرف قادة الجماعة!
لقد بدا لجزء كبير من المهتمين أن الجماعة تجتهد في إثارة الزوابع، بسبب عبارة أو معنى ترميه في التداول العام.
وما يكون كلاما شبه منطقي على لسان قادتها، يصبح غريبا في أذهان الآخرين، خارج المنظومة التي بنتها الجماعة.
وما يكون فكرة يصبح ……قذيفة.
حدث ذلك منذ أن سنَّت الجماعة لنفسها تجديد فكر»الخلافة على منهاج النبوة«، وضاعت المناقشات بين النبوة والخلافة:من الذي يجب أن يعود أولا، في سؤال »شِبْع- عبثي« لأن النبوة انتهت … كما أنها انتهت بدولة ، مرَّستْها الحروب والفتوحات على اشكال الدول السابقة عليها.
فرسٌ
ورومٌ 
وهنودْ
لم تكن هناك دولة خلافة ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم مات وهو يؤسس الأمة، ولم تكتمل أبدا الدولة التي أرادها في شكل سياسي محدد.. قيد حياته عليه السلام.
ثم عادت الجماعة الى التداول مع حوارات نادية ياسين، التي تولت وفاة والدها -رحمه الله ورحم موتي المسلمين جميعا- غيابها الطويل، عندما رأت في »الجمهورية« الشكل الذي يمكن أن يغري النوبة بالعودة إلى قيادة التاريخ.
الآن يضع العبادي الخلافة على محك السياسة، ولا يرى سوى الفراغ، ويقترح خلافة في أقل من ثلاثة أيام! أو العنق المدقوق.
وإذا كان لا بد من عنق في الحكاية فهو عنق.. الزجاجة! 
لأن الفكرة لم تقم طوال ثلاثة عشر قرنا، بالرغم من الوحدة العاطفية للمسلمين، وعندما تقوم يسبقها الدم وتليها الكارثة كما في بغداد اليوم أو كما في العهد العثماني كشكل تركي لاسلام المشرق.
أو كما في تاريخ السلطنات الخليفية المتعددة.
تبدو الجماعة كما لو أنها تفكر حيث لا توجد:التاريخ.
وتوجد حيث لا تفكر: الحاضر.. 
والخلاصة التي يمكن أن يجتهد المنطق في وضعها هي أننا .. »في حضرة الغياب«، باستعارة عنوان محمود درويش الجميل!
غير أن السوال:ماذا تريد الجماعة بالذات كقاعدة للعمل السياسي، يظل مشروعا. 
ولا يمكنها أن توفر على نفسها »أزمة المفهوم« إذا أرادت أن تخرج من عنق الزجاجة:بين تنظيمها الواسع وبين أدائها السياسي وتأثيرها على تطورات الأحداث.
لأن الجواب هو الذي سيحدد عقلها السياسي المنتج ، بعيدا عن طوباوية تاريخ لم يثبت أنه بريء حتى في العهود الأولى للصحابة ( انظر كتاب الخلافات السياسية بين الصحابة)!
لقد وضعت الجماعة شرطا للخلافة هو وحدة الأمة، وليس هناك سياسي واحد يستطيع أن يتحدث عن هذا الحلم كشرط للدولة.
ووضعت شرطا آخر للتاريخ الحاضر:أن يغوص من جديد في التراث لكي يكتشف شكل الدولة الفاضلة، وليس هناك مناضل واحد يمكنه أن يحلم بدولة العدل المستخرجة من مناجم …الماضي.
إن مكان جماعة »العدل والإحسان«- التي ما زلنا نصر على سقفها الوطني الذي تماهت معه في 20 فبراير 2011 - هو الملكية البرلمانية، التي تتدرج البلاد في صناعتها 
حجرا حجرا 
ومشروعا مشروعا 
وقانونا قانونا .
ولا أحد ينكر ما يتحقق في البلاد، إذا كان يريد أن يشارك في الرفع من منسوبها الاصلاحي، كما لا يمكن أن ينكر أحد وجود الجماعة وقوتها وضرورة انخراطها في الحقل السياسي الوطني، الذي سيظل ناقصا بدون وجودها.
ولْتتركْ .. الخلافة في تاريخها، المذهَّب أم المخضَّب، لأن الدولة ليست درجا من مدارج الصعود الى السماء !

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كيف تتعلم الخلافة في 3 أيام كيف تتعلم الخلافة في 3 أيام



GMT 11:50 2021 الثلاثاء ,26 تشرين الأول / أكتوبر

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 11:56 2021 الثلاثاء ,26 تشرين الأول / أكتوبر

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 13:15 2020 السبت ,16 أيار / مايو

بريشة : هارون

GMT 22:06 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

كيفية التعامل مع الضرب والعض عند الطفل؟

GMT 00:54 2018 الأربعاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

"المغرب اليوم"يكشف تفاصيل أزمة محمد رشاد ومي حلمي كاملة

GMT 20:23 2018 الجمعة ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مسرحية "ولاد البلد" تعرض في جامعة بني سويف

GMT 22:59 2017 الخميس ,12 تشرين الأول / أكتوبر

إتيكيت تزيين الطاولة للمزيد لتلبية رغبات ضيوفك

GMT 16:49 2017 الثلاثاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

العراق يستلم من إيطاليا تمثال "الثور المجنح" بعد ترميمه رسميًا

GMT 08:07 2017 الأربعاء ,16 آب / أغسطس

شبكات التواصل بين السلبي والإيجابي

GMT 02:07 2017 الأربعاء ,10 أيار / مايو

كواليس عودة " عالم سمسم" على الشاشة في رمضان
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca