بقلم: عبد الإله المتقي
مرة أخرى، يتأكد وجود خلل كبير في منظومة اتخاذ القرارات بجامعة كرة القدم، لنتأمل:
برمجت الجامعة معسكرات للمنتخبات الوطنية الثلاثة، المحلي والأولمبي والمنتخب الأول بمراكش، في وقت كان من الممكن برمجتها بمركز المعمورة، الذي وصفه الرئيس فوزي لقجع بالتحفة، ترشيدا للنفقات، مثلما قيل، لحظة افتتاح هذا المركز، الذي كلف 50 مليارا.
وأجرت هذه المنتخبات مبارياتها أمام مدرجات فارغة، وهو أمر كان منتظرا، لعدة أسباب، أولها أن مراكش لم تعد متعطشة لمشاهدة المنتخبات الوطنية، بسبب كثرة مبارياتها في هذه المدينة، بل لم تعد متعطشة أصلا لكرة القدم، بعد نزول فريقها إلى القسم الثاني، وسوء التسيير الذي يعانيه، إضافة إلى أزمة الثقة التي تولدت لدى الجمهور المغربي، تجاه الأجهزة المسيرة لكرة القدم بصفة عامة.
وأدى القرار إلى الإضرار بعشب الملعب الذي احتضن مباراتين في 24 ساعة، كما أن الحرارة أثرت كثيرا على اللاعبين.
فقد كان من الممكن توزيع المباريات على مدن أخرى، أكثر تعطشا لرؤية المنتخبات الوطنية، وفي ملاعب صغيرة نسبيا، مثل الجديدة وآسفي والمحمدية والقنيطرة وخريبكة وبركان.
أما فضيحة الأقمصة، فقد كانت متوقعة، إذ أعلنت الجامعة في بلاغ رسمي، في تاسع غشت الماضي، أنها فتحت طلبات عروض، ووقعت عقدا مع شركة “بوما”، بعد نهاية عقد شركة «أديداس» في 30 يونيو.
عفوا، الحكامة تقول ببساطة إن طلبات العروض في صفقة من هذا النوع، لا تفتح بعد نهاية العقد بشهرين، بل قبل ذلك بأربعة أشهر، أو ثلاثة، حتى تتسنى دراسة العروض المقدمة، والبت فيها، وحتى يكون للمصنع الجديد الوقت الكافي لتصميم الأقصمة، وتقديم نماذج منها، للمصادقة عليها، من قبل الطرف الثاني، وهو الجامعة. أليس كذلك؟