بقلم - كِتكِت أسامة
بقلم كِتكِت أسامة في البداية جاءت لي دعوة لحضور مهرجان القاهرة السينمائي بصفتي من الكُتاب الشباب على مستوى محافظات الصعيد، فشهد مهرجان القاهرة السينمائي الدولي لدورته الـ ٣٨ فيلمين مصريين من المسابقة الرسمية للمهرجان، الفيلم الأول كان "يوم للستات" إخراج كاملة أبو زكري وبطولة الهام شاهين ونيللي كريم ومحمود حميدة وفاروق الفيشاوي وابنه وناهد السباعي وأحمد داوود، والفيلم الآخر هو "البر التاني" إخراج علي إدريس وبطولة وجوه جديدة وهم "محمد علي" و "محمد مهران" و "عمرو القاضي" وكلا الفيلمين كانت موسيقيتهم التصويرية من عمل المبدع تامر كروان، وكلا الفيلمين أيضًا يسلطون الضوء على حالات مصرية بحته.
فيلم "يوم للستات"
عن حي شعبي من الأحياء الشعبية به مركز شباب به حمام سباحة فيقرر المركز بإنشاء يوم للستات وهو يوم الأحد من كل أسبوع لا أحد يستجيب في البداية سوى بنت فقط، ومع مرور الأحداث تجتمع سيدات المنطقة وتذهب للسباحة، ويروي الفيلم مأساة كل سيدة منهم، وتوصل بنا فكرة الفيلم إلى تحرر المراءة في المجتمع.
فيلم "البر التاني"
يتحدث الفيلم عن ٣ شباب من القرى المصرية يدفعهم الفقر إلى اللجوء للهجرة غير الشرعية للسفر إلى إيطاليا فيجتمعوا في مركب ضعيفة المستوى، وتدور الأحداث حول معاناه كل شاب منهم وإدانتهم بالمال لتحقيق هذه السفرية، وإذ به تغرق بهم المركب قبل وصولهم لشاطئ إيطاليا وكأن الفيلم يمثل حادث مركب عبارة السلام وحادث مركب رشيد مؤخرًا.
كلا الفيلمين يستحقوا الحضور للمجهود الواضح الذي لا أحد يستطيع أن ينكرُه، ولكن فيلم يوم للستات يفوق كثيرًا إخراجًا ودراميًا وتصويرًا وأداءً تمثيليًا عن البر التاني الذي كانت له دعاية إعلانية أكبر من مستوي فنيات الفيلم، فمثلا البر التاني قصته الدرامية متوقعه تمامًا ولا تقدم جديد عن الواقع فالكل قبل دخول الفيلم يعلم أن المركب ستغدُر برُكابِها ولا يوجد أي أداء تمثيلي سوى كام مشهد يتم عدّهم علي الأصابع، ومن الأفضل أن فيلم البر التاني يتم عمل مونتاج له ليصبح فيلمًا قصيرًا "وكدة يبقي حلو أوي"
أما عن فيلم يوم للستات الذي كانت أبطاله أمام الكاميرا وخلفها أبطال ستات وهذا شيء جديد عنا كمجتمع مصري بل وأنه شيء نادر أيضًا، فكانت البطلة الحقيقة الممثلة العبقرية ناهد السباعي التي جسدت شخصية "عزة العبيطة" والتي تمكنت من أدواتها التمثيلية بالشكل الجيد جدًا أو يكاد بالشكل الرائع الذي من الصعب تمثيله للغاية وهذا ستشاهدونه حين نزول الفيلم في جميع دور العرض عقب انتهاء فترة المهرجان، وأيضا لا يمكن إخفاق دور المخرجة كاملة أبو زكري التي أنتجت لنا مستوى فني حقيقي يستحق المشاهدة ويستحق جائزة هذا العام لمهرجان القاهرة لدورته الـ ٣٨.
للعلم كان هناك فيلم مصري أخر تم تقديمه لإدارة المهرجان وتم منعه لأسباب لا يعلمها أحد وهو فيلم "أخر أيام المدينة" كان ممكن أن ينال إعجاب الناس أكثر من تلك الفيلمين.
في النهاية نقول بإن عمل الستات يكسب بجداره في توصيل الفكرة كاملة مكتملة من فنيات العمل الفني.