أخر الأخبار

أفريقيا تعود إلى أجندة ترامب

الدار البيضاء اليوم  -

أفريقيا تعود إلى أجندة ترامب

بقلم : إدريس الكنبوري

زيارة ميلانيا ترامب حاولة لتجفيف منابع التوجّس من السياسة الأميركية الجديدة لدى القادة الأفارقة

يبدو أن الإدارة الأميركية غيّرت قناعاتها وباتت مقتنعة بأهمية القارة الأفريقية في استراتيجية الحفاظ على المصالح والتدافع الدولي مع الخصم الروسي والتنين الصيني، وبأن التوجه نحو أفريقيا، الذي أصبح تقليدا للقوى العالمية الكبرى في الأعوام الأخيرة، لن تتخلّف عنه واشنطن، التي يزعجها التغلغل الصيني والروسي في العديد من المناطق كأميركا اللاتينية والقارة الأفريقية.

عنوان هذا التحوّل الجولة التي يقوم بها حاليا المساعد الجديد لوزير الخارجية للشؤون الأفريقية تيبور ناغي، التي بدأها بزيارة بلدان غرب أفريقيا كمرحلة أولى. وجاءت هذه الجولة بعد الجولة التي قامت بها زوجة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في أكتوبر الماضي، والتي زارت خلالها كلا من غانا ومالاوي وكينيا ومصر كمحطة أخيرة، ربما في محاولة لتجفيف منابع التوجّس من السياسة الأميركية الجديدة لدى القادة الأفارقة الذين أدركوا أن الإدارة الأميركية في عهد دونالد ترامب أدارت ظهرها لهم على حساب أولويات أخرى على الصعيد الدولي.

ومنذ يونيو الماضي، عندما وصف الرئيس الأميركي البلدان الأفريقية بـ”الحثالة”، أصبحت الاستراتيجية الأميركية في أفريقيا محط شكوك، بحيث ظهر أن البيت الأبيض ليس معنيا بتأكيد أي حضور له فيها، وهو ما فتح الطريق أكثر أمام التوسع الصيني والروسي في القارة. ورغم أن ترامب سعى بعد ذلك بمدة قصيرة إلى التكفير عن خطيئته بتوجيه رسالة إلى جمعية رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأفريقي أثناء تجمعهم في أديس أبابا، إلا أن الموقف السلبي الذي اتخذه بإعفاء وزير خارجيته السابق ريكس تيلرسون بشكل مفاجئ، في الوقت الذي كان يقوم بجولة شملت خمسة بلدان أفريقية، ظل نقطة سوداء في علاقته بالقارة، إذ فهم القادة الأفارقة تلك الخطوة باعتبارها دليلا على أن ترامب لا يعتدّ بهم ولا يضع شؤون القارة في قائمة أولوياته.

حاول ترامب أن يوجه رسالة جديدة إلى الأفارقة عبر تعيين تيبور ناغي مسؤولا عن الملف الأفريقي في شهر يوليو الماضي، بعد تأخر عامين على انتخابه، غير أن تلك المبادرة بقيت دون أثر، لأن المسؤول الجديد لم يكلف بأي مهمة في القارة طوال الأشهر الماضية، وهو ما أعطى انطباعا بأن المبادرة إشارة بروتوكولية لامتصاص غضب الأفارقة.

ويظهر أن الإدارة الأميركية أدركت بعد تلك السلسلة من المواقف السلبية أنها ارتكبت أخطاء دبلوماسية مكّنت من تهميش نفوذها وتقوية النفوذ الصيني في القارة الأفريقية. فمنذ عام 2016 أصبحت الصين لاعبا رئيسيا في القارة بحيث صارت الشريك التجاري الأكبر للبلدان الأفريقية، وقام الرئيس الصيني شي جين بينغ بجولة إلى عدد من تلك البلدان توجّت اتفاقيات الشراكة بينها وبين بكين. وفي شهر سبتمبر الماضي عقدت في العاصمة الصينية القمة الصينية-الأفريقية التي أعطت دفعة أكبر للتعاون بين الطرفين، وحرصت الصين من خلال تلك القمة التي أحيطت باهتمام واسع على أن توجه رسائل سياسية عبر بوابة التعاون الاقتصادي إلى واشنطن وفرنسا، الشريك التقليدي للبلدان الأفريقية، مفادها أن نمط التعاون الذي تقترحه الصين على الأفارقة يختلف عن النمط الغربي المبني على العلاقات الاستعمارية، بحيث تم تخصيص 60 مليار دولار للنمو الاقتصادي في أفريقيا، وشطب ديون الدول التي ليست لديها المؤهلات الاقتصادية لتسديد الديون.

ويحمل المسؤول الأميركي الجديد، في جولته عبر بلدان غرب أفريقيا، تصورا مختلفا عن التصور الصيني والفرنسي، بيد أنه لم يفصح عن معالم هذا التصور بشكل واضح. فهو يرى أن النمو الديموغرافي في أفريقيا سيزداد بمقدار الضعف في أفق عام 2050، مما ستنتج عنه أزمة غير مسبوقة في مجال الهجرة البشرية، وأن الرؤية الفرنسية للشراكة مع الأفارقة مبنية على تقاليد تاريخية بسبب الماضي الاستعماري، لكنه لم يقدم مقترحا يفيد الأفارقة الذين ينتظرون الانتقال من مرحلة تشريح المشكلات إلى طور الإصلاح. وفي الوقت الذي يركّز فيه الاتحاد الأوروبي، وفرنسا بوجه خاص، على دفع الأفارقة إلى محاربة الهجرة والإرهاب من دون تقديم مساعدات تؤمّن الوضع الاقتصادي والعسكري، تركز الصين على جلب القيمة المضافة عبر الاستثمار الواسع، فيما يتطلع الأفارقة إلى ما يمكن أن يقدمه الأميركيون وما إذا كان ترامب جادا في سياسته.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أفريقيا تعود إلى أجندة ترامب أفريقيا تعود إلى أجندة ترامب



GMT 15:52 2021 الثلاثاء ,16 آذار/ مارس

بايدن في البيت الأبيض

GMT 00:03 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

إذا كانت إيران حريصة على السنّة…

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يطرد المدعي العام

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نَموت في المجاري ونخطىء في توزيع الجثث!

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

فى واشنطن: لا أصدقاء يوثق بهم!

GMT 17:16 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تطرأ مسؤوليات ملحّة ومهمّة تسلّط الأضواء على مهارتك

GMT 07:43 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 16:10 2016 السبت ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

المغرب يقرر حفر بئر ثالثة في تندرارة بعد تأكد وجود الغاز

GMT 01:43 2017 الثلاثاء ,03 كانون الثاني / يناير

محمد القرالة يوضح أن الصورة الصحافية تؤثر على المجتمع

GMT 21:44 2017 الإثنين ,11 أيلول / سبتمبر

فرنسا تحث تشاد على إجراء الانتخابات

GMT 13:03 2018 الإثنين ,23 إبريل / نيسان

ناردين فرج تشعل "ذا فويس" بإطلاله مثيرة وأنيقة

GMT 13:32 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

فضيحة أخلاقية بطلها مسؤول في حزب بارز تهز وزان

GMT 08:50 2018 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

أنواع الثريات وأشكالها هدف الباحثين عن الرفاهية

GMT 02:44 2018 الأربعاء ,10 كانون الثاني / يناير

فنانون ونقاد يرصدون أسباب اختفاء ظاهرة المخرج المؤلف

GMT 11:15 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

تعرف علي سعر الدرهم المغربي مقابل الريال العماني الثلاثاء

GMT 07:15 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

"إتش آند إم" تكشف عن علامة جديدة تستهدف جيل الألفية

GMT 18:06 2017 الجمعة ,29 كانون الأول / ديسمبر

مفاجأة سارة للراغبين بالتعاقد في قطاع التعليم المغربي

GMT 12:04 2017 الأربعاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

رشيد برواس يتراجع عن قرار اعتزاله لمساعدة فريقه

GMT 07:43 2017 الخميس ,14 كانون الأول / ديسمبر

حمدي الكنيسى ينعى الإعلامية سامية صادق بكلمات مؤثرة

GMT 11:48 2017 الأربعاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

وفاة نجم الزمالك السابق أحمد رفعت بعد صراع مع المرض

GMT 04:04 2017 الثلاثاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

علي الديك ينفي الأنباء بشأن الخلاف مع شقيقه حسين

GMT 05:18 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

الدولي المغربي حكيم زياش يتألق مجدداً في كلاسيكو هولندا
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca