تغريدات ساخرة

الدار البيضاء اليوم  -

تغريدات ساخرة

بقلم : توفيق بو عشرين

عندما تخرج السياسة من المنطق إلى اللامنطق، ومن المعقول إلى اللامعقول، فأول شيء يفعله المغاربة هو إخراج سلاح السخرية من السياسة والسياسيين، وهي طريقة عفوية للرد على ألاعيب السلطة والنخب السياسية، وبعث رسالة من الجمهور إلى الواقفين خلف مسرح العرائس.. رسالة تقول «عقنا بكم».. إليكم بعض التعليقات الساخرة من تدوينات شعب «الفايسبوك» على البلوكاج السياسي الذي يعطل خروج الحكومة، وحول شروط أخنوش الغريبة، وحول موقف الاتحاد الغامض، وحول التلاعب بأرقام الاقتراع.

مواطن يكتب: «بعد إبعاد شباط عن التحالف الحكومي المقبل، لم يبق لعزيز أخنوش سوى شرط واحد لا غير: إبعاد حزب العدالة والتنمية عن التحالف الحكومي.. فهمتي ولا لا؟».

مدون آخر يذكر شعب الفضاء الأزرق بشرط سري لدخول عزيز أخنوش إلى الحكومة الثانية لبنكيران.. شرط لم تكشفه الصحافة الورقية ولا الإلكترونية.. إنه شرط بسيط يتمثل في «إدخال فريق حسنية أكادير إلى الحكومة. آش فيها زعما؟ باش تكمل اللعبة».

مواطن آخر ينصح بنكيران «بالتوقف في إحدى محطات الغاز التابعة لمجموعة عزيز أخنوش، لتعلم آخر نظرية في الحساب تقول إن العدد 37 أكبر من العدد 125، والدليل أن صاحب 37 مقعدا في البرلمان هو الذي يملي شروطه على صاحب 125، والفاهم يفهم… المشكل: كيف نفسر للأطفال هذه النظرية الجديدة؟».

شابة أخرى تعلق على سلوك الأحرار تجاه المفاوضات مع بنكيران، وتقول: «بنكيران لم يقرأ جيدا ظهير تعيينه. إنه عين رئيسا للحكومة لدى أخنوش المكلف بتشكيل الحكومة»… محمد لا يعتبر أن الخطأ خطأ أخنوش، لكنه تفريط بنكيران في موقفه الأول من الاحتفاظ بالاستقلال، ويقول له: «الله يعطينا وجهك يا سيد بنكيران نهرسو به الكركاع». مدونة أخرى تصف البلاغ الأخير للأمانة العامة للحزب، قائلة: «إنه يشبه سمكة الصول المدهونة بالصابون».

إدريس يسأل رئيس الحكومة عن آخر نكتة حامضة في جعبته، ويقول له: «منذ خمس سنوات وأنت تحكي لنا النكت الحلوة والحامضة، لكن حصيلتك اليوم أكبر نكتة سياسية في تاريخ المغرب، حيث ذهب مليونا مواطن للتصويت لك، لكن الحمامة الزرقاء أطفأت نور المصباح».

فايسبوكية أخرى رجعت لنقد شباط اللاذع لبنكيران، واتهامه بأن «أقدامه غير مباركة»، بدعوى أن دولة التشيك شهدت فيضانات خطيرة عندما كان بنكيران ينوي زيارتها، وقالت له: «السي شباط، علاش مقلق من عدم دخول الحكومة، ياك اقدام بنكيران غير مباركة؟»…

أكبر نكتة لم ترد على لسان الفايسبوكيين، بل تلك التي صرح بها إدريس لشكر للصحافيين، بعدما علم أنه أصبح خارج التشكيلة الحكومية المقبلة. قال الرفيق لشكر: «حتى الصواب ما دروش معانا بنكيران، ولا أحد قال لنا شكرا وتبارك الله عليكم، ولذلك سيصعب علينا الاستجابة لأي طلب آخر، ويبدو ما كاين جدية». أعترف بأن لشكر يتفوق على الفنان حسن الفذ في القفشات الساخرة وحس الفكاهة… وهل تظن يا سيدي أن هناك من سيدق باب الاتحاد الاشتراكي ويطلب منه طلبا آخر، بعدما اخترت، يا سيد لشكر، أن تدخل إلى قلب أخنوش؟ ها هو تخلى عنك وذهب مسرعا إلى حلفائه فعلا. لا توجد جدية في السياسة، لكن القانون لا يحمي المغفلين، وأنت محامٍ وتعرف هذا الفصل من القانون، لكن يبدو أنك نسيت كل ما تعلمته في المحاكم، وفي مقرات حزب كبير انتهى به المطاف إلى أن يصبح محل سخرية وشفقة في وسائل الإعلام التي بدأت تدعو أصحاب القلوب الرحيمة إلى الشفقة على حال الاتحاد الاشتراكي.

سياسي آخر قال إن الحكومة تشبه العروس، وعندما تشبع هذه العروس ضربا وركلا وإهانة فكيف ستبدو جميلة في عيون الضيوف؟ هذا ما وقع لحكومة بنكيران.. تعرضت لكل أصناف الإهانة حتى قبل وصولها إلى منصة الحفل، فلكم أن تتصوروا حالتها والمدعوون قسمان؛ البعض يشمت بها، والبعض يبكي من أجلها. في جميع الأحوال هذا لم يعد عرسا، سمه ما شئت…

خلاصة كل هذه التغريدات الساخرة أن الرأي العام لم يتقبل هذا البلوكاج، ولم يتقبل كل هذه الألاعيب السياسية القديمة والجديدة، حتى إن البعض قال إن الفائز الأكبر من كل هذا المسلسل، الذي يشبه مسلسل «سامحيني» التركي، هو الحزب الذي قاطع الانتخابات وهجر صناديق الاقتراع، لهذا، حذارِ من بعث الرسائل الخطأ إلى الناس، والاستمرار في احتقار ذكائهم، والمبالغة في إهانة النخبة السياسية.. هذه لعبة خطيرة، خطيرة جدا.

المصدر : صحيفة اليوم 24

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تغريدات ساخرة تغريدات ساخرة



GMT 06:02 2018 الأحد ,25 شباط / فبراير

حان وقت الطلاق

GMT 07:26 2018 الجمعة ,23 شباط / فبراير

سلطة المال ومال السلطة

GMT 06:39 2018 الخميس ,22 شباط / فبراير

لا يصلح العطار ما أفسده الزمن

GMT 05:46 2018 الأربعاء ,21 شباط / فبراير

الطنز الدبلوماسي

GMT 05:24 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

القرصان ينتقد الربان..

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 12:41 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تبدو مرهف الحس فتتأثر بمشاعر المحيطين بك

GMT 09:52 2018 الإثنين ,13 آب / أغسطس

أمطار صيفية تعزل دواوير ضواحي تارودانت

GMT 07:59 2018 الأحد ,15 تموز / يوليو

"بورش" تحتفل بالذكرى الـ70 لسيارتها الأولى

GMT 16:15 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

سامح حسين يكشف عن الأفيش الأول لـ"الرجل الأخطر"

GMT 08:36 2018 الأربعاء ,20 حزيران / يونيو

النفط ينخفض مع تهديد الصين برسوم جمركية على الخام
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca