صوت بارد!!

الدار البيضاء اليوم  -

صوت بارد

عالية طالب

هل يمكن للصوت  أن يحمل صفة البرودة والحرارة؟ وهل يمكن للمرأة أن تحمل صفة الحضور إن غابت وإن حضرت؟! السؤال الأول نستشفه من خفوت صوت المرأة في مجتمع ما زال يؤمن بأن صوتها "عورة" وعليها ان تجعله دافئا، خافتا، اقرب للهمس من الوضوح، وهو ما جعله ينسحب الى ادوارها الفعلية في المجتمع والسياسة والعمل والعائلة، وهو ما جعلها ايضا تحمل صفة "الوقاحة" إن علا صوتها بأكثر مما سمحت به الموجات المجتمعية، وهو ما الصق ببعض النساء ممن حاولن ان يجتزن عتبة المسموح ضمن الادوار المرسومة "بجهل من رسموها" وباتت الصفات والنعوت تتقافز ذات اليمين والشمال وهي تحاول ارجاع  ذات المرأة الى الهمس الغائب بين الوضوح والصمت المرتبك.

فيما يحتلّ السؤال الثاني وجوده في كامل صفحات المجتمع عدا وجودها اسريا فهي خيمة البيت وسوره العالي وهي الحاضر الدائم في كل تفاصيله وان غابت انتشرت الفوضى وعم الارباك والتشتت ولا يمكن ارجاع الامور إلى نصابها إلا بعودتها او بالسير على منهجها ذاته رغم العقبات التي تتأتى من عدم التطابق الحرفي.
 
هل وجود المرأة الفاعل داخل اسرتها يمثل كل وظيفتها الانسانية إذن ! وهل وجودها خارج هذه المنظومة يحقق الارباك على الصعيدين (داخل الأسرة ومكان العمل) وهل انحياز الرجل لذكوريته وتسلطه الشرقي جعل المحددات مقبولة في زمن تتشارك فيه المرأة مع الرجل في توفير المال والادارة والتنظيم الحقيقي للاسرة والعمل على حد سواء؟! 
 
من وزّع الادوار؟ ومن قبل بها؟ ولماذا تصمت المرأة عن دورها الحقيقي داخل وخارج الأسرة؟ ولماذا تأخذ المرأة حصة كبيرة في العمل المزدوج وتوفير دخل الأسرة وترتيب اوضاعها، وفي الوقت نفسه يبقى صوتها خافتا وثانويا وغير مقبول ان ارتفع ليؤشر مدى اهمية دوره وتاثير غيابه السلبي واهمية حضوره الايجابي ! ولماذا يبقى الرجل منتشيا بدوره الذي استروح الركون اليه وهو يحمل صفة الذكورة حتى وان كانت رجولة قاصرة عن اداء دورها في الانفاق والمشاركة الفعلية في ادارة شؤون الاسرة وترتيب اوضاعها بذات الطريقة الناجعة التي تؤديها المرأة ويفشل الرجل في ادائها حتى ولو كانت نسبته 30% وليس 100% كما هو دور المرأة فيها. 

سيدتي، ليبقى صوتك رائقًا بصوته الرخيم وانت تنشرين عطاءك الوفير في أي مكان تكونين فيه داخل وخارج الأسرة فبدونك لا يتحقّق الكمال ولا تكتمل الأدوار ابداً.
 
 

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صوت بارد صوت بارد



GMT 21:12 2022 الخميس ,03 آذار/ مارس

الطلاق التعسفي

GMT 07:03 2022 الثلاثاء ,01 آذار/ مارس

اذا طرق العنف بوابة الزواج

GMT 06:23 2022 الأربعاء ,26 كانون الثاني / يناير

العقوبة بمن يستغل الاطفال في يوميات مشاهير السوشال ميديا

GMT 16:18 2022 الثلاثاء ,11 كانون الثاني / يناير

في مجتمعنا نساء مضطهدات…وتفسير خطأ للجندرة!

GMT 20:00 2021 السبت ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الطلاق المبكر..أليس منكم رجل رشيد ؟

GMT 18:09 2021 الخميس ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

الطلاق المبكر..أليس منكم رجل رشيد ؟

GMT 13:33 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

صندوق أسرار الزمن المعتّق

GMT 18:51 2021 السبت ,10 إبريل / نيسان

كوني أنت أمام الرجل

GMT 12:18 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف لقاءً مهماً أو معاودة لقاء يترك أثراً لديك

GMT 19:14 2019 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

يبدأ الشهر بالتخلص من بعض الحساسيات والنعرات

GMT 11:40 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تساعدك الحظوظ لطرح الأفكار وللمشاركة في مختلف الندوات

GMT 17:27 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر

GMT 20:11 2019 الأربعاء ,21 آب / أغسطس

تجنب الخيبات والارتباك وحافظ على رباطة جأشك

GMT 19:18 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 17:59 2019 الثلاثاء ,23 تموز / يوليو

تستاء من عدم تجاوب شخص تصبو إليه

GMT 11:31 2019 الجمعة ,29 آذار/ مارس

منع جمهور الرجاء من رفع "تيفو" أمام الترجي

GMT 08:41 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة وصادمة في حادث قتل الطفلة "إخلاص" في ميضار

GMT 06:39 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

"بيكوربونات الصودا" حل طبيعي للتخفيف من كابوس الشعر الدهني
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca