بقلم - عروبة الحباشنة
عن شجون الجلد بعد كدمة الزمن، إمرأة تحيك الجرح بأصبعها الشاهد وتتماثل للشفاء في مشفى مخدعها الروحي، بعدما أمسكها زوجها من عنقها بشراسة قطيع راكض، وراح يضرب الجسد الرقيق مثل جورية لوحت بتلالتها رياح مغبرة، وأتلفتها حتى تطايرت وتلاشت، إمرأة تربي طفلاً معاق حركيًا وآخر سويًا، تحمله نحو الحمام ثم تمشط شعره وتطعمه، ثم تهم نحو المطبخ بعجالة لتعد وليمة الغداء وتذهب لإيقاظ زوجها ثقيل الدم بطيء الاستيعاب غزير النرجسية في آن واحد، يجلس بجوار ابنه السوي على طاولة الطعام ثم يطعمه بسماجة ويقول:
"غدًا في تمام الثانية أريد وليمة لثلاثة أصدقاء، وصنفان من الحلو حتى لا أشعر بالصغر أمامهم"، وكانت تحدث باطن عقلها: "وكم أنت صغير، رديء، وكم أنا متعبه !". هذه المرأة قناصة لتضميد جراحها، لذلك على المرأة أن تخبىء في حقيبتها "إبرة" و"خيطًا"، وتعي تمامًا متى تستخدمهما على أرض الواقع، وبالمناسبة لا ريب إن حيكت أفواه لصوص الدين وممثلي الأخلاق.