بقلم أحمد المحمدي
على عكس المعتاد من الذين يعتلون كراسي القيادة على رأس الحكومة ويحاربون من أجل الاستمرار على الكراسي المريحة، يخرج علينا الدكتور أشرف صبحي مساعد وزير الشباب والرياضة بتقديم استقالته من منصبه برغم كونه أحد القيادات الشابة الواعدة التي تمتلك رؤية مستقبلية وخبرة كبيرة في مجال الإدارة الرياضية، ولكن لمجرد أدراكه بأنه لن يستطع تحقيق نجاحات في منصبه لأسباب الجميع يعلمها فضل الانسحاب في هدوء ليؤكد أن كرسي الحكومة مش أمله، ويعود إلى العمل الجامعي أستاذًا في إدارة الأعمال الرياضية.
لأول مرة نجد مسؤول يتقدم باستقالته، والجميع يثني على ما قدمه خلال فترة عمله معتبرين الأجدر والأحسن في هذا المنصب، ويمكن تدرجه الوظيفي بعد ذلك ليصبح وزير رياضة خلال المرحلة المقبلة، ونرى شاب قدوة وأمل ومثل أعلى يمكن السير على نهجه ولأول مرة نجد مسؤول مختص في المكان الصحيح.
وعان أشرف صبحي خلال وجوده في منصب مساعد وزير الرياضة كثير من الأزمات واستطاع التغلب عليها بفضل خبراته الإدارية في المجال الرياضة ونجح في أكثر من ملف تم إسنادها إليه ومنها المشروع القومي للناشئين والطب الرياضي، ولكن عندما وجد التهميش والمركزية في اتخاذ القرارات فضل الابتعاد.
ولم يكن قرار الاستقالة انفعالي من قبل الدكتور أشرف صبحي ولكن تم دراسة كثير قبل أن يتقدم بها لمجلس الوزراء برئاسة المهندس شريف إسماعيل والذي ظل يماطل في قبولها لتمسكه وقناعته بوجوده لخدمة الرياضة. بالفعل فقدت الرياضة المصرية نموذج مشرف مثل الدكتور أشرف صبحي، لديه الطموح والإصرار على تحقيق كل ما يفيد الوطن ولكن كل هذا اصطدم بالبيروقراطية والنرجسية التي تعاني منها جميع وزارات مصر وليس وزارة الشباب والرياضة فقط.
أتمنى من كل مسؤول أن يدرك وهو على الكرسي بأنه لن يستطيع تقديم جديد أو يضيف كل يوم إلى مجال عمله وخدمة وطنه فعليه بالرحيل.