بقلم : محمد التويجر
بغض النظر عن نتيجة المواجهة المزدوجة مع النظير الجزائري من أجل مقعد في نهائيات كأس أمم إفريقيا للمحليين المرتقبة بإثيوبيا ......
ورغم أننا ندخل هذه المرحلة الهامة من التصفيات بثوب حامل اللقب.....
وبعيدا عن الحساسية التي عادة ما تسم ديربيات شمال القارة ، خصوصا حين يتعلق الأمر بالجار الجزائري ....
على الجامعة أن تتفاعل إيجابا مع مخطط مدرب المنتخب المغربي للاعبين المحليين الحسين عموتة، الممتلك لجميع المؤهلات التي تخوله التدريب في أعلى المستويات ( فوزه بلقبين قاريين رفقة الوداد وقبلها الفتح شاهد على ذلك )
فرغم ضيق الوقت والإكراهات العديدة التي صادفته، وهو يخطو خطواته الأولى على درب خدمة كرة القدم الوطنية ، عبر الإشراف على فئة حساسة ، ترهن حال ومآل بطولة محلية تستنزف الملايير ، دون أن تنعكس بالشكل المطلوب على تمثيليتها (الفئة ) داخل النخبة الأولى....لم يتأخر الحسين في الاستجابة لنداء الوطن ، رغم أنه مدرك داخل قرارة نفسه أنه كان يستحق الأفضل ( لما لا امنتخب الأول ؟).
لن أتحدث عن الانضباط الذي أبان عنه منتخب المحليين حين مواجهته في الودي الثاني منتخب بوركينا فاسو ( الأول أمام النيجر كان مغلقا )....وتفاعل اللاعبين إيجابا مع ممثلي وسائل الإعلام....بل أريد التوقف عند إشارات ذكية بعث بها ابن الخميسات الحسين عموتة في أول خروج إعلامي له ...فالرجل حامل لمشروع يمتد على طول السنة ، كي يتحول منتخب المحليين إلى قاعدة خلفية تغطي المنتخب الأول بانتظام بما يحتاجه من عناصر، في اتجاه إحداث التوازن المنشود بين مكوناته ( محليين وممارسين بالخارج ، بقاسم مشترك يتمثل في هوية الانتماء وروح المواطنة )
لمست أن الرجل يتحدث بحماسة ، وهو يسير على خطى سابقيه الراحلين الفرنسي كليزو وابن البلد بلمجذوب ، عبر اقتراحه العقلاني القاضي بالتئام تجمع واحد على الأقل في الشهر ، يمتد لثلاثة أيام قصد ضمان لحمة وانسجام أكبر بين مكونات المنتخب ، والاستفادة من أكبر عدد ممكن من المباريات الودية ، كلما سمحت الظروف بذلك .
تحدث المتوج بدوري الأبطال وكأس الاتحاد القاريين ، ومؤهل السد القطري إلى مونديال الأندية عن أهمية المرافقة النفسية للاعبين ، لتقويم الاضطرابات الطارئة ، وانعكاس ذلك إيجابا على المردودية الجماعية.
لم يتوان لحظة في المطالبة بتبادل المعلومات والإفادات بين الإدارة التقنية والمشرفين على المنتخبات ، والتنسيق الموصول مع مدربي الأندية ، لغاية تكوين بنك معلومات زاخر بالمعطيات، مع انسيابية الاستفادة من عناصر المنتخبات بمختف فئاتها كلما دعت الضرورة إلى ذلك ( تذكروا أنانية رونار حين احتفظ بثلاثة عناصر لودية الأرجنتين رغم حاجة الهولندي مارك فوت لها حين مواجهة الكونغو الديمقراطية ).
لم يخف عموتة الشمس بالغربال ، بل جهر بحقيقة يتداولها عشاق المستديرة ببلادنا في السر والعلن : " لم نستفد شيئا من فوزنا بالشان الأخير، اللهم بعض رؤساء الاندية الذين غنموا الملايير من صفقات المتألقين فيه ( الكعبي نموذجا )، والشاهد عنده في ذلك حضور اثنين من المتوجين دون سواهم في المنتخب المشارك في المونديال الأخير.
الحسين عموتة رمى أيضا بحجارة حركت مياه البركة الآسنة ،معيبا بطريقة غير مباشرة على الأندية تجاهلها لدور التكوين القاعدي والاهتمام بالفئات العمرية الصغرى متسائلا بلا مواربة " أين هم الشبان، إذا كان محسن ياجور هداف البطولة الاحترافية الأخيرية المتقدم في السن منتظما في العطاء؟؟...على هؤلاء أن يخجلوا من هذا الواقع المقلوب"
الرجل عبر عن ذكاء كبير ـ حين سئل عن امتلاكه لمعلومات بخصوص تكتيك المنتخب الجزائري ....لقد كشف بالملموس ضيق النظر لدى من واق على النقل المباشر لودية الأحد أمام بوركينافاسو ، فالذين وافقوا على خطوة النقل هذه، مكنوا الطاقم التقني الجزائري من سكانير مجاني يكشف "عورة" المنتخب ، سيسهل عليهم مأمورية الإعداد الهادىء .
تأسيسا على كل ما سلف ،أعتقد أن الجامعة الوصية برئاسة فوزي لقجع ملزمة التقاط إشارات عموتة ومباركها ودعمها.... مشروعه الطموح لن يكلف الكثير، علما أنه واعد بالكثير... لو تفاعلت إيجابا، ستكون أكبر مستفيد....أما دون ذك ، فسيجعلنا مواجهين كالعادة لهزات وخيبات متوالية ، نصير معها كمن يسكب الماء في رمال الفيافي القاحلة
السي لقجع ...إنها فرصتك الذهبية للانتقال إلى السرعة القصوى بعد ولايتين من تدبيرك لشؤون الرياضة الاأكثر شعبية بالمغرب ....ضع يدك في يد الحسين عموتة ، وكل الخيرين الحاملين لتصور بناء ينعكس إيجابا على المنظومة ككل .
آخر الكلام:
....وأنتم المقبلون في الأيام القليلة المقبلة على عقد الجمع العام للجامعة، حبذا لو أبعدتم من لم تعد لهم تمثيلية ، وأولئك الذين لم يعطوا الإضافة المرجوة، واستبدلتموهم بآخرين أكثر جدية ونشاطا وغيرة ...فالأكيد أنكم المستفيد الأول والأخير من ذلك ، لأن الخطوة ستسمح لكم بتجويد حركية المؤسسة ، واستكمال المشاريع المعلقة ، ووقف نزيف الملايير التي صرفت يمنة ويسرة دون أن نرى لها آثارا ملموسة على أرض الواقع .