المنتخب الوطني.. وروح المجموعة

الدار البيضاء اليوم  -

المنتخب الوطني وروح المجموعة

بقلم ـ عماد المزوار

خطا المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم خطوة هامة نحو التأهل إلى مونديال كأس العالم 2018 بروسيا، عقب انتصاره على المنتخب الغابوني بثلاثية نظيفة، خلال المباراة التي جمعتهما ليلة يوم السبت الماضي بالمركب الرياضي محمد الخامس بمدينة الدار البيضاء، وذلك لحساب الجولة ما قبل الأخيرة عن المجموعة الثالثة من التصفيات الإفريقية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم صيف العام المقبل.
وحافظ المنتخب الوطني على الاستقرار في تشكيلته الأساسية التي خاضت المباريات الأخيرة، مما زاد من درجة التجانس والانسجام بين العناصر الوطنية التي لعبت بروح المجموعة فأبدعت وأقنعت أمام المنتخب الغابوني، بمنظومة لعب تعتمد على الهجمة المنظمة عبر الاستحواذ على الكرة، بتمريرات قصيرة وضبط إيقاع اللعب، بالإضافة إلى الضغط العالي في منطقة المنتخب المنافس لإرباك خروجه للكرة من الوراء ودفعه إلى ارتكاب أخطاء، فضلا عن السرعة في استرجاع الكرة في منطقة المنتخب الغابوني، واللعب بكتلة دفاعية متماسكة (بلوك)، وربح النزالات الثنائية خصوصا على مستوى خط وسط الميدان.
إلى ذلك، نجح المنتخب الوطني في الحفاظ على نظافة شباكه بدون أهداف خلال المباراة الخامسة على التوالي بما مجموعه 450 دقيقة، بفضل نجاعة ميكانيزمات تنظيمه الدفاعي المحكم، وخير دليل على ذلك أن المنتخب الغابوني لم يستطع الوصول في مباراة يوم السبت الماضي، إلى مرمى منير المحمدي الكجوي حارس المنتخب الوطني المغربي طيلة مجريات الشوط الأول. وهنا عندما نتحدث عن قوة التنظيم الدفاعي ل"أسود الأطلس" فلا نقصد خط الدفاع فقط بل المنظومة الدفاعية ككل، والتي تبدأ من الخط الأمامي الذي يقوم بالضغط العالي على حامل الكرة في منطقة عمليات المنتخب المنافس، مرورا بخط وسط الميدان الذي يتقدم إلى الأمام لاسترجاع الكرة في منطقة منتخب الغابون، وصولا إلى خط الدفاع بنهج خطة الدفاع المتقدم وهي ميكانيزمات اشتغل عليها الناخب الوطني هيرفي رونار، دون أن نغفل عنصر مهم ألا وهو الدفاع عبر الاستحواذ على الكرة، والدقة في التمريرات الناجحة وتجنب التمريرات الخاطئة.
من جهة ثانية، استطاع المنتخب الوطني إيجاد النجاعة الهجومية بترجمة الفرص الحقيقية للتسجيل إلى أهداف، بتسجيل المهاجم خالد بوطيب ل"الهاتريك"، وشاهدنا أن المنتخب الوطني يكون أكثر خطورة عند سيطرته على الكرة، وأيضا بخلقه للتفوق العددي، بدخول الجناحان نور الدين أمرابط وحكيم زياش إلى وسط مربع العمليات، لمنح الفرصة للظهير الأيمن نبيل درار والظهير الأيسر أشرف حكيمي للتقدم عبر الأطراف، لإيجاد مساحات في الخط الأمامي وبالتالي خلق فرص سانحة للتسجيل، ناهيك عن تبادل المراكز بين أمرابط الذي يتحول إلى جناح أيسر، وزياش الذي ينتقل إلى مركز جناح أيمن، لبعثرة أوراق المنتخب الغابوني على المستوى التكتيكي.
من جهة أخرى، حرص الناخب الوطني رونار على ضبط جميع التفاصيل الصغيرة  التي تكون حاسمة في مباراة لكرة القدم، بالاستعانة بنبيل العياشي كمستشار في التغذية، من أجل الإشراف على النظام الغذائي للاعبي المنتخب الوطني، والرفع من منسوب اللياقة البدنية وقوة التحمل لدى اللاعبين، بالإضافة إلى خلق أجواء حماسية تساعد على اندماج اللاعبين الجدد بسرعة داخل محيط المنتخب الوطني..
اليوم، يمكن القول أن المنتخب الوطني المغربي وصل إلى مرحلة النضج باعتماده على جيل من اللاعبين ذوي التجربة والخبرة، كبنعطية ودرار والأحمدي وبوصوفة وأمرابط، بالموازاة مع الثقة في اللاعبين الشباب لإعداد الخلف كأشرف حكيمي وأمين حاريث وسفيان أمرابط وحمزة منديل وأمين خماس وسفيان العكوش الذين لا تتعدى أعمارهم 21 عامًا، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن المنتخب الوطني يسير في الطريق الصحيح، ويجني ثمار الاستمرارية في العمل بعد المشاركة في كأس إفريقيا للأمم 2017 في الغابون، ويؤكد هذا الجيل أنه قادر على بلوغ هدفه "الاستراتيجي" المسطر بحجز بطاقة التأهل إلى نهائيات كأس العالم بروسيا بعد غياب طويل دام 20 سنة، وهذا رهين بانتزاع الفوز أو التعادل في مباراة الجولة الأخيرة ضد مضيفه منتخب الكوت ديفوار، بملعب فيليكس هوفويت بوانيي بالعاصمة الإيفوارية أبيدجان، لتأكيد أحقيته للمشاركة في المونديال العالمي باعتباره المنتخب الأكثر انتظاما على مستوى الأداء والنتائج في التصفيات القارية. 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المنتخب الوطني وروح المجموعة المنتخب الوطني وروح المجموعة



GMT 08:38 2019 الجمعة ,05 إبريل / نيسان

رونار والرحيل

GMT 17:16 2019 الخميس ,03 كانون الثاني / يناير

لقجع شوو !

GMT 10:06 2018 الثلاثاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير الدار البيضاء

GMT 08:15 2018 الخميس ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب اليوم

GMT 03:36 2018 الخميس ,18 كانون الثاني / يناير

تعرفي على أهم صيحات المكياج لشتاء2018

GMT 17:04 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 05:48 2018 الثلاثاء ,10 إبريل / نيسان

أفضل الطرق لتثبيت مساحيق التجميل على البشرة

GMT 14:35 2016 الأربعاء ,20 كانون الثاني / يناير

بودريقة يثير غضب الناصيري وجماهير الوداد البيضاوي

GMT 18:36 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 12:35 2018 الجمعة ,26 كانون الثاني / يناير

عشرات القتلى جراء حريق داخل مستشفى في كوريا الجنوبية

GMT 04:55 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

الفنانون الذين فارقوا الحياة خلال عام 2017

GMT 11:09 2017 الجمعة ,20 تشرين الأول / أكتوبر

الطقس و الحالة الجوية في الريش

GMT 23:31 2014 الإثنين ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

بيتزا الجمبري

GMT 12:44 2016 الخميس ,21 إبريل / نيسان

اهم فوائد النعناع

GMT 18:35 2017 الخميس ,21 أيلول / سبتمبر

أبرز 10 سيارات "SUV" حاضرة في معرض فرانكفورت 2017

GMT 23:40 2017 الجمعة ,13 تشرين الأول / أكتوبر

ربيع فايز يحصد ذهبية في بطولة أميركا المفتوحة للرماية

GMT 05:36 2017 الجمعة ,20 تشرين الأول / أكتوبر

الافصاح عن عطر جاسمن نوار المبهر من بولغاري
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca