الكتابة الساخرة.. كلمات رشيقة تتمرّد على الواقع بالضحك

الدار البيضاء اليوم  -

الكتابة الساخرة كلمات رشيقة تتمرّد على الواقع بالضحك

بقلم : ياسمين بشارة

تلفت الكتابة الساخرة القرّاء الى موهبة صاحبها، اللهم إذا أتت عن الموهبة وامتلاك مفاتيح أبجدية هذه الكتابة الكاريكاتورية, إذا صحّ التعبير، غير المعفاة من الإلتزام الأخلاقي بأدبيات الكلمة المسؤولة.

يُعطي الناس المقال الساخر الحظ الأوفر لكاتبه أكثر من غيره من الكتّاب لأنه الأقرب إليهم من حيث خفّة الدم وإشفاء الغليل والتنفيس عن الهموم.

لكن يختلف أثر الكتابة الساخرة على القارئ إعتمادا على أسلوب ونيّة الكاتب. أما المفارقة فبأن يلعب هذا الأسلوب من الكتابة، على الرغم من أنه قديم قِدَمْ الكتابة وفنونها وطرائقها، دورًا أساسياً في فهم القصة مهما كان نوعها و مدى صعوبتها بطريقة سلسة لا تخلو من البسمة، الطريقة الأسهل والأسرع الى قلب أيّ قارئ.

قد يكتب الصحافي مقالا جافاً لن يفهمه إلا القلائل المتخصّصين بفحوه، أما في حال كتب صحافي صاحب قلم ساخر متمكّن، المقال نفسه بأسلوبه الناقد الحرّيف والملمّح فسيفهمه الملايين ويتأثرون به مهما اختلفت مستوياتهم الثقافية.

ليس صحيحاً أن الكتابة الساخرة سهلة, لا تملك ضوابط ولا حتى قواعد, بل على العكس، فهي من أصعب الكتابات ولا يملك مفاتيحها إلا من وضع يده على الخطأ وعرّاه بشكل موضوعي وأسلوب مصقول بالعلم وضبط القواعد.  ليس هذا فحسب, فالموهبة في هذا الإطار تنبع من شخصية الكاتب كما أنها تتفاوت من شخص الى آخر ومن كاتب يجهل أبجديات الكتابة الساخرة وآخر على عكسه متمكّن منها لا تهمّه المنزلقات كخطورة أن يضحكوا منه بدل أن يضحكوا معه!

أما وصف الكاتب الساخر فهو ناقد, متمرّد، ثورجيّ الفكر, متألم من أمور الحياة, يرفض الواقع, لا يشفي غليله إلا أمرين: سقف عالٍ من الحرية وقارئ صحيح وساخر مثله لأنه من دون حرية وقراءة ساخرة ليس هناك من كتابة هادفة.

 وكم نحن بحاجة الى هذه الكتابة في أزماتنا الحالية، لنعبِّر عما يجيش في صدرنا، وننفّس عنه بدعابة وضحكة علنا نفرج عن مآسينا .

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الكتابة الساخرة كلمات رشيقة تتمرّد على الواقع بالضحك الكتابة الساخرة كلمات رشيقة تتمرّد على الواقع بالضحك



GMT 10:18 2023 الأحد ,22 كانون الثاني / يناير

مجانية الالقاب على جسر المجاملة أهدر قدسية الكلمة

GMT 12:12 2022 الأحد ,11 كانون الأول / ديسمبر

بيروت تتوالد من رمادها وتتزين بكُتابها.

GMT 18:10 2022 الثلاثاء ,15 آذار/ مارس

أنور الخطيب لمحمود درويش: إذن..لماذا خرجت

GMT 14:57 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

التنوع الثقافي لا يُفسد للود قضية

GMT 14:45 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

" واقتلع الشوق ماتبقى مني "

GMT 14:00 2021 الثلاثاء ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

رقي الإمارات سرها وسحرها

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 19:11 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تتخلص هذا اليوم من الأخطار المحدقة بك

GMT 19:14 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 15:38 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

انفراجات ومصالحات خلال هذا الشهر

GMT 04:11 2016 الخميس ,20 تشرين الأول / أكتوبر

تقنية جديدة تظهر النصِّ المخفي في المخطوطات القديمة
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca