وثيقة الإخوان المسلمين رسالة ناعمة للعودة إلى حضن الدولة!

الدار البيضاء اليوم  -

وثيقة الإخوان المسلمين رسالة ناعمة للعودة  إلى حضن الدولة

بقلم : أسامة الرنتيسي

  مخطئ من لا يرى جديدا في الوثيقة السياسية التي قدمتها جماعة الإخوان المسلمين باسم الحركة الإسلامية في الأردن.

الوثيقة في الأقل جاءت بلغة ناعمة وعموميات لا يختلف عليها اثنان، وقد جاءت على مفاصل مهمة، ربما يكون استخدامها للمرة الأولى، بحيث وضعت عناوين متعلقة بالدستور الأردني والحرية، والتعددية والتنوع، والمشاركة السياسية، والعنف والتطرف، ودولة المواطنة، وغيرها من القضايا.

صحيح أنها لم تقل بوضوح موقفها من قضية الإرهاب ولم تأتِ على توضيح موقفها من أكبر تنظيم إرهابي حديث (الدواعش)، لكنها حاولت أن تقول إن الوثيقة جاءت “بداعي التجديد والتطوير والتكيّف الإيجابي مع متطلباتها على صعيد السياسات والتوجهات وآليات العمل المرتكزة على المبادئ والثوابت والمنطلقات” كما قال مقررها جميل أبو بكر.

أعتقد بتواضع، أن الوثيقة الهادئة حملت رسالة ودية للدولة الأردنية بأننا عُدنا إلى مرحلة الرشد ولا بد أن تُقرأ مجسات الدولة السياسية والأمنية الوثيقة بعين الرضا والاطمئنان، وسوف نرى قريبا نتاج مرحلة جديدة في العلاقة بين الدولة والجماعة التي لا تزال حتى اليوم غير شرعية، بحيث تحصل الجماعة على الشرعية الرسمية وتعود إلى حضن الدولة الدافئ التي دفعت كثيرا عندما حاول بعض قادة الجماعة الخروج منه، وأدى إلى ولادة جماعات وأحزاب من رحم الجماعة لم تجد لها مناصرين وبقيت على هامش العمل السياسي ومتهمة أنها من صنيعة خلاف الدولة مع الجماعة، ولا يعرف مصيرها بعد المصالحة المنتظرة.

ملحوظة على تقديم الجماعة وحزب جبهة العمل الإسلامي الوثيقة باسم الحركة الإسلامية وليس باسمهم المباشر، أجاب عليها أمين عام الحزب المهندس مراد العضايلة بأن هذا التوصيف أصبح معروفا منذ عودة الحياة السياسية في عام 1989، لكن عندما تدّعي جماعة الإخوان المسلمين تمثيل الحركة الإسلامية، فإنهم بهذا يلغون الأحزاب الأخرى كلها، التي تعتنق الفكر الإسلامي في طروحاتها وبرامجها.

أليس حزب الوسط الإسلامي حزبا إسلاميا وجزءا من الحركة الإسلامية؟ وأحزاب الشراكة والشورى وزمزم وجمعية الإخوان، أليس حزب التحرير المحذور، جزءا من الحركة الإسلامية أليست التيارات السلفية بكل توجهاتها جزءا من الحركة الإسلامية أيضا؟

الخلاف بين أحزاب الهُوية الواحدة، لا يعني أن يُسمح لأي حزب كبير كان أم صغير العدد، أن يقوم بإقصاء الأحزاب الأخرى، فالجميع جزء من التيار العريض، إنْ كان يساريا أو قوميا أو إسلاميا.

هذا السلوك ليس منزوعا عن طريقة تفكير جماعة الإخوان، وهي طريقة الإقصاء، واحتكار التمثيل، وهي تغمض الطرف فرحة عندما تخطئ وسائل الإعلام بمجملها، وتساعد الجماعة في تنفيذ هذا الاحتكار، لهذا أجدها مكانا لتصويب هذا الخطأ، وأدعو  الزملاء في وسائل الإعلام والصحافة جميعهم أن يسموا الأشياء بمسمياتها، وألا ينجروا وراء التسمية التي تحبذها جماعة الإخوان المسلمين.

نختلف مع جماعة الإخوان المسلمين في توجهاتهم، ام نتفق، فإن الخلاف معهم سياسي، وأيدولوجي، لكنه ليس خلافا مع مفهوم الحركة الإسلامية، ومهما كان حجم الخلاف فإنه لا يعادل جزءا بسيطا من الخلاف بين أبناء الحركة الإسلامية ذاتها، فلم يحتمل التيار السلفي الجهادي يوما ما، معلومة أطلقها أحد قادة الإخوان عبر فضائية “رؤيا” فردَّ عليه، بجملة لا أستطيع أنا الذي يختلف مع توجهات الإخوان أن أطلقها في وجههم، وقال له ” عيب .. عيب .. عيب ودت الزانية لو أن النساء كلهن زواني”.

الدايم الله….

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وثيقة الإخوان المسلمين رسالة ناعمة للعودة  إلى حضن الدولة وثيقة الإخوان المسلمين رسالة ناعمة للعودة  إلى حضن الدولة



GMT 11:31 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

كتب جديدة للقارئ في معرض الشارقة الدولي

GMT 11:26 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

كتب أخرى للقارئ العربي

GMT 05:03 2019 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

دسائس البلاط

GMT 05:01 2019 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

اللبنانيون يأملون.. لكن بخوف وحذر!

GMT 05:00 2019 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

ثورة في لبنان في عهد "حزب الله"

جورجينا تثير اهتمام الجمهور بعد موافقتها على الزواج وتخطف الأنظار بأجمل إطلالاتها

الرياض - الدار البيضاء اليوم

GMT 07:49 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج السرطان الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 15:38 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

انفراجات ومصالحات خلال هذا الشهر

GMT 06:35 2018 الجمعة ,27 إبريل / نيسان

تشعر بالإرهاق وكل ما تفعله سيكون تحت الأضواء

GMT 19:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 14:28 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالعزلة وتحتاج الى من يرفع من معنوياتك

GMT 00:31 2017 الإثنين ,30 تشرين الأول / أكتوبر

محمد أشاور يستعدّ لعرض فيلمه السينمائي "الحاجات"

GMT 09:10 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

طريقة إعداد كوكيز بجوز الهند والزبيب

GMT 19:11 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تتخلص هذا اليوم من الأخطار المحدقة بك

GMT 19:14 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 17:59 2019 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

ختام بطولة قطر المفتوحة لناشئي الغولف

GMT 21:51 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

جامعة هومبولدت البرلينية تاريخ من العلماء وتغير الواقع

GMT 06:47 2018 الخميس ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تطوير كمبيوتر لوحي قابل للتدوير يمكنه التناسب مع حجم الجيب

GMT 12:47 2018 الأربعاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

حسام حسن يُعلن أول صفقات نادي "بيراميدز" الشتوية

GMT 16:07 2018 الخميس ,18 تشرين الأول / أكتوبر

شركة "أودي" تواجه غرامة بسبب مخالفة قواعد الانبعاثات

GMT 00:12 2018 السبت ,22 أيلول / سبتمبر

«عندما يتساوى حضورك مع غيابك.. ارحل فوراً»
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
RUE MOHAMED SMIHA,
ETG 6 APPT 602,
ANG DE TOURS,
CASABLANCA,
MOROCCO.
casablanca, Casablanca, Casablanca