"الكان" والعلمي والمغرب الرسمي !!

الدار البيضاء اليوم  -

الكان والعلمي والمغرب الرسمي

بقلم: جمال اسطيفي

قد يرى كثيرون أن الخرجة الإعلامية الأخيرة لرشيد الطالبي العلمي وزير الشباب والرياضة بخصوص ترشح المغرب لتنظيم كأس إفريقيا للأمم 2019 بدلا من الكامرون لم تكن متوقعة، خصوصا أنها جاءت قبل يومين فقط من إسدال الستار على وضع الترشيحات لدى الاتحاد الإفريقي "كاف"، لكن التتبع الدقيق لمجريات الأحداث، وتفاصيلها وكواليس الأيام الأخيرة لايمكن إلا أن يجعلنا أمام خرجة متوقعة، على الأقل من الناحية السياسية.

منذ مدة ونقاش طويل يدور في بعض وسائل الإعلام، بخصوص جدوى المغرب من الترشح..

بعض هذا النقاش فعال وبناء ومثمر، وهدفه مصلحة المغرب، بينما البعض الآخر تحركه تصفيات حسابات، لأن الهدف غير المعلن هو وضع العصا في العجلة، وفتح النار على جامعة كرة القدم، وحتى بعض النقاش الذي أعقب تصريح الوزير لم يخرج عن إطار تصفية الحسابات وخدمة الأجندات.

لقد كانت وسط هذه اللجة تصريحات تعتبر أن أحمد أحمد رئيس "الكاف" أصبح لعبة في يد المغاربة، وكان هناك أيضا حديث عن أن تنظيم المغرب لكأس إفريقيا قد يجعله يخسر الكامرون، وهو حليف استراتيجي يتبنى مواقف المغرب الرسمية، مثلما قد يخسر معه بلدانا إفريقية أخرى هو الذي يراهن كثيرا على حضوره في القارة السمراء بعد أن عاد إلى بيته في الاتحاد الإفريقي، ومن بين هذه البلدان الكوت ديفوار التي لجأت إلى" الطاس" احتجاجا على نقل تنظيمها لكأس إفريقيا من سنة 2021 إلى 2023.
هذا النقاش وجد صدى له في دوائر صنع القرار، وكان طبيعيا في هذا السياق أن يخرج وزير الشباب والرياضة ممثلا للمغرب الرسمي ليعلن في جملة قصيرة، تم اختيارها بشكل دقيق مفادها أن المغرب الرسمي لم تكن له النية أبدا لتقديم ترشيحه لاحتضان كأس أمم إفريقيا 2019، ولن يقدم ترشيحه"..

هذه الجملة القصيرة تعني أيضا وبشكل مباشر، أنه إذا كانت هناك جهة أخرى قد أبدت نيتها في الترشح، في إشارة إلى جامعة كرة القدم فذاك شأن يعنيها كجهاز يشرف على تدبير كرة القدم، ولا يعني المغرب الرسمي.

أكثر من ذلك فإن تصريحات الوزير الطالبي العلمي تتناغم مع ما كان قد أعلنه فوزي لقجع رئيس جامعة كرة القدم بمراكش في ندوة صحفية مشتركة مع رئيس الاتحاد الكامروني ديودوني هابي، عندما شدد التأكيد على أن المغرب يدعم بشكل غير مشروط الكامرون لتنظيم الكأس الإفريقية، وأنه يضع كل الإمكانيات رهن إشارتها، ويتناغم أيضا مع ما قاله لقجع في اجتماع المكتب التنفيذي للكاف بأكرا، عندما أبدى رفضه سحب تنظيم البطولة من الكامرون، قبل أن يعلن المكتب التنفيذي للاتحاد الإفريقي أن البطولة لن تنظم بالكامرون.

إلى هنا، فإن هناك تناغما ظاهرا بين تصريحات العلمي ولقجع، لكن في الباطن بلاشك أن هناك حربا خفية بين الطرفين، وأن تداعيات ملف ترشح المغرب لتنظيم مونديال 2026، وصراع الأجنحة مازال حاضرا.

إذا كانت هناك أخطاء في ملف "الكان"، فإنها ارتكبت دون شك في البداية، إذ أن الحماس وأحيانا عدم السير بخطى موزونة ومحسوبة، دفع إلى الوقوع دون وعي في خطأ إظهار المغرب أنه يسعى بكل السبل لسحب تنظيم "الكان" من الكامرون، وهو ما تلقفه خصوم المغرب في الخارج وشرعوا في الترويج له أحيانا بطريقة "السم في العسل"، مثلما التقطه أيضا بعض انتهازيي الداخل، لتسجيل بعض النقاط في لعبة تصفية الحسابات.

هناك من سيقول لماذا انتظر الطالبي العلمي قرابة العام ليعبر عن موقف المغرب الرسمي بخصوص تنظيم "الكان".

الجواب واضح مثل هذه القرارات تتجاوز الجامعة وتتجاوز الوزير، لأن الأمر يتعلق بقرار سيادي، ولو لم يحصل الوزير على الضوء الأخضر للحديث والتعبير عن موقف المغرب الرسمي لما فتح فمه بشكل نهائي.
لكن ثمة أسئلة تطرح نفسها بحدة، من بينها لماذا اختار الطالبي العلمي الإعلان عن عدم رغبة المغرب في تنظيم الكان بشكل عنيف، ودون تنسيق مع جامعة كرة القدم، ولماذا شدد التأكيد على أنه لا يمكن للمغرب أن ينظم "الكان" إرضاء لشخص او شخصين؟ وهل كان ضروريا هذا الذبح والقصف الممنهج لرئيس جامعة كرة القدم، الذي نجح باسم المغرب في الوصول إلى المكتب التنفيذي للكاف؟ وهل نفهم من ذلك ايضا أن هناك توجها استراتيجيا لتحجيم دور المغرب في الاتحاد الإفريقي لكرة القدم..
ثمة رؤية للدولة، وقناعات وتقارير على ضوئها يتم اتخاذ القرارات، فليس هناك مجال للصدفة، لكن ثمة ايضا صورة لمسؤولين ورؤية سابقة، كان يجب على ضوئها حفظ ماء وجه جميع الأطراف

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الكان والعلمي والمغرب الرسمي الكان والعلمي والمغرب الرسمي



GMT 10:25 2019 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

الدفاع في الريادة

GMT 10:22 2019 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

"وشكون عرف؟"..

GMT 15:07 2019 الأربعاء ,18 أيلول / سبتمبر

"كلمة حق"..

GMT 13:45 2019 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

منتخبات مجنونة

GMT 19:15 2019 الأربعاء ,21 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 16:52 2017 السبت ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الإصابة تحرم الأهلي من رامي ربيعة في مباراة الإسماعيلي

GMT 23:44 2017 الجمعة ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

شمال الأطلنطي يحسم بطولة كأس الجامعات القطرية للرجال

GMT 15:27 2018 السبت ,27 كانون الثاني / يناير

التصميم المميز للزجاجة والروح الأنثوي سر الفخامة

GMT 08:49 2018 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

أليساندرو سارتوري يسرق الأنظار إلى "زينيا" بابتكاراته

GMT 12:55 2016 الجمعة ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

جزيرة منمبا في زنجبار تتمتع بمناظر طبيعية نادرة ورومانسية

GMT 04:30 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الإبلاغ عن العنف الجنسي يعصف بحياة السيدات في الهند

GMT 02:35 2017 الجمعة ,05 أيار / مايو

سيارة فيراري "275 غب" 1966 معروضة للبيع

GMT 05:29 2016 الأربعاء ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الصين تفتتح أفخم فندق سبع نجوم بتكلفة 515 مليون دولار

GMT 02:01 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

5 خطوات مميّزة للحصول على درجة علمية عبر الإنترنت
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca